أحكام الوصاية في الشريعة الإسلامية

أحكام الوصاية في الإسلام

تعتبر الوصاية نظاماً جائزاً في الإسلام، وهي تخضع لمجموعة من الأحكام المهمة. من بين تلك الأحكام، يتعين على الوصي تسديد الديون المطلوبة من مال القاصر، سواء كانت الزكاة أو الغرامات أو كفارات القتل. كما أن الوصي غير مخول بتزويج القصّر، لكنه يمكنه تزويج الإماء والعبيد. والوصول إلى الطرفين في العقد لا يقع ضمن مهام الوصي.

يتوجب على الوصي عدم بيع أمواله بنفسه، بينما يُسمح للأب بفعل ذلك نظراً لسلطته الأبوية. بإمكان الوصي أن يعزل نفسه في أي وقت، سواء بعذر أو بدونه، كما يمكنه أيضاً الاستقالة بعد وفاة الشخص الذي عينه وصياً على أولاده. وفي حالة كان المتوفى يمتلك فقط عبداً وأوصى بثلث ماله، فإن الوصي يحصل فقط على قيمة ثلث العبد، حيث يُباع العبد ويُعطى الوسيع ثلث المبلغ.

يحق للوصي الشهادة لصالح القصر، ولكن يجب أن تكون شهادته لا تعود عليه بأي فائدة تتعلق بالسلطة أو القدرة على التصرف. حتى لو كان وصياً، فإنه يحق له القيام بالتصرف في حدود الثلث إذا شهد لهم بمبلغ أكبر، فإن ذلك غير جائز. وينبغي للوصي أن يُنفق على القاصر بما يتوافق مع المعقول والاعتدال، دون إسراف أو تقشف بحيث لا يكفي احتياجاته.

في حال اعترض القاصر على مقدار النفقة، يكون الرأي لصالح الوصي، نظراً لأنه الأمين، والقاعدة العامة تفيد بعدم الخيانة. كما يُفضل أن تكون النفقة مُوسعة، أو يتم منح القاصر المال عند بلوغه. ويُسمح للموصي بالرجوع عن قراره في أي وقت، بالإضافة إلى حق الوصي في الاستقالة عند رغبته.

تعريف الوصاية

النصوص الفقهية تشير إلى أن الوصاية تعني الإشراف على إدارة شؤون القاصر المالية بموجب تفويض من الولي أو القاضي. وتنقسم الوصاية إلى نوعين: الوصي المختار والوصي القاضي. الوصي المختار هو الشخص الذي يختاره الموصي خلال حياته لتولي إدارة شؤون القاصر المالية. أما الوصي القاضي، فهو الشخص الذي يعينه القاضي للقيام بهذا الدور.

مشروعية الوصاية في الإسلام

تعتبر الوصاية من العقود التي أقرها الإسلام، ويمكن الاستناد إلى حديث أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (السلطان ولي من لا ولي له).

إن قبول الوصاية يعد نوعاً من القرب إلى الله سبحانه وتعالى ويزيد في الأجر والثواب. لذا، من يمتلك القدرة على قبول الوصاية، يُعتبر ذلك من العمل الصالح الذي ينطوي على ثواب عظيم. قال الله تعالى: (ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير). كما أنها تعكس نوعاً من التعاون على البر والتقوى، وهو ما يدعو إليه الدين الاسلامي الحنيف، حيث يقول الله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى).

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *