لقد أكرم الله سبحانه وتعالى الأمة الإسلامية بالدين الحنيف، حيث أرسل لنا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مرفقًا بالقرآن والسنة النبوية التي تهدف إلى حفظ هذا الدين وتعاليمه، وتحميها من الضياع.
وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، انطلق الصحابة رضوان الله عليهم في تنفيذ تعاليم الدين الإسلامي كما وردت عن الرسول، مما ساهم في حفظ الصحيحة لتعاليم الدين.
وفي هذا المقال، سنستعرض بإيجاز حياة الإمام مالك بن أنس وأبرز مؤلفاته في موقعنا المتألق دائمًا مقال.
من هو الإمام مالك بن أنس
- الإمام أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي هو أحد أبرز الفقهاء والمحدثين، ويُعتبر الإمام مالك من أهم الشخصيات في تاريخ الفقه الإسلامي.
- لقد بذل جهوداً عظيمة في المحافظة على تعاليم الدين الإسلامي، وهو ثاني الأئمة الأربعة في مذهب السنة والجماعة.
- وُلِد الإمام مالك في السنة الثالثة والعشرين للهجرة، وهو مؤسس المذهب المالكي في الإسلام.
- عرف الإمام بصفاته العديدة كالعلم الغزير، والهيبة، والوقار، والاجتهاد، والخلق الرفيع التي أشاد بها الكثيرون.
- كان الإمام مالك يسعى للحصول على العلم منذ صغره، بتشجيع من والدته.
- ألف الإمام مالك كتاب “الموطأ”، الذي يُعتبر من أبرز كتب الحديث المعتمدة.
- وعد الإمام مالك واحدًا من الأئمة البارزين الذين ساهموا في الحفاظ على تعاليم الدين الإسلامي.
الصفات الشخصية للإمام مالك بن أنس
- وُصف الإمام مالك بأنه أبيض الوجه مع بعض الحمرة، ويعتبر من أجمل الناس شكلًا.
- تدل هذه الصفات على مدى جماله، وكان يتمتع بقامة طويلة وجسد ضخم ولحية كثيفة.
- كما أنه كان أصلع الرأس، وكان لا يحف شاربه.
- عُرف الإمام مالك أيضًا بحسن مظهره، حيث كان يرتدي ملابس أنيقة تعكس هيبته وعظمته.
- وصفه كثيرون بالجمال وحسن الخلق، بالإضافة إلى علمه الغزير.
المحن التي تعرض لها الإمام مالك بن أنس
- تعرض الإمام مالك بن أنس لمحنة في حياته بسبب وشاية ضده من قبل أحدهم.
- تسببت هذه الوشاية بين جعفر بن سليمان ومالك بن أنس في محنة انتهت بمعاقبة الإمام.
- تم ضرب الإمام مالك بالسوط، مما سبب له بعض الأذى في يده، إلا أنه تحمل وصبر على هذا البلاء محتسبًا ذلك عند الله.
وفاة الإمام مالك بن أنس
- بعد حياة حافلة بالعلم والعطاء، توفي الإمام مالك بن أنس بعد أن أصيب بمرض استمر لنحو عشرين يومًا.
- وكانت وفاته في شهر ربيع الأول من العام 179 للهجرة، حيث وُورِي جثمانه في مقبرة البقيع، وكان عمره عند وفاته نحو أربعة وثمانين عامًا.
- صلى على الإمام مالك عبد الله بن محمد بن إبراهيم العباسي، أمير المدينة في ذلك الوقت.
أشهر مؤلفات الإمام مالك بن أنس
- لا شك أن الإمام مالك بن أنس ترك لنا العديد من المؤلفات المهمة التي تُعد مراجع أساسية.
- يرجع إليها المسلمون في العديد من الأحيان عند الحاجة.
- من بين هذه المؤلفات، يُعتبر كتاب “الموطأ” الأهم، الذي قام الإمام مالك بتأليفه بطلب من الخليفة أبو جعفر المنصور.
- كان الخليفة يهدف من هذا الطلب إلى جمع معايير علمية مختلفة في كتاب فقهي موحد.
- وقد طلب الخليفة من الإمام مالك أن يضع الفقه ويجمعه في كتب، ويتجنب الآراء الشديدة لبعض الصحابة، انطلاقًا من أحاديث تم الاتفاق عليها بين العلماء.
- وبالفعل، قام الإمام مالك بتأليف “الموطأ” بما يحتويه من أحاديث صحيحة وأسلوب بلاغي رائع، مما جعله من أهم المؤلفات.
- ركز الإمام مالك على العناية بهذا الكتاب ليكون نافعًا للناس، وقد تحقق ذلك، فصار من أهم المراجع التي يعتمد عليها المسلمون في فهم دينهم.
مؤلفات أخرى للإمام مالك بن أنس
إلى جانب “الموطأ”، ترك الإمام مالك الكثير من المؤلفات الأخرى التي كانت لها تأثير كبير.
ومن أبرز هذه المؤلفات:
- المدونة الكبرى، وهي واحدة من أشهر مؤلفات الإمام مالك وتتميز بتضمنها أسئلة وأجوبة.
- المسائل، والذي يُعتبر أيضًا من الكتب الهامة التي تضم العديد من الدراسات الخاصة بأهل المدينة، جمعها محمد المدني.
- العوالي، الذي يُعد من كتب الإمام مالك الهامة، وقد رواه مجموعة من رواة الحديث، ويتكون من أربعة مجلدات.
- رسالة الإمام مالك إلى هارون الرشيد، التي تتناول موضوعات الأدب والموعظة والإرشاد.
- أيضًا، هناك كتاب في تفسير غريب القرآن الكريم، والذي رواه خالد عبد الرحمن المخزومي، ويستحق الذكر أيضًا.
- على الرغم من أن “الموطأ” يعد الأبرز، إلا أن جميع الكتب التي تم الإشارة إليها لها مكانة كبيرة وغير مُهملة في دراسة الفقه والعلوم الإسلامية.
- تُمثل هذه المؤلفات جزءًا أساسيًا من التراث الفكري الإسلامي، وشهدت انتشارًا واسعًا، وتعتبر مرجعًا موثوقًا فيه حتى يومنا هذا.