يعتبر النوم الصحي أحد المؤشرات الهامة على صحة الإنسان، حيث أن الحصول على قسط كافٍ من النوم يساهم في تحسين الصحة العامة وزيادة الإدراك والحالات النفسية.
يحتاج كل فئة عمرية إلى عدد محدد من ساعات النوم للقيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي دون أي اضطرابات، في حين أن قلة النوم قد تؤدي إلى مشاكل متعددة تؤثر على الشخص بشكل سلبي.
تعريف النوم
يُعتبر النوم من الأنشطة الطبيعية التي يُمارسها الإنسان بشكل غير اختياري، حيث أن العقل هو المسؤول بشكل كبير عن تنظيم هذه العملية. ولم يتوصل الباحثون بعد إلى تعريف دقيق للنوم.
ما دُرس حتى الآن يشير إلى أنه نشاط يتعارض مع حالة السكون، ولا يمكن اعتباره عادة، بل هو سلوك لا إرادي يُعتبر ضرورة لا غنى عنها.
يقضى الإنسان تقريبًا ثلث حياته في النوم، ومن الصعب إجراء أي بحث على شخص وهو نائم. ويعد النوم نعمة من الله عز وجل تمنح الإنسان الراحة واستعادة النشاط، كما ورد في الكتاب الكريم (وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ).
أفضل أساليب النوم الصحي
توجد عدة أساليب معروفة للنوم، والتي يتبعها الأشخاص من مختلف الخلفيات الثقافية والدينية. ومن أبرز الطرق الموصى بها التالية:
- النوم على الظهر: تُعتبر هذه الوضعية مفيدة جدًا لراحة العمود الفقري، حيث يبقى مستقيمًا دون انحناءات.
- لكن، قد تؤثر بشكل سلبي على عملية التنفس، إذ قد تؤدي إلى الشخير وصعوبة التنفس في بعض الأحيان.
- يُنصح باستخدام وسادة مرتفعة قليلاً لدعم الرأس وتقليل الضغط.
- النوم على البطن: يُعتبر هذا النوع من النوم غير صحي وينبغي تجنبه، حيث يؤثر على الأعضاء الداخلية ويؤدي إلى مشكلات جلدية، وقد يسبب أحيانًا صعوبة في التنفس.
- النوم على الجانب الأيسر: يُعتبر غير مُفضل؛ لأن هذه الوضعية قد تزيد الضغط على الأعضاء الحيوية مثل القلب.
- يُفضل تجنبها خاصة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية أو ضيق في التنفس.
- النوم على الجانب الأيمن: هذه الوضعية تُعتبر من أفضل أوضاع النوم، حيث لا تُسبب ضغطًا على الأعضاء الحيوية.
- تشير الدراسات إلى أن هذه الوضعية تعزز الراحة وتساعد في توفير طاقة إيجابية عند الاستيقاظ.
- يُنصح بالنوم على الجانب الأيمن مع وضع اليد اليمنى تحت الخد لإعطاء إشارات إيجابية من الدماغ تساعد في النوم السريع.
نصائح لنوم صحي
هناك عدة أساليب تساهم في تحسين جودة النوم، منها:
- تنظيم وقت النوم: يُعتبر من العناصر الأساسية لضمان نوم طبيعي وهادئ. يساعد ضبط مواعيد النوم والاستيقاظ على تحسين جودة النوم.
- التزام الشخص بموعد محدد للنوم كل يوم يُساعد على ضبط الساعة البيولوجية للجسم.
- تجنب السهر: يُنصح بتقليل السهر، لأن ذلك قد يؤدي إلى الأرق على المدى الطويل.
- كل فرد لديه احتياجات نوم مختلفة، لذا ينبغي أن يُركّز الجميع على الكمية المناسبة التي يحتاجها جسمهم.
- التغذية السليمة: يُفضل تجنب الأطعمة الدهنية أو الثقيلة قبل النوم بساعات قليلة.
- ينبغي أيضًا تجنب تناول الكافيين والامتناع عن التدخين. يُمكن تناول حليب دافئ قبل النوم لزيادة الاسترخاء.
- اختيار مكان مناسب للنوم: يجب أن يكون السرير مريحًا، والوسائد ناعمة، ويفضل استخدام أقمشة قطنية.
فوائد النوم لجسم الإنسان
يمتاز النوم بفوائد عديدة، منها:
- يساعد النوم الصحي على الحفاظ على الوزن بإدارة الشهية وتقليل استهلاك الطعام.
- يُؤدي الحرمان من النوم إلى تغييرات سلبية في مستوى هرمونات الجوع، مما قد يزيد من خطر السمنة.
- يعزز النوم الكافي من وظائف الدماغ، حيث يُحسن من التركيز والذاكرة ويُعزز مهارات حل المشكلات.
- من المهم أن يحصل كل فرد على كمية كافية من النوم تناسب عمره وصحته.
- تقوية الأداء الرياضي: النوم الكافي يُحسن من الأداء البدني ويُعزز الصحة العامة.
- يساهم في تحسين الدورة الدموية وزيادة سرعة ردود الفعل.
- تقليل مخاطر الأمراض: أظهرت الدراسات أن النوم من 7 إلى 8 ساعات يوميًا يُقلل من المخاطر المرتبطة بالأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب.
عدد ساعات النوم الصحي
يبدأ الشخص في النوم عندما يشعر بالنعاس، وقد يعاني البعض من الأرق نتيجة عدة عوامل تتعلق بنمط الحياة.
للتغلب على الأرق وتحقيق نوم صحي، ينبغي اتخاذ بعض الإجراءات التي تدعم هذا الهدف.
إذا كان هناك مرض معين يسجل لدى الشخص، يُفضل مراجعة طبيب مختص لتحديد العلاج المناسب.
تختلف ساعات النوم الصحية حسب العمر والحالة الصحية، حيث يحتاج الأطفال الرضع إلى حوالي 12 ساعة يوميًا، بينما يحتاج الأطفال في سن المدرسة إلى 10 ساعات، وأما البالغون فيحتاجون من 7 إلى 8 ساعات لتحقيق الصحة الجيدة.
أسباب كثرة النوم
توجد أسباب مرضية تؤدي إلى كثرة النوم، مثل مرض السكري، الاكتئاب، والانفلونزا، وغيرها من العوامل التي قد تؤثر على الساعة البيولوجية للجسم.
هذه الأسباب قد تؤدي إلى النوم المفرط بدون فائدة، مما يؤثر سلبًا على الأداء العام للجسم.