أهم أسباب سوء الفهم
تعتبر الخطوة الأولى نحو معالجة سوء الفهم هي التعرف على النقاط التي قد تحدث فيها الاختلاف. فيما يلي أبرز الأسباب المتكررة لسوء التواصل وسوء الفهم:
التواصل الضمني مقابل التواصل الصريح
غالباً ما يظهر سوء التواصل نتيجة للاختلاف بين المعاني الضمنية والصريحة بين المرسل والمتلقي. بعض الأفراد يفضلون التصريح، بينما يتوقع البعض الآخر أن يتم فهم مقاصدهم التي لا تُعبر عنها بوضوح. إن صياغة الرسالة بشكل واضح وصريح قد تساهم بشكل كبير في تقليل سوء الفهم، خاصة في المواقف التي تتضمن مخاطر كبيرة أو عند التعامل مع شخص غير معروف جيداً.
التواصل الكتابي مقابل الشفهي
يُعتبر التواصل اللفظي عبر الهاتف أو البريد الصوتي من أكثر الأساليب فعالية في توصيل المعاني بشكل مباشر. ومع ذلك، يوجد العديد من الطرق التي يمكن بها نطق بعض الكلمات في الرسائل المكتوبة، مما يترك للمتلقي فرصة التفسير، وهذا يمكن أن يؤدي إلى سوء التواصل. تعتبر الرموز التعبيرية من الأدوات المفيدة التي تحد من فرص حدوث سوء الفهم وتجعل الرسائل عبر الإنترنت تبدو أكثر ودية.
تتميز أساليب الاتصال الكتابي بإمكانية البحث والتخزين، كما تقلل من الاعتماد على التركيز والذاكرة من قبل المتلقي، حيث يمكن للشخص ببساطة قراءة المحتوى المرسل، إلا أن الكتابة يمكن أن تكون عرضة للتفسيرات الضمنية، بينما يبرز سوء الفهم بشكل أكبر في وسائل التواصل الصوتي.
ضعف مهارات التحدث
غالبًا ما يُعزى سوء التواصل إلى ضعف مهارات التحدث، حيث قد يُعبر بعض الأفراد عن أفكارهم بشكل غير مترابط، مما يجعل المتلقين أقل رغبة في الاستماع إليهم.
التحيز السلبي
يميل عقل الإنسان إلى تفسير الغموض بشكل سلبي، مما يجعل التحيز السلبي من الأسباب الرئيسية لسوء التواصل. عندما تتعدد التفسيرات المحتملة، يتم الاتجاه غالبًا نحو الجانب السلبي. يزداد هذا التحيز بشكل خاص في المحادثات الكتابية، حيث يتوجب على المتلقي تفسير المعنى الضمني.
ضعف مهارات الاستماع
قد تفقد مهارات الاستماع تركيزها بسرعة، حيث يعيش العديد من الأفراد في حالة من الانشغال المستمر. لذا، يُعزى الكثير من سوء الفهم إلى عدم قدرة المتلقي على التركيز. كل مرحلة من مراحل التفاعل تحتوي على مخاطر تتعلق بالتواصل الناجح، مثل:
- تفسير المتحدث للواقع بشكل غير صحيح، مما يؤدي إلى سماعه أو رؤيته لشيء لا يطابق الحقيقة.
- محاولة المتحدث للتعبير عن فكرة غير واضحة بالنسبة له.
- عدم قدرة المتحدث على توصيل الفكرة بوضوح كافٍ.
- تحدث المتحدث بصوت منخفض أو نطقه بشكل غير دقيق.
- وجود ضوضاء في مكان التواصل.
- عدم فهم المستلم للرسالة.
- تفسير المستلم للرسالة بشكل مختلف عن ما كان يقصده المتحدث.
- قيام المستلم بربط الرسالة بشخص أو موضوع آخر.
كيفية التعامل مع سوء الفهم
عند حدوث سوء فهم، يمكن اتباع الخطوات التالية للتعامل معه:
- طلب الإذن لمناقشة الوضع، والاعتذار للشخص الذي أساء فهمك، مع توضيح المقصد الحقيقي لكلماتك، خاصة إذا كان سوء الفهم ناتجاً عنك.
- طرح الأسئلة والاستماع بعمق للإجابات.
- إن الحوار مع الطرف الآخر، حتى لو كان مختلفًا، يعد أمرًا ضرورياً؛ فإذا شارك أحد الأطراف في المحادثة بغرض إثبات صحة موقفه فقط، فلن يحقق ذلك أي فائدة.
- البحث عن مصدر سوء الفهم والمحاولة لتصحيحه.
- طرح أسئلة تهدف إلى تحديد مصدر سوء الفهم بدقة، الذي قد يكون كلمة، أو جملة، أو حتى لغة جسد معينة. وعند اكتشافه، يمكن أن يحدث تحول ملحوظ مع زيادة المؤشرات الإيجابية.
- التحقق من الوصول إلى تفاهم متبادل والتعامل مع المشاعر.
- عند حدوث سوء فهم، غالبًا ما تنتج مشاعر معينة. وتعتمد قوة تلك المشاعر على أهمية الموضوع والأشخاص المشاركين في الاتصال.
- التأكد من وجود هذا الفهم الجديد والمضي قدمًا مع اعتراف الطرفين بالاتفاق واستعدادهما للتقدم.