يشتهر الشعر بجذوره الممتدة إلى العصور القديمة، وقد تمحور اهتمامه حول الشكل والمظهر. ويُعرف الشعر عند العرب بأنه عبارة عن كلام منظم يتسم بإيقاع متقن وقافية موزونة. ولقد ارتبط الشعر في الثقافة العربية بالأنشطة الجماعية كالصيد وحصاد المحاصيل، حيث بدأ بصياغة أغنيات بدائية كانت تُغنى أثناء العمل. في هذه المقالة، سنتناول تعريف العرب للشعر ومكوناته عبر موقعنا.
تعريف الشعر عند العرب
سنستعرض في النقاط التالية تعريف الشعر كما تحددّه العرب:
- يُعرّف ابن سيرين الشعر بأنه الكلام المعقود الذي يتم بربطه بالقوافي.
- أما الجاحظ، فبرأيه، الشعر هو ديوان العرب وقد اعتمد العرب في العصر الجاهلي على الشعر الموزون والقوافي.
- ابن طباطبا العلوي يُعرّف الشعر بأنه الكلام المنظم الذي يختلف عن النثر الذي يُستخدم في الخطابات.
- يُعرّف الرماني الشعر بأنه الوزن المتوازن والقافية المتناغمة، حيث يُعتبر انهيار أحدهما سبباً لافتقار الشعر للجمال.
- وفقاً لأبو العلاء المعري، الشعر هو الكلام المنظم والموزون الذي يتقبله الفطر البشري.
- التبريزي يُعرّف الشعر بأنه ألفاظ منظمة تدل على معاني واضحة ومفهومة.
- أبو الحسن العامري يعرف الشعر بأنه تركيب لغوي يتضمن حروف ساكنة ومتحركة، مع قوافي متوازنة ومقاطع شعرية مركبة ومنظمة.
- المظفر العلوي يُعرّف الشعر بأنه ألفاظ منظمة ومتوازنة تحمل معاني محددة وألفاظ تشير إلى مقاصد معينة.
- ابن رشيق يُحدد عناصر الشعر في أربعة جوانب: اللفظ والوزن والقافية، بجانب المعنى.
- ابن قدامة بن جعفر يعرف الشعر بأنه كلام موزون بقافية معينة يدل على معنى.
- وأخيرًا، شوقي ابن ضيف يُعرّف الشعر العربي كتعبير غنائي يُحبّه العرب ويغنون به.
شاهد أيضا:
مكونات الشعر عند العرب
سنتناول في النقاط التالية مكونات الشعر التقليدي لدى العرب:
- القصيدة: تتكون من مجموعة من الأبيات الشعرية التي تؤلف بحرًا واحدًا، حيث تتوازن الأبيات مع الحرف الأخير الذي يسبق كل بيت. ويتراوح عدد تفعيلات القصيدة بين ستة أبيات في الحد الأدنى، وقد تصل إلى سبعة.
- القافية: هي الكلمة الختامية في بيت الشعر والتي تظل عالقة في الذهن بفضل لحنها الغنائي المتوازن.
- البحر: يشير إلى النظام الإيقاعي، ويتم التعرف عليه في الشعر النبطي، ويُطلق على الطاروق لقب اللحن.
شاهد أيضا:
شاهد أيضا:
أهداف وأنواع الشعر عند العرب
قد لجأ العرب قديمًا إلى الشعر كوسيلة للتعبير عن مشاعرهم، مما أدى إلى ظهور أنواع متباينة من الشعر، والتي سنستعرضها في النقاط التالية:
- شعر الوصف: يتناول الشاعر فيه تصوير مشهد معين أو وصف محبوبته، أو حتى تحديد معالم المكان أو المنزل.
- شعر المدح: يلجأ الشعراء في هذا النوع إلى التعبير عن الصفات الحميدة للأشخاص المستهدفين بالمدح، وقد يتجاوز بعض الشعراء الحدود لنيل الإعجاب أو تحقيق أغراض معينة.
- شعر الهجاء: يخصص الشاعر فيه للكلمات القاسية لوصف شخص ما، مُسميًا عيوبه ومساوئه.
- شعر الرثاء: يُستخدم لنعى الأموات وتسليط الضوء على مكارمهم، وغالبًا ما كان يقتصر على الأفراد ذوي المناصب الرفيعة في المجتمع.
- شعر الغزل: ظهر في العصر الجاهلي حيث يتغزل الشاعر بجمال محبوبته.
- شعر الفخر: ينقسم إلى نوعين؛ الفردي حيث يمجد الشاعر نفسه، والجماعي حيث يعبّر عن فخره قبيلته.
- شعر الحماسة: يُعرف بشعر الحرب، حيث يروي الشاعر تفاصيل المعارك ويمجد الأبطال.
- الشعر السياسي: يتناول فيه الشاعر رأيه في القضايا السياسية، وقد برز هذا النوع منذ العصر الجاهلي.
- شعر الزهد: بدأ يظهر في العصر الإسلامي، ويعني التوجه نحو التقوى والفضيلة.
- شعر الحكمة: ينقل فيه الشاعر تجاربه الحيوية موفراً للقراء دروسًا مستفادة.
- شعر رثاء المدن والمماليك: يعكس فيه الشاعر التغيرات السياسية عبر العصور، مشيرًا إلى تغييرات في نظام الحكم.
في ختام مقالنا، قدمنا تعريف الشعر عند العرب مع استعراض مكوناته، كما أوضحنا نشوء الشعر العربي القديم وأهداف الشعراء من نظم القصائد، بالإضافة إلى مجموعة من أنواعه في الثقافة العربية.