تعدد الزوجات في الإسلام
قال الله تعالى: “وإن خفتم ألا تُقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا” صدق الله العظيم. يشير هذا النص القرآني إلى أن الإسلام، بوصفه دينًا عظيمًا، يقر بتعدد الزوجات في حالات معينة، على الرغم من أن الأصل في الزواج هو الارتباط بامرأة واحدة. إن وجود أسباب مشروعة ومنطقية لهذا التعدد سيوضح النقاط التالية:
أسباب تعدد الزوجات
- شهدت فترة غزوات الرسول -صلى الله عليه وسلم- استشهاد عدد كبير من الرجال، مما أدى إلى قلة عددهم وزيادة عدد النساء الأرامل وغير المتزوجات، ولذا أباح الله تعدد الزوجات لمواجهة هذا الوضع.
- في الماضي، كانت النساء غالبًا غير مستقلات اقتصاديًا، مما جعل منهنّ بحاجة إلى مُعيل يدعمهن ويعيل أبناءهن إذا كن أرامل.
- يسهم الزواج في زيادة عدد أفراد الأمة، حيث تكون تكاثر الأفراد نتيجة طبيعية لارتفاع نسبة الزواج، مما يُعزز من قوة المجتمع.
- يساعد الزواج المتعدد بعض الرجال الذين يمتلكون القدرة الجنسية على تجنب الوقوع في الفواحش، خاصة إذا كانت الزوجة الحالية كبيرة في السن أو تعاني من ضعف الشهوة.
- في حال كانت الزوجة عقيمًا ولا أمل في شفائها، فإن للزوج الحق في الزواج بامرأة أخرى، مع وجوب احترام مشاعر الزوجة الأولى.
- تؤدي الخلافات المتكررة بين الزوجين أو بين الزوج وأهل زوجته إلى زيادة التوتر، مما قد يجعل الاستمرار في الحياة الزوجية أمرًا معقدًا، وهنا قد تجد الزوجة الثانية باعتبارها حلاً منطقيًا.
- الرغبة في استعادة الزوجة المطلقة قد تدفع الزوج للزواج من أخرى.
- يميل عدد الإناث القادرات على الزواج إلى الزيادة مقارنة بعدد الذكور، حيث تبلغ الإناث سن الزواج في وقت أبكر، بينما يتطلب زواج الذكور نضجًا ووعيًا أكبر.
- يمتاز الرجل بفترة إخصاب أطول مقارنة بالمرأة، مما يتيح له فرصًا أكبر في الزواج.
شروط تعدد الزوجات
أجاز الله -سبحانه وتعالى- للرجل القادر أن يتزوج من امرأتين إلى أربع نساء، بشرط الالتزام بالشروط التالية:
- العدل: قال الله تعالى: “فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة” صدق الله العظيم. إن العدل بين الزوجات هو أساس تعدد الزوجات، ويتوجب على الرجل أن يكون قادرًا على تحقيق العدالة في النفقات والوقت والمشاركة العاطفية. فلا يجوز له تفضيل أحداهن على الأخرى.
- عدم الجمع بين الأختين: يحظر على الرجل أن يجمع بين الأختين أو بين الزوجة وعمتها أو خالتها. فالاجتماع بين هؤلاء النساء يمكن أن يؤدي إلى نشوء العداوات والمشاحنات بينهن، ويؤثر سلبًا على العلاقات الأسرية.