أسباب عذاب القبر
حدد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى عذاب القبر. من بين هذه الأسباب النميمة والتهاون في الاستنزاه من البول. وقد ذكر النبي -عليه السلام- هذين الأمرين سويًا عندما مرّ على قبري شخصين، حيث أشار إلى أنهما يُعذبان بسبب إهمالهما للاستنزاه من البول أو التحدث بالنميمة بين الناس. ومن الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى عذاب القبر الغيبة، وهي الكلام عن الآخرين بما لا يرضون من صفات. كما يُعتبر الغلول، الذي يُعرف بأنه سرقة من الغنيمة قبل تقسيمها، من الأعمال المشينة التي تُؤدي إلى العذاب. ومن الأمور الأخرى التي تُسهم في ذلك، ارتكاب فاحشة الزنا، وأكل الربا، والكذب، وترك القرآن الكريم، بالإضافة إلى النوم عن الصلاة المكتوبة. قال النبي -عليه السلام-: (أما الذي يُثْلَغُ رأسُهُ بالحَجرِ فإنّهُ يأخُذُ القرآنَ فيرفضُهُ، وينامُ عن الصلاةِ المكتوبةِ).
كيفية النجاة من عذاب القبر
تجلت رحمة الله -سبحانه وتعالى- بعباده من خلال تعريفهم بطرق النجاة من عذابه. ومن الوسائل التي تم توضيحها للنجاة من عذاب القبر؛ الاستقامة في اتباع أوامر الله. يقول الله تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة). وتعتبر بشارة الملائكة للعبد عند الموت وفي القبر، إحدى أشكال هذه النجاة. فضلًا عن ذلك، فإن الحفاظ على أداء صلاة الفريضة وتكملتها بالنوافل تُخلص صاحبها من عذاب القبر، بل تُعتبر رفيقًا له في قبره بعد أن يُدفن ويبتعد عنه أهله، كما أخبر النبي -عليه السلام-. ومن الأعمال الصالحة الأخرى التي تساهم في النجاة؛ الجهاد في سبيل الله، والشهادة في سبيله.
سورة الملك والنجاة من عذاب القبر
تحظى سورة تبارك بفضائل عظيمة ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولذا كان -عليه السلام- يقرأها كل ليلة، ويعبر عن رغبته في أن تكون محفوظة في قلوب جميع المؤمنين ليعملوا بها. ومن الفضائل التي ذكرها النبي لسورة تبارك، أنها تُنجي من عذاب القبر وتُشفع لصاحبها، ولهذا قال الصحابة إنهم كانوا يسمّونها “المانعة”.