قواعد النون الساكنة والتنوين في سورة النساء

الإدغام

الإدغام هو عملية التقاء حرف ساكن بحرف متحرك، بحيث يتحدان ليشكلا حرفا واحداً مشدداً مماثلاً للحرف الثاني. أثناء تنفيذ حكم الإدغام، يرتفع اللسان ارتفاعاً واحداً. ينقسم الإدغام الخاص بأحكام النون الساكنة والتنوين إلى ثلاثة فئات: الإدغام بغنة (الناقص) مع حرفين هما: (ي، و).

أما الفئة الثانية، فهي الإدغام بغنة (الكامل) ويتضمن حرفين هما: (ن، م). في حين أن الفئة الثالثة هي الإدغام الكامل من دون غنة، والتي تشمل حرفين هما: (ر، ل). هناك العديد من الأمثلة على حكم الإدغام في سورة النساء، ومنها:

  • في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ)، حيث أدغمت تنوين الكسر في كلمة “نفس” مع الواو، مشكلاً إدغامًا ناقصًا بغنة.
  • في قوله تعالى: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)، حيث أدغمت النون الساكنة في كلمة “ومن” مع الياء، كإدغام ناقص بغنة.
  • في قوله تعالى: (وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم)، حيث أدغمت النون الساكنة في كلمة “فمن” مع الميم، وهو إدغام كامل بغنة.
  • في قوله تعالى: (لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ)، حيث أدغمت النون الساكنة في كلمة “من” مع النون في كلمة “نجواهم”، مما يمثل إدغام كامل بغنة.
  • في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّـهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)، حيث تم إدغام تنوين الفتح في كلمة “توابًا” مع الراء في كلمة “رحيمًا”، وهو إدغام كامل من دون غنة.

الإظهار

الإظهار هو إخراج النون الساكنة أو التنوين من مخرجهما دون غنة واضحة أو توقف أو سكتة أو تشديد. يتكون حروف الإظهار من ستة أحرف، وهي أحرف الحلق (ء، هـ، ع، ح، غ، خ) ومجمعة في البيت التالي: (أخي هاك علمًا حازه غير خاسر). ومن الأمثلة على حكم الإظهار في سورة النساء:

  • في قوله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ)، حيث أظهرت النون في كلمة “وإن” لالتقائها بأحد أحرف الإظهار، وهو الخاء في كلمة “خفتم”.
  • في قوله تعالى: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ)، جاء حكم الإظهار في كلمة واحدة: كلمة “منه”، التي التقت فيها النون الساكنة مع أحد أحرف الإظهار وهو الهاء.
  • في قوله تعالى: (وَأَخَذْنَ مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا)، حيث جاء التنوين مظهراً في كلمة “ميثاقًا” لالتقائه بأحد أحرف الإظهار، وهو حرف الغين في كلمة “غليظًا”.

القلب

القلب هو عملية تحويل النون الساكنة أو التنوين إلى ميم، مع الالتزام بالغنة. الحرف المعني هنا هو (الباء). من الأمثلة على حكم الإقلاب في سورة النساء:

  • في قوله تعالى: (وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ)، تم قلب النون ميمًا في كلمة “من” لالتقائها بحرف الباء.
  • في قوله تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ)، تم قلب تنوين الكسر في كلمة “أمةٍ” إلى ميم لالتقاء التنوين بحرف الباء.

الإخفاء

الإخفاء يعني التلفظ بالنون الساكنة أو التنوين بطريقة وسطية بين الإظهار والإدغام، مع مراعاة الغنة. تشمل أحرف الإخفاء خمسة عشر حرفًا، وهي مجموعة في البيت التالي: (صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما** دم طيبا زد في تقى ضع ظالما). من الأمثلة على الإخفاء في سورة النساء:

  • في قوله تعالى: (فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا)، حيث حكم تنوين الفتح في كلمتي “ماءً” و”صعيدًا” هو الإخفاء، لمجيء أحد أحرف الإخفاء بعده، وهما حرفا الفاء والطاء.
  • في قوله تعالى: (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْن)، حيث تم إخفاء النون الساكنة في كلمة “الأنثيين” للالتقاء مع أحد أحرف الإخفاء، وهو حرف الثاء.
  • في قوله تعالى: (وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي)، حيث حكم تنوين الكسر في كلمة “جنات” هو الإخفاء، لمجيء أحد أحرف الإخفاء بعده، وهو حرف التاء.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *