يُعتبر سيبويه من أبرز الأسماء في علم النحو، فهو إحدى الشخصيات الرائدة التي أسهمت بعمق في دراسة اللغة العربية. اشتهر بلقب سيبويه، بينما اسمه الحقيقي هو عمرو بن عثمان بن قنبر، الذي وُلِدَ في عام 765 ميلاديًا. ومن المثير للدهشة أن أصوله ليست عربية بل فارسية، فهو من قرية البيضاء في بلاد فارس، حيث قادته الأقدار إلى العيش في مدينة البصرة بالعراق.
تلقى سيبويه تعليمه على يد كبار العلماء في عصره في مجالي الفقه والحديث، ولكنه برز كعالم فذ وأخرج من تحت جناحه الكثير من العلماء، ومن أبرزهم أبو الحسن الأخفش. ومع اتساع معرفته وتفوقه، ألف العديد من الكتب القيمة، وفيما يلي أبرز مؤلفاته التي تُعَدّ مرجعًا للدارسين حتى يومنا هذا.
أبرز مؤلفات سيبويه
- لم يترك سيبويه عالمنا إلا بعد أن ترك أثراً كبيراً في مجالات النحو واللغة العربية، حيث تظل مؤلفاته مرجعاً هاماً يستفيد منها الطلاب والباحثون حتى الآن.
- أهم وأشهر مؤلفاته في علم النحو هو كتاب يُعرف بــ “الكتاب”، والذي وصفه العلماء بأنه “قانون القوانين” في العربية. استخدم سيبويه أسلوبًا فرديًا في تناول علم النحو، حيث قام بتقسيم الكتاب إلى قسمين.
- في القسم الأول، تناول موضوعات علم النحو، بينما خصص القسم الثاني لمواضيع علم الصرف. كانت هذه التفريقات جديدة في هذا الوقت مقارنةً بالمؤلفات الأخرى.
- كما تطرّق سيبويه في الكتاب إلى الشعر والمجاز والمعاني، بالإضافة إلى قواعد اللغة العربية، ويتميز الكتاب بأنه خالٍ من المقدمة في بدايته.
- وقد نُشر الكتاب للناس بعد وفاة سيبويه على يد تلميذه سعيد بن مسعود الأخفش، الذي فاجأ الدارسين بأسلوب الكتاب الأدبي والعلمي في توضيح الموضوعات، حيث تميز الكتاب بشموله وبراعته التي لم يصل إليها العلماء بعده.
- من بين مؤلفات سيبويه أيضاً، كتاب النحو التأسيسي في اللغة العربية، الذي يعتبر موسوعة شاملة شهد له النحويون بتفرده وشموله، ويحتوي على العديد من الأمثلة من الأقوال، وأبيات الشعر، وآيات القرآن الكريم.
- ومن أشهر مؤلفاته أيضاً “كتاب القرآن النحوي”، الذي نُشر بعد وفاته أيضاً من قبل أحد تلاميذه، وسُمّي بهذا الاسم لربطه بين قواعد النحو العربي وآيات القرآن الكريم.
وفاة سيبويه
- ومن المفارقات أن سيبويه، الذي أُحبَّ اللغة العربية وعاش لها، كانت نهايته أيضًا متعلقة بها.
- فقد شهدت السجالات اللغوية في زمنه خلافًا بينه وبين أحد العلماء، وهو الكسائي، حول مواضع النصب والرفع لبعض الكلمات، وانتهت المناظرة بانتصار الكسائي.
- هذا الأمر تسبب في إحباط شديد لسيبويه، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية ثم وفاته في عام 180 هجرية.
يمكنكم التعرف على: