أحبك أكثر
- يتغنى محمود درويش في قصيدته بالأرض والوطن:
تكبر تكبر
فمهما كان من قسوة عليك
ستظل، في عيني ولحمي، ملاكاً
وتبقى كما أراد لي حبنا أن أراك
نسيمك كالعنبر
وأرضك كالسكر
وإني أحبك.. أكثر
يداك كالأغصان
لكنني لا أغني
كحال البلابل
فالسلاسل
تعلمت منها كيف أقاتل
أقاتل أقاتل
لأنني أحبك أكثر
غنائي خناجر من ورد
وصمتي براءة رعد
وزنبقة من دماء
فؤادي
وأنت الأرض والسماء
وقلبك أخضر
ومدّ جذور الهوى فيك
فكيف لا أحبك أكثر
وأنت كما أراد لي حبنا أن أراك
نسيمك كالعنبر
وأرضك كالسكر
وقلبك أخضر
وغناء طفل حبك
على حضنك الجميل
أنمو وأكبر
القبلة الأولى
- ويقول نزار قباني في الغزل:
عامان مرّا عليها يا مقبلتي
وعطرها لا يزال يجري على شفتي
كأنها الآن لم تفقد حلاوتها
ولا يزال شذاها ملء صومعتي
إذ كان شعرك في كفي زوبعة
وكأن ثغرك أحطابي وموقدتي
قولي هل أفرغت في ثغري الجحيم وهل
من الهوى أن تكوني أنت محرقتي
لما تلاقى ثغرانا بدافئة
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
تروي الحكايات أن الثغر معصية
حمراء إنك قد أحببت معصيتي
ويقول الناس أن الثغر ملعبها
فما لها التهمت عظمي وأوردتي
يا طيب قبلتك الأولى ترف بها
شذا جبالي وغاباتي وأوديتي
ويا نبيذ ثغرك الصبي إذا
ذكرته غرقت بالماء حنجرتي
ماذا على شفتي السفلى تركت وهل
طبعتها في فمي الملهوب أم رئتي
لم يبق لي منك إلا خيط رائحة
يدعوك أن ترجعي للوكر سيدتي
معلقة امرئ القيس
- ومن قصائد امرئ القيس في الحب:
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومنزلٍ
بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
فَتُوضِحَ فَالمِقْراةِ لم يعف رسمها
لما نسجته من جنوب وشمال
ترى بَعَرَ الأرآمِ في عَرَصَاتِهَا
وقيعانها كأنّه حبّ فلفل
كأنّي غداة البين يوم تحمّلوا
لدى سمرات الحي ناقف حنظل
وقوفاً بها صحبي على مطّيّهم
يقولون لا تهلك أسىً وتجمّلِ
وإن شفائي عبرة مهراقةٌ
فهَل عند رسمٍ دارسٍ مِن مُعَوّلِ
كَدأْبِكَ مِن أمِّ الحويرثِ قبلها
وجارتها أمّ الرباب بمأسلٍ
إذا قامتا تضوّع المسك منهما
نَسيمَ الصَّبَا جاءَتْ برَيَّ القَرْنفُلِ
فَفاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنّي صَبَابَةً
عَلَى النَّحْرِ حتّى بلَّ دَمْعِي مِحْمَلِي
ألا رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِحٍ
وَلَا سِيَّمَا يَوْمٍ بِدَارَةِ جُلْجُلِ
ويومَ عَقَرْتُ للعَذارَى مَطِيَّتي
فيا عجباً مِن كُورِهَا المُتَحَمَّلِ
فَظَلَّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَا
وشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ
ويومَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ
فقالتْ لك الوَيْلات إنكَ مُرْجِلِي
تقول وقد مال الغبيطُ بنا معاً
عَقَرْتَ بَعِيرِي يَا امرأَ القَيْسِ فَانزِلِ
فقلت لها سيري وأرخى زِمَامَهُ
ولا تُبعِديني مِنْ جَنَاكِ المُعَلَّلِ
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعِ
فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْوِلِ
إذا ما بكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ
بِشَـقٍّ وتَحْتِي شِقُّهَا لم يُحَوَّلِ
ويَوْمًا عَلَى ظَهْرِ الكَثِيبِ تَعَذَّرَتْ
عَلَيَّ وَآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ
أفاطم مَهلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّلِ
وإن كُنتِ قَد أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي
أغَرَّكِ مِنِّي أنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي
وأنَّكَ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَل
وإن تَكُ قَدْ سَاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَةٌ
فَسُلِي ثِيَابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ
وَمَا ذَرَفَتْ عَيْنَاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِي
بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ
وبَيْضَةِ خِدْرٍ لا يُرَامُ خِبَاؤُهَا
تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَلِ
تَجَاوَزْتُ أحْرَاساً إِلَيْهَا وَمَعْشَرًا
عَلّي حِرَاصاً لَو يُسِرُّونَ مَقْتَلِي
إذا مَا الثُّرَيَّا فِي السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ
تَعَرُّضَ أَثْنَاءَ الوِشَاحِ المُفَصَّلِ
فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثِيَابَهَا
لَدَى السِّتْرِ إلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّلِ
فَقَالتْ يَمِينَ اللَّهِ مَا لَكَ حِيْلَةٌ
وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ الغَوَايَةَ تَنْجَلِي
خَرَجْتُ بِهَا أَمْشِي تَجُرُّ وَرَاءَنَا
عَلَى أَثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
فَلَمَّا أجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وانْتَحَى
بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقَافٍ عَقْنَقَلِ
هَصَرْتُ بِفَوْدَي رَأْسِها فَتَمَايَلَتْ
عَلَيَّ هَضِيْمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلْخَلِ
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ
تَرَائِبُهَا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ
كَبِكْرِ المُقَانَاةِ البَيَاضَ بِصُفْــرَةٍ
غَذَاهَا نَمِيْرُ المَاءِ غَيْرُ المُحَلَّلِ
تَصُدُّ وتُبْدِي عَنْ أسِيْلٍ وَتَتَّقِي
بِنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِــلِ
وجِيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفَاحِشٍ
إِذَا هِيَ نَصَّتْهُ وَلاَ بِمُعَطَّلِ
وفَرْعٍ يَزِينَ المَتْنَ أسْوَدَ فَاحِمٍ
أثِيْثٍ كَقِـنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِــلِ
غَـدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إلَى العُــلاَ
تَضِلُّ العِقَاصُ فِي مُثَنَّى وَمُرْسَلِ
وكَشْحٍ لَطِيفٍ كَالجَدِيْلِ مُخَصَّرٍ
وسَـاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّلِ
وتُضْحِي فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشِهَـا
نَئُوْمُ الضَّحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ
وتَعْطُو بِرَخْصٍ غَيْرَ شَثْنٍ كَأَنَّــهُ
أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاويْكُ إِسْحِلِ
تُضِيءُ الظَّلامَ بِالعِشَاءِ كَأَنَّهَا
مَنَارَةُ مُمْسَى رَاهِبٍ مُتَبَتِّلِ
إِلَى مِثْلِهَا يَرْنُو الحَلِيْمُ صَبَابَةً
إِذَا مَا اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْوَلِ
تَسَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ عَنْ الصِّبَا
وَلَيْـسَ فُؤَادِي عَنْ هَوَاكِ بِمُنْسَلِ
ألاَّ رُبَّ خَصْمٍ فِيْكِ أَلْوَى رَدَدْتُه
ما هاج شوقك من بلى الأطلال
- يقول جميل بثينة في الشوق لمحبوبته:
ما هاج شوقكَ من بلى الأطلال
بالبرق مرّ صبا ومرّ شمال
لعبت بجِدَّتها الشمال وصابها
نُوءُ السماكِ بمُسبِلٍ هَطَّالِ
جرّت بها هوج الرياح ذُيُولها
جرَّ النِّساءِ فَواضِلَ الأَذيالِ
فصرن عن دُهمٍ تقادَم عهدُها
وبقِينَ في حِقَبٍ مِن الأَحوالِ
وذكرتُ ربعاً حلَّ أهلونا بِهِ
إذ نحنُ في حلقةٍ هُناكَ حِلالِ
نَقِفُ الحَديثَ إذا خشِينا كاشِحاً
ونَلِطُّ حين نَخاف بالأمثالِ
حتّى تَفَرَّقَ أَهْلُنا عَن نِيَّةٍ
قُذُفٍ وآذَنَ أَهْلُنا بِزَوالِ
بانُوا فبانَ نَواعِمٌ مثلُ الدُمَى
بِيضُ الوُجُوهِ يَمِسْنَ في الأَغيَالِ
حَفدُ الولائِدِ حَوْلَهُنَّ وأَسْلَمَتْ
بأَكُفِّهُنَّ أزِمَّةَ الأَجمالِ
زاحُوا منَ البَلقَاءِ يَشْكُو عِيرُهُم
عُنفَ السِّياقِ مُرَفَّعَ الأَذيالِ
جَعَلُوا أَقَارِحَ كُلّها بِيَمينِهِم
وهِضَابَ بُرقَةِ عَسعَسٍ بِشِمالِ
ولقد نظرْتُ فَفاضَ دمعي بعدَما
مَضَتِ الظَّعَائِنُ واِحتَجَبنَ بآلِ
عرضَ الجَباجِبِ مِن أثالِ كَما غَدَتْ
رُجحُ السَّفينِ دُفِعْنَ بِالأَثقالِ
أفكلُّ ذي شَجوٍ عَلِمتَ مكانَه
تَسلُو مودَّتَهُ ولَستَ بِسَالِ
مِن غَيرِ إِصقَابٍ يَكونُ مِنَ النَّوى
إلا اللِّمَامَ وَلا كَبيرَ وِصَالِ
قالت بُثَينَةُ لا تُبَالِي صَرمَنا
جَهَلت بُثَينَةُ إنَّنِي لأُبَالي
والمُجرِمِينَ مخافةً وتَعبُّداً
يَحدونَ كلَّ نَجيبَةٍ شِملَالِ
غَصْبًا كأنَّ عُيونَهُنَّ مِن السُّرى
ومِن الكَلالِ مَدَافِعُ الأَوشَالِ
إنّي لأكتُمُ حُبَّها إذ بَعضُهم
فيمَن يُحِبُّ كناشِدِ الأَغفَالِ
أَبُثَينَ هل تَدرِينَ كَم جَشَّمتِني
من عَقرِ ناجِيَةٍ وحَربِ مَوالِ
وتعسُّف المَومَاةِ تعزِفُ جِنُّها
بعدَ الهُدوء بِعَنْجٍ مِرقَالِ
ولقد أشَرتُ على ابنِ عِمِّك لاقحاً
من حَربنَا جَرباءَ ذاتِ غِلالِ
حَرباً يُشَمِّصُ بالضَّعيفِ مِرَاسُها
لَقِحَت عَلى عُقرٍ وطُولِ حِيَالِ
أولَ لا تَرَاني مِن جَريرةِ حُبِّها
أمسي الدِّلاصَ مُقَلِّصاً سِربَالي
صَدَأُ الحَديدِ بِمنكِبَيَّ كأنَّني
جَونٌ يُغَشِّيهِ العَنِيَّةَ طَالِ
يا لَيتَ لذَّةَ عيشِنا رَجَعَت لَنا
في مِثْلِ عَصْرٍ قَد تَجرَّمَ خَالِ
فَنَبيعُ أيَّاماً خَلَت فيما مَضَى
قَصُرت بِأيَّامٍ عقبنَ طوالِ
وإذا العَدوُّ مُكَذِّبٌ أنْباؤُهُ
وَإذا النصيحةُ مصدَّقُ الأَقوالِ
مِن كلِّ آنِسَةٍ كأنَّ نُيوبَها
بَرَدٌ مُسَقَّطُ روضةٍ مِحلالٍ هَطِلٌ
كَغَادِي السَّلْمِ يجري صعدَهُ
فَوْقَ الزِّجاجَةِ عَنْ أجبّ ثِقَالي
مَن تُؤتِهِ أشفَى عَلى ما فاتَهُ
مِنها وَإنْ لَم تَجزِهِ بِنَوالِ
وَمَناكِبٌ عَرَضَت وكَشحٌ مُضمَرٌ
جَالَ الوِشَاحُ عَلَيْهِ كُلَّ مَجَالِ
وَعَجِيزَةٌ رَيَّا وسَاقٌ خَدلَة
بَيضَاءُ تُسْكِتُ مَنْطِقَ الخَلخَالِ
حَتَّى إِذا مَلَثَ الظلامُ وفُتِنتِني
غَلَبَ العَزاء وهُنَّ غيرُ أُوالِ
قراءة في وجه حبيبتي
- ومن قصائد محمود درويش في الغزل:
وحين أحدّق فيك
أرى مدناً ضائعة
أرى زمناً قرمزياً
أرى سبب الموت والكبرياء
أرى لغة لم تُسَجل
وآلهة تترجل
أمام المفاجأة الرائعة
وتنتشرين أمامي
صفوفاً من الكائنات التي لا تُسمّى
وما وطني غير هذه العيون التي
تجهل الأرض جسماً
وأسهر فيك على خنجر
واقف في جبين الطفولة
هو الموت مفتتح الليلة الحلوة القادمة
وأنت جميلة
كعصفورة نادمة
وحين أحدّق فيك
أرى كربلاء
ويوتوبيا
والطفولة
وأقرأ لائحة الأنبياء
وسفر الرضا والرذيلة
أرى الأرض تلعب
فوق رمال السماء
أرى سبباً لاختطاف المساء
من البحر
والشرفات البخيلة