تأثيرات التعصب المذهبي
يؤدي التعصب المذهبي إلى مجموعة من الآثار السلبية التي تلحق الضرر بالأمة وتؤدي إلى تفشي العداوة بين أفرادها. ومن أبرز تلك الآثار ما يلي:
- زيادة الفجوة الاجتماعية، مما يفضي إلى تفكك نسيج المجتمع ويتسبب في نشوء صراعات ونزاعات مذهبية تتجلى في تبادل الطعن، التشهير، والسب.
- بروز المنافسة بين أتباع المذاهب، مما يساهم في تعزيز الفتنة والكره بينهم.
- انتشار الغلو والتطرف في مختلف البلدان.
- تدهور الحالة الاقتصادية وإنتاجية الدولة نتيجة عدم الاستقرار والفوضى.
ما هو التعصب المذهبي؟
يمكن تعريف التعصب بأنه دافع داخلي يقوي من شعور الشخص بالتشدد، حيث يرى نفسه دائماً على صواب والآخرين على خطأ دون أي دليل. يتجلى هذا الشعور في مواقف وسلوكيات وردود أفعال عدوانية تؤدي إلى احتقار للآخر وعدم الاعتراف بحقوقه، وإهانة إنسانيته. يشار إلى المذهب لغوياً بأنه الطريق، ويدل أيضاً على الأسلوب، الرأي، والاعتقاد.
أما من الناحية الإصطلاحية، فيعني المعتقد الديني والطريقة الفكرية التي يعتمدها الفرد دون الدين، ويتصرف الفرد بناءً على اعتقاده أن مذهبه هو الصحيح وغير ذلك هو الخطأ، مما يؤدي إلى العداوة والمنازعات والافتراق بين أفراد المجتمع أو الجماعة أو الدين نفسه. وينبغي التحكيم بالمذهب عند حدوث النزاع، في حالة مخالفة النصوص الصحيحة.
أسباب ارتفاع التعصب المذهبي
هناك عدد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة التعصب المذهبي في المجتمع، لذا نعرض أبرزها كما يلي:
- عدم التوافق والتعارض بين بعض القضايا الفرعية بين المذاهب الدينية المختلفة.
- وجود كراهية تاريخية بين طائفتين أو مذهبين بسبب خلافات سابقة.
- الاستناد إلى الأحاديث الضعيفة والمصادر غير الموثوقة بدلاً من الأحاديث الصحيحة والثابتة.
- التعامل بشكل خاص مع الإمام المتبع، وعدم الموضوعية في تقييم أقواله واعتبارها مُطلقاً صحيحة.
- تأثير الحكام والملوك السابقين الذين اتبعوا مذاهب معينة وأجبروا الشعب على اتباعها مقابل المناصب والمزايا، مما أدى إلى التقليد الأعمى والتعصب في الأمة الإسلامية.
- الابتعاد عن التعاليم والأسس الدينية.
- التباين بين ميزات الطوائف، حيث تحتوي كل طائفة على مدارسها، شيوخها، طلابها، تراثها، مساجدها، وأحيائها، مما نتج عنه تفشي الطائفية والتعصب المذهبي.
استراتيجيات للحد من التعصب المذهبي
هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن اعتمادها للتقليل من ظاهرة التعصب المذهبي بين الأفراد، ومنها:
- تقليص التمويل للقيادات أو الأحزاب التي تعزز التعصب المذهبي في المجتمع.
- تعزيز بناء المجتمع المدني وتوسيع فضاءات حرية التعبير.
- تطوير المناطق الحضرية بحيث تستوعب التفاعلات الاجتماعية والاقتصادية، مما يسهم في تعزيز استقرار المجتمع.
- زيادة الوعي الثقافي بين الأفراد من خلال الاستفادة من وسائل الإعلام المحلية.