تتباين صور التكريم والثواب التي ينالها الأفراد في الدنيا والآخرة تبعًا لأفعالهم وما قاموا به خلال حياتهم. فإن كان لدى الشخص دور عليه الالتزام به أو حكم عليه بأن يتهم مذنبًا وينقذ بريئًا ولكنه قصر في أداء هذا الدور، فسيكون حسابه عند الله مختلفًا عن أولئك الذين أدوا واجباتهم بشكل صحيح. عبر موقعنا، نستعرض نصيب العادلين من صور التكريم والثواب.
نصيب العادلين من التكريم والثواب
يتساءل الكثيرون: ما هي صور التكريم والثواب التي ينالها العادلون في الآخرة؟ إن الله سبحانه وتعالى يحبهم ويكرمهم يوم القيامة، حيث يضعهم عن يمينه على منابر من نور كرمز للتقدير والتعزيز. يُقيّم حساب المسلمين يوم القيامة وفقًا لما قدمه كل شخص في حياته الدنيا.
يعتبر الإمام العادل من بين السبعة الذين يظلهم الله في يوم لا ظل إلا ظله، حيث يحظى بعض الأشخاص بالجنة ويستمتعون بها نظير الأعمال الصالحة التي قاموا بها في حياتهم، بينما يتعرض آخرون لعذاب النار، ونسأل الله العفو والرحمة.
خصائص الحاكم العادل في الإسلام
الإمام العادل هو الشخص الذي يتم اختياره ليكون قائدًا لهم وقد بايعه الناس. يعمل على إدارة شؤون الأمة وفق الشريعة الإسلامية.
كما قال الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين: “الإمام العادل هو الذي يعدل في رعيته، ولا يوجد عدل أعلى أو أوجب من تطبيق شريعة الله عليهم، فهذا هو جوهر العدل، حيث يقول الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان” [النحل: 90]. وبالتالي، فإن من يحكم شعبه بغير شريعة الله، فإنه لا يعدل.
إن إقامة الشريعة تكون في نفسه أولاً ثم في رعيته. وحين ولّى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة إلى الحسن بن أبي الحسن البصري، كتب له بخصائص الإمام العادل.
قام الحسن -رحمه الله- بتدوين الصفات وهي: “اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل، وقصد كل جائر، وصلاح كل فاسد، وقوة كل ضعيف، ونصفه كل مظلوم، ومفزع كل ملهوف…”.
- من الصفات التي ذكرها الحسن -رحمه الله- أن الإمام العادل يشبه الراعي الذي يرعى غنم رفقته، حيث يقدم لها أفضل المرعى ويحميها من المفترسات.
- كما أنه يشبه الأب الحاني على أولاده، يسعى ويعمل من أجلهم في صغرهم ويحنو عليهم في كبرهم.
- ويشبه أيضاً الأم التي تحمل ابنها تسعة أشهر وتضعه وتربيه وتعتني به.
- يجب أن يكون وصي اليتامى وخازن المساكين، يربي الصغير ويحسن إلى الكبير.
- الإمام العادل هو من يتعامل مع رعيته بما يُرضي الله، وهو الذي يتواصل مع ربه ويستمع إلى أوامره ويقود رعيته وفقًا لما يرضاه الله.
أهمية صفة العدل
قال الله تعالى في كتابه العزيز: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا” [الأحزاب: 70].
تعد صفة العدل من السمات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها كل شخص لكي يسود ميزان الحياة. فبدون العدل، تتفكك الأنظمة وينهار أي كيان. إن العدل هو أحد صفات الله سبحانه وتعالى، فهو –عز وجل- عادل ولا يظلم أبدًا، وهو العليم بحال عباده. العدل يتضمن المساواة بين الناس والاعتدال والثبات على الحق.
وبهذا، نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال حيث تناولنا سؤال: ما هي صور التكريم والثواب التي ينالها العادلون في الآخرة وما هي صفاتهم في الإسلام.