الظلم
الظلم في اللغة مشتق من الفعل “ظلَمَ” ويُعرَف بأنه فعل يُعبر عن الاعتداء على حقوق الآخرين وأموالهم وكرامتهم. ويشمل الظلم عدة معانٍ تتراوح بين انتهاك الحقوق والواجبات، والخروج عن الحق إلى ما يخالفه، ووضع الأمور في غير مواضعها من خلال الزيادة أو النقص لتحقيق مصلحة شخصية. كما يتضمن الظلم تجاوز الفرد حدوده في التحكم بمصائر الآخرين وامتلاك أرواحهم ومشاعرهم دون وجه حق أو consent.
تعريف الظلم في الشرع
في السياق الشرعي، يُقسم الظلم إلى ثلاثة أقسام رئيسية، وهي كالتالي:
- ظلم الإنسان تجاه الله، ويعني اتخاذ آلهة من غير الله تُعبد، مثل عبادة الكواكب والأشجار والملائكة، أو الشرك بالله من خلال الثالوث المقدس عند النصارى. كما يتضمن هذا القسم صرف العبادة لغير الله، مثل طلب الشفاعة من الأنبياء أو الأولياء.
- ظلم الإنسان لنفسه، وهو الوقوع في الشرك الأصغر كالتطيير وممارسة العادات السيئة في الدين بما يتعارض مع الكتاب والسنة، بالإضافة إلى اقتراف الذنوب مثل الكذب والغيبة وترك الصلاة.
- ظلم الإنسان للآخرين، والذي يشمل الاعتداء على حقوق المسلمين وغير المسلمين، وسلب ممتلكاتهم وسفك دمائهم بغير حق. كما يتناول الظلم الذي تتعرض له الزوجات والأبناء من خلال الإهمال وسوء المعاملة، فضلاً عن إساءة التعامل من قبل المسؤولين تجاه المرؤوسين.
أسباب الظلم
تتعدد أسباب الظلم، ومنها:
- قلة الوعي بعظمة قدرة الله واستخفاف البعض بعاقبة الظلم، حيث أن الظالم قد يُعاقب في ذاته وممتلكاته وأولاده.
- التربية في بيئات تفتقر إلى الخوف من الله، وعدم وجود نماذج صالحة يُحتذى بها، بل ووجود نماذج ظالمة متحكمة.
- توفر القوة والسلطة لدى الأشخاص، مما قد يجعلهم يميلون إلى الظلم والافتراء على الآخرين.
- عدم محاسبة الفاسدين والظالمين من قبل السلطات الرقابية والقضائية، مما يتيح لهم الإفلات من العقاب.
- الغفلة عن العواقب الوخيمة التي تصيب الظالم في الدنيا والآخرة؛ إذ تُعتبر دعوة المظلوم مستجابة ولا يوجد حاجز بينها وبين الله.
- الجهل بالدين، مما يدفع الأشخاص إلى ارتكاب الظلم بحق أنفسهم والآخرين.
- الاعتقاد الخاطئ بأن أفضل وسائل الدفاع ضد أذى الآخرين هي المبادرة إلى الظلم، على أمل حماية أنفسهم وأحبائهم.
- الصراع للحصول على المال والثروات والأراضي.
