أسباب ندرة الموارد الاقتصادية
تشكل ندرة الموارد الاقتصادية محورًا أساسيًا في علم الاقتصاد، حيث تشير إلى محدودية الموارد الاقتصادية والنقص النسبي الذي يمنع تلبية الاحتياجات الإنسانية المتنوعة والمتزايدة باستمرار. وفيما يلي بعض الأسباب الرئيسية لهذه الندرة:
تعدد الحاجات الإنسانية
تتسم حاجات الأفراد في المجتمع بالتنوع والتعقيد، حيث يسعى كل فرد أو مجتمع باستمرار لإشباع احتياجات جديدة كلما تم تلبية حاجاتهم الحالية. وهذا يشير إلى أن الاحتياجات البشرية ليست ثابتة ولا محدودة.
تختلف الاحتياجات من مجتمع لآخر بناءً على مستوى التطور والتقدم. ففي بعض المجتمعات، تكون الاحتياجات الأساسية كالماء والكهرباء في مقدمة الأولويات، بينما تسعى مجتمعات أخرى لتحقيق تقدم تكنولوجي. كما تتأثر هذه الاحتياجات بالعوامل الثقافية والاجتماعية والمناخية.
من أبرز خصائص الحاجات الإنسانية:
- القابلية للتعدد والتنوع.
- إمكانية الإشباع.
- إمكانية الاستبدال.
- لا نهائية الحاجات والرغبات.
- إمكانية القياس والتقسيم.
الندرة النسبية للموارد الاقتصادية
تشير الندرة النسبية للموارد الاقتصادية إلى محدودية هذه الموارد وعدم كفايتها لإشباع جميع احتياجات المجتمع نتيجة الطلب المتزايد. تتميز هذه الموارد بفوائدها، وتكون الندرة نتيجة لمحددات طبيعية مثل محدودية المعادن والنفط، أو نتيجة لمؤثرات فنية وتقنية. يمكن أيضًا أن تنجم عن محددات اصطناعية مثل الاحتكار أو قيود اجتماعية كالعادات والتقاليد.
تشمل أسباب الندرة النسبية ما يلي:
- عدم استغلال موارد المجتمع بشكل كافٍ أو سوء استخدامها.
- عدم كفاءة إدارة الموارد المتاحة.
- قابلية بعض الموارد للنضوب.
الاختيار
بسبب تنوع احتياجات الإنسان ومحدودية الموارد الاقتصادية المتاحة، يلجأ الأفراد إلى إجراء مقارنة بين هذه الموارد لاختيار الحاجات والموارد النادرة التي تتمتع باستعمالات متعددة، مما يتطلب ترتيبه للبيئات حسب الأولوية والأهمية لتحقيق أقصى مستوى من الإشباع.
ارتفاع الطلب غير المرن
ينجم ارتفاع الطلب على الموارد الاقتصادية عن عوامل مختلفة، مما يسهم في ندرتها، ومن بينها:
- النمو السكاني المتزايد.
- زيادة الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي.
- ارتفاع دخل الأفراد مما يؤدي إلى زيادة الاستهلاك.
- التغييرات في تفضيلات الحاجات لدى الناس.
الندرة الناتجة عن العرض
عند استنفاد الموارد الاقتصادية أو تعرضها لمخاطر، يحدث نقص يفضي إلى ندرتها، ويرجع ذلك إلى:
- التغيرات المناخية.
- الظروف الجوية السيئة.
- تدهور جودة العرض، مثل تلوث الموارد مما يحولها إلى غير صالحة للاستهلاك.
الندرة الهيكلية
تظهر هذه المشكلة عندما يحدث سوء توزيع للموارد الاقتصادية المتاحة، بحيث يكون جزء كبير منها ملكًا لفئة صغيرة من السكان أو متركزًا في مناطق معينة لا يمكن الوصول إليها بسهولة. فعلى سبيل المثال، قد تتوفر مياه وفيرة في مناطق معينة بينما تعاني مناطق أخرى من نقص في هذه المورد الحيوي.
عدم توفر بدائل
تزداد حدة مشكلة ندرة الموارد الاقتصادية عندما لا توجد بدائل متاحة. فعندما تصبح سلعة ما نادرة، يقوم سوق العرض والطلب بمحفز لتطوير بدائل لها.
استحالة تصحيح الأضرار التي تلحق بالموارد
عندما يتعرض الهواء النظيف للتلوث بسبب الإشعاع، يصبح هذا المورد نادراً، ولا يمكن تعويضه بسهولة نظرًا لاستمرار آثار التلوث لفترات طويلة.