التهاب الكبد
الكبد هو أحد الأعضاء الحيوية والضرورية لصحة الجسم، حيث يقوم بعدة وظائف مهمة. من بينها تنظيم العمليات الأيضية، تخزين الفيتامينات، إنتاج البروتينات، إفراز العصارة الصفراوية، وأيضًا العمل على تخليص الجسم من السموم والمواد الضارة. يمكن أن تتعرض خلايا الكبد للالتهاب، مما يعرف بحالة التهاب الكبد (بالإنجليزية: Hepatitis). وقد لا تظهر أعراض أو علامات على المصابين بهذه الحالة، بينما في بعض الحالات الأخرى قد تظهر عدة أعراض مثل: الحمى، الغثيان، اليرقان، سهولة التعرّض للكدمات، الشعور بالتعب، وألم العضلات، بالإضافة إلى تغير لون البول ليصبح أكثر قتامة.
أسباب التهاب الكبد
التهاب الكبد الفيروسي
تتسبب بعض الفيروسات في التهاب الكبد، ويعرف هذا النوع من الالتهاب باسم التهاب الكبد الفيروسي أو الوبائي (بالإنجليزية: Viral Hepatitis). وفيما يلي بعض الفيروسات التي تسبب التهاب الكبد الفيروسي:
- فيروس أ: يعرف التهاب الكبد الناتج عن هذا الفيروس باسم التهاب الكبد الفيروسي أ (بالإنجليزية: Hepatitis A). ينتقل هذا النوع عادةً عبر استهلاك الطعام والماء الملوث ببراز المصاب، وغالبًا ما يزول الفيروس تلقائيًا خلال عدة أشهر. هناك خيارات علاجية متاحة لتخفيف الأعراض المرافقة. كما يوجد لقاح خاص للوقاية من التهاب الكبد الوبائي أ، يُوصى بأخذها عند السفر إلى المناطق التي ينتشر فيها الفيروس.
- فيروس ب: يسبب فيروس ب التهاب الكبد الوبائي ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، وينتقل عبر الدم من المصاب إلى الأشخاص السليمين، كما يمكن أن ينتقل من الأم الحامل إلى جنينها، أو عبر الاتصال الجنسي. يتميز هذا الفيروس بانتشاره الواسع، وله مرحلتان: حادة ومزمنة. العديد من المرضى، خصوصًا البالغين، يتعافون خلال بضعة أشهر بدون انتقال المرض إلى المرحلة المزمنة، لكن هناك حالات تتطور إلى مزمنة مسببة مضاعفات مثل تشمع الكبد (بالإنجليزية: Liver Cirrhosis). يوجد لقاح للوقاية منه.
- فيروس ج: يسبب التهاب الكبد الوبائي ج (بالإنجليزية: Hepatitis C)، وغالبًا ما ينتقل عبر مشاركة الحقن أو تعرض الأشخاص للحقن بالإهمال. في المراحل الأولية، قد لا يظهر أي أعراض باستثناء أعراض تشبه الإنفلونزا، مما يزيد من احتمال انتقال الكثير من الحالات إلى مراحل مزمنة، مما يزيد من مخاطر الإصابة بتشمع الكبد وفشله.
- فيروس د: هذا الفيروس يُسبب التهاب الكبد الفيروسي د (بالإنجليزية: Hepatitis D)، وينتشر فقط في حالة إصابة الشخص بفيروس ب، إذ يتطلب ذلك وجود فيروس ب. تنتقل العدوى من خلال الدم أو الاتصال الجنسي.
- فيروس هـ: يُسَبّب التهاب الكبد الوبائي هـ (بالإنجليزية: Hepatitis E)، وهو النوع الأكثر انتشارًا من فيروسات الكبد الذي يسبب الالتهابات الحادة. ينتقل هذا الفيروس غالبًا عند استهلاك لحم الخنزير النيء أو غير المطبوخ جيدًا، أو عبر مخلفاته، وكذلك من تناول لحم الغزال والمحار.
- أنواع أخرى: هناك فيروسات أخرى قد تؤدي إلى التهاب الكبد، مثل الفيروس المضخم للخلايا (بالإنجليزية: Cytomegalovirus)، فيروس الهربس (بالإنجليزية: Herpes simplex)، وداء كثرة الوحيدات (بالإنجليزية: Mononucleosis).
أسباب التهاب الكبد الأخرى
بالإضافة إلى الأسباب الفيروسية، هناك عدة عوامل أخرى يمكن أن تؤدي إلى التهاب الكبد، وأهمها:
- التهاب الكبد الناتج عن الأدوية (بالإنجليزية: Drug-induced hepatitis): هناك أدوية عدة يمكن أن تسبب التهاب الكبد، وقد تتراوح حدة الالتهاب من الخفيف إلى الخطير. يحدث هذا النوع من الالتهاب عادة بسبب تناول كميات كبيرة أو سامة من الأدوية، أو الفيتامينات، أو المكملات الغذائية، أو الأعشاب. قد تتطور الحالة بسرعة نتيجة تناول جرعة كبيرة من دواء معين، أو قد تتطور ببطء نتيجة تناول بعض الأدوية لفترات طويلة. من الأدوية الشائعة التي تسبب التهابات الكبد: أسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، أسبيرين (بالإنجليزية: Aspirin)، آيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، ونابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، بالإضافة إلى العديد من الأدوية الموصوفة مثل المضادات الحيوية ومضادات الفطريات.
- التعرض للمواد الكيميائية أو السامة: التعرض للمواد الكيميائية مثل المذيبات والمواد العضوية في بيئات العمل يمكن أن يؤدي أيضًا إلى التهاب الكبد، ويتم ذلك من خلال تناولها، أو استنشاقها، أو ملامستها للجلد.
- التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (بالإنجليزية: Non-alcoholic steatohepatitis): يحدث هذا الشكل من التهاب الكبد نتيجة تراكم الدهون في الكبد، مما يسبب التهابًا وتلفًا.
- التهاب الكبد المناعي الذاتي (بالإنجليزية: Autoimmune hepatitis): يحدث عندما يهاجم جهاز المناعة خلايا الكبد خطأً. الأسباب الدقيقة وراء هذا النوع غير معروفة، ولكن من الممكن أن تشمل العوامل الجينية والبيئية. يمكن أن يؤدي التهاب الكبد المناعي الذاتي غير المعالج إلى تشمع الكبد وفشله. هناك نوعان من التهاب الكبد المناعي الذاتي، الأول هو الأكثر شيوعًا ويحدث في جميع مراحل العمر، والثاني يحدث غالبًا عند الأطفال والشباب ولكنه قد يصيب البالغين أيضًا.
- بعض الأمراض الوراثية: تشمل بعض الأمراض الوراثية التي تؤدي إلى التهاب الكبد، مثل داء ترسب الأصبغة الدموية (بالإنجليزية: Hemochromatosis)، نقص ألفا-1 أنتيتريبسين (بالإنجليزية: Alpha-1-antitrypsin deficiency)، ومرض ويلسون (بالإنجليزية: Wilson disease) الذي يؤدي إلى تراكم النحاس).
- التهاب الكبد الكحولي (بالإنجليزية: Alcoholic hepatitis): ينتج عن الإفراط في استهلاك الكحول، مما يتسبب في تلف خلايا الكبد. الكحول يمكن أن يسبب أيضًا الكبد الدهني وتشمع الكبد. في بعض الحالات، قد يحتاج المريض لزراعة الكبد إذا لم يتلقَ العلاج أو توقف عن شرب الكحول.