قصائد حب في المساء
تحتوي الأدب العربي على العديد من قصائد الحب التي تتناول أجواء المساء والليل، حيث يُعتبر الليل غالباً رفيقاً للرومانسية. ومن ضمن هذه القصائد، نعرض لكم قصيدة “مساء الخير يا قمراً” للشاعر حسين أحمد النجمي:
مساء الخير يا قمراً
على آفاقنا يظهرْ
مساء الخير يا أحلى
من الدّرّاق والسكرْ
ويا أغلى من الياقوت
والمرجان والأصفرْ
ويا من فوق أهدابي
وبين جوانحي تسهرْ
هل أنام السحر في عينيك
أم في هدوء بها أبحرْ
مساء الخير يا زهراً
يلون دربي الأخضرْ
مساء الند والأطياب
والكافور والعنبرْ
مساء الشوق والأنغام
والأشعار والمزهرْ
فأنت من السنا أبهى
وأنت من الشذى أعطرْ
وأنت على مرايا الليل
تمثالٌ من المرمرْ
تطل الكحل من عينيكِ
يغرق طرفكِ الأحورْ
ينام الشعر في خديكِ
يلثم لونها الأحمرْ
ويكتب فيك أبياتاً
بقصة حبنا تذكرْ
يخلدها وينقشها
بصفحة صدره الأسمرْ
وينشرها على الدنيا
ويخفي سرها الأكبرْ
مساء الشعر يا نغماً
على قيثارتي يسحرْ
ويا من صوتها الفتان
يستدرج همس الشذا أشعرْ
حبيبة عمري الآتي
تعالي نخلنا أثمرْ
قصيدة حب مسائية
مع حلول الليل، يبدأ الحب والحنين بالتجلي. من بين أجمل القصائد المسائية، نجد “المساء الأخير” للشاعر بدر شاكر السياب، التي تتحدث عن مشاعر الحب بعمق:
برب الهوى يا شمس لا تتعجلي
لعلي أراها قبل ساعة الترحل
سريت فأفق الغرب يلقلك باسمًا
أثيرا وأفق الشرق بادي التذلل
كأنّ السنا إذ فارق الأرض واعتلى
رؤوس الروابي والنخيل المُسبَل
أحاسيس أخفاها الفؤاد وصانها
زماناً ففاضت من عيون ومقل
وصفصافة مخضوبة الرأس بالسنا
تراع بزفزاف من الريح معول
تبين كعذراء من الريف أقبلت
بجرتها من دافق الماء سلسل
نعى لي وللناس النهار مؤذن
وقد كان ينعي لي فؤادي ومأملي
تمنيت لو لا يسمع الصوت أخرس
تمنيت لو يهوي إلى الأرض من عليٍ
ألا وقعت آذان من يسمعونه
بأشلاء قلب في ضلوعي مقتل
ألا نثرت من تحت قدميه أسى
حجارة ذاك المسجد المتبتل
أطرت عصافير الربى حين غادرت
كأن بتغريد العصافير مقتلي
رأيت بها بدهر مجنح
فأبغضت أشباه العدو المُنكل
كأني به لما يمد جناحه
يمد لأكباد الورى حد فيصل
ألا ليت عمر اليوم يزداد ساعة
ليزداد عمر الوصل نظرة معجل
قصيدة مسائية لنزار قباني
كتب نزار قباني العديد من القصائد المميزة التي تتناول فترة المساء وأثرها على الحب، ومن هذه القصائد يقول:
قفي كستنائية الخصلات
معي في صلاة المسا التائبة
على كتف القرية الراهبة
ويرسم فوق قراميدها
قفي وانظري ما أحب ذرانا
وأسخى أناملها الواهبة
وترسو على الأنجم الغاربة
على كرز الأفق قام المساء
وتشرين شهر مواعيدنا
يلوح بالديم الساكبه
تنادي عصافيرها الهاربة
وفضلات قشٍ وعطرٌ وجيعٌ
شحوبٌ شحوبٌ على مد عيني
وشمسٌ كأمنيةٍ خائبة
بيادر كانت مع الصيف ملأى
تنادي عصافيرها الهاربة
وفضلات قشٍ وعطرٌ وجيعٌ
وصوت سنونوةٍ ذاهبة
شحوبٌ شحوبٌ على مد عيني
وشمسٌ كأمنيةٍ خائبة
أروع قصيدة حب مسائية
تتميز غادة السمان بقدرتها على كتابة الشعر، ومن أجمل قصائدها “أيها البعيد كمنارة” حيث تقول:
وأصرخ بملء صمتي
أحبك وأنت وحدك ستسمعني
من خلف كل تلك الأسوار
أصرخ وأناديك بملء صمتي
فالمساء حين لا أسمع صوتك
مجزرة
الليل حين لا تعلق في شبكة أحلامي
شهقة احتضار واحدة
المساء
وأنت بعيد هكذا
وأنا أقف على عتبة القلق
والمسافة بيني وبين لقائك
جسر من الليل
لم يعد بوسعي
أن أطوي الليالي بدونك
لم يعد بوسعي
أن أتابع تحريض الزمن البارد
أبيات شعر مسائية مذهلة
لا شيء يضاهي الاستمتاع بقصيدة حب مسائية مع فنجان من القهوة. من الكلمات الشعرية الرومانسية الجميلة التي تناسب فترة المساء:
مساء الخير والدنيا بخير
يا مساء الحب لبيض القلوب
يا مسا الطير لا غنى لطير
لحن شوق له المسمع يذوب
ابتسم للمساء يا مسائي أنا
خل قلبي من عيونك يستقي
المساء مخلوق لك أنت وأنا
والحزن خله حبيبي للشقى