أسباب فقدان المال للبركة

أسباب فقدان البركة في المال

فقدان البركة في المال مرتبط بعدة أسباب، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:

الربا

قال الله تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ). حيث أن المحق يتمثل في فقدان البركة في المال الناتج عن التعامل بالربا. يشكل جهل الكثيرين بقوانين الربا والمعاملات المالية الأخرى عاملًا يزيد من وقوعهم في المحظورات دون إدراك ذلك.

كثرة الحلف عند البيع

أوصى نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بعدم الحلف بكثرة عند البيع، مشيرًا إلى أن ذلك من الأمور التي تؤدي إلى فقدان البركة. فقد قال صلى الله عليه وسلم: (الحَلِفُ مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مُمْحِقَةٌ لِلْبَرَكَةِ). وقد تزداد مخاطره عندما يكون الحلف كاذبًا، حتى وإن كان المال ظاهريًا يتزايد.

إخفاء عيوب السلعة عند البيع

أكد النبي صلى الله عليه وسلم أن إخفاء العيوب من أسباب فقدان البركة، فقال: (البَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا -أوْ قالَ: حتَّى يَتَفَرَّقا- فإنْ صَدَقا وبَيَّنا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَتَما وكَذَبا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِما). فإن بركة البيع تتجلى في الصدق ووضوح العيوب، حتى وإن تسبب ذلك في نقصان المال.

عدم شكر النعم وكفرانها

يتضح ذلك من خلال عدم حمد الله على نعمه أو إنكار فضله تعالى. قال الله سبحانه وتعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ). فالعذاب الشديد قد يعني فقدان النعم لمن يكفر بها -والعياذ بالله-.

الذنوب

تُعتبر الذنوب سببًا رئيسيًا للبلاء، ومن بين أشكال البلاء هو نزع البركة من المال. فتزول البركة عن المال إلا من خلال رجوع العبد إلى الله بالتوبة. فقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “ما نزل بلاءً إلا بذنب، ولا رُفِعَ بلاءً إلا بتوبة”.

منع الزكاة

يحدث ذلك عندما يُهمل إخراج الزكاة لمستحقيها، مما يؤدي إلى فقدان بركة المال. بل إن منع الزكاة يؤثر بشكل أكبر على بركات أخرى، مثل انقطاع المطر الذي ينزله الله تعالى لفضله على الناس. قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ). وقد ورد في الحديث الصحيح: (ولم يَمْنَعُوا زكاةَ أموالِهم إلا مُنِعُوا القَطْرَ من السماءِ).

البخل والإسراف وعدم الوسطية

قال الله تعالى: (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً). فالبخل يؤدي إلى احتباس بركة المال، حيث يفشل البخيل في الاستفادة من بركة ماله أو إيفاء احتياجات الآخرين. بينما الإسراف يبدد البركة بسرعة. وبالتالي، فإن التوازن في الإنفاق يسهم في استمرار البركة ويحقق الاستفادة المثلى.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *