أسباب الإصابة بالثعلبة
رغم تعدد العوامل المُحتملة للإصابة بالثعلبة (المعروفة باللغة الإنجليزية بـ Alopecia areata)، والتي تُعرف أيضًا بالثعلبة البقعية أو بقعة الصلع، إلا أن السبب الأساسي لا يزال غير واضح. يُعتقد أن العوامل الوراثية والبيئية والنفسية مثل التوتر والقلق الحاد، قد تلعب دورًا في ظهور المرض. تُعتبر الثعلبة مرضًا مناعيًّا حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة بصيلات الشعر السليمة عن طريق الخطأ، مما يجعلها تتقلص وتقلل من إنتاج الشعر، مما يؤدي في النهاية إلى توقف نموه. إليكم أبرز العوامل التي قد تسهم في تطور الثعلبة:
- العامل الجيني والوراثي: على الرغم من عدم وضوح السبب وراء الخلل المناعي، إلا أن التقديرات تشير إلى إمكانية وراثته. قد يُصاب الشخص بالثعلبة إذا كان هناك أفراد مقربون لديه يعانون من نفس المشكلة. تشير المؤسسة الوطنية للثعلبة البقعية إلى أن المرض يمكن أن ينتشر في العائلات، مما يتطلب مشاركة جينات كلا الوالدين في نقلها، مما يتفاوت عن العديد من الأمراض الوراثية الأخرى.
- العامل البيئي: يلعب أيضًا دورًا بارزًا في ظهور الثعلبة. وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، فإن احتمال ظهور الثعلبة لدى توائم متطابقة هو 50% فقط، مما يدل على أهمية العوامل البيئية، حيث تعاني بعض الأفراد من تساقط الشعر بعد مرورهم بأحداث معينة مثل المرض أو الحمل أو الصدمات. ومع ذلك، لا يمكن اعتبار هذه الأحداث ضمن الأسباب الرئيسية للثعلبة، بل تُعتبر عوامل خطر تعزز وجود الأسباب الأساسية.
في الختام، يُعزى إلى الإصابة بالثعلبة أنها ليست دلالة على الصلع الدائم، ففي حين أن تساقط الشعر قد يزداد مع زيادة هجوم الجهاز المناعي على بصيلات الشعر، إلا أن هذه البصيلات نادراً ما تُدمر بالكامل، مما يعني إمكانية نمو الشعر مرة أخرى بشكل طبيعي إذا انخفض معدل التساقط.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالثعلبة
بينما تُصيب الثعلبة البقعية كل من الرجال والنساء على حد سواء بغض النظر عن أعراقهم، إلا أن الفئات التالية تبدو أكثر عرضة للإصابة:
- الأفراد الذين لديهم أقارب مصابون بالثعلبة.
- استخدام أنواع محددة من الأدوية، مثل نيفولوماب (Nivolumab) الذي يُستخدم لعلاج أنواع معينة من السرطانات، خاصة سرطان الرئة وسرطان الخلايا الصبغية. تساقط الشعر الناتج عن النيفولوماب يظهر عادة بعد بضعة أشهر من بدء العلاج، رغم أن هذا لا ينطبق على جميع الأشخاص الذين يتلقون علاجًا مماثلاً. يحتاج الأمر إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان النيفولوماب يشكل فعلاً عنصر خطر للإصابة بالثعلبة. تجدر الإشارة إلى إمكانية علاج هذا النوع من تساقط الشعر باستخدام الكورتيكوستيرويدات الموضعية.
- الأشخاص من الأعراق اللاتينية والسوداء بناءً على دراسة موسعة في الولايات المتحدة، رغم أنه ينبغي عدم تعميم هذه النتيجة دون مزيد من الدراسات في مجتمعات أخرى.
- الأشخاص تحت سن الثلاثين، حيث يبدأ مرض الثعلبة غالبًا في الطفولة أو المراهقة.
- الأفراد الذين يعانون من أمراض معينة مثل أمراض الغدة الدرقية المناعية، السكري من النوع الأول، الربو، وحمى القش، وكذلك بعض الحالات مثل البهاق أو متلازمة داون. أظهرت بعض الدراسات أيضًا ارتباط نقص فيتامين ب12 أو فيتامين “د” بالإصابة بالثعلبة.
علاج الثعلبة
ليست جميع حالات الثعلبة بحاجة إلى علاج، فعادةً ما يعاود الشعر نموه من تلقاء نفسه في الحالات الخفيفة. في حالات معينة، يمكن استخدام أدوية لتعزيز نمو الشعر، ولكن من المهم التأكيد على أن هذه الأدوية تعالج تساقط الشعر وليس الثعلبة بحد ذاتها. ينبغي استخدام الأدوية الآمنة التي لا تسبب آثارًا ضارة بالصحة العامة. فيما يلي أبرز علاجات الثعلبة:
- العلاجات الموضعية: تشمل الستيرويدات، وتركيبات تحتوي على بماتوبروست ولاتانوبروست، وكذلك مينودوكسيل الذي يُستخدم عادةً مع الكورتيكوستيرويدات الموضعية. تعتبر حقن الكورتيكوستيرويدات داخل الآفة أكثر فعالية نظرًا لدخولها أعماق فروة الرأس. قد تتطلب الحالات الأكثر شدة خيارات علاجية أخرى مثل الأنثرالين أو أدوية العلاج المناعي الموضعية.
- العلاجات الجهازية: لا يُنصح عادةً باستخدام العلاجات الجهازية بشكل روتيني، ولكن قد تتضمن الخيارات المتاحة الكورتيكوستيرويدات الفموية والأدوية المثبطة للمناعة.
- علاجات أخرى: تشمل مثبطات إنزيمات كيناز الجانوز سواء كانت موضعية أو فموية، مثل توفاسيتينيب وروكسوليتينيب، بالإضافة إلى العلاج بالأشعة فوق البنفسجية في حالات الثعلبة التي تؤثر على مساحات واسعة.
من المهم ذكر أن الدعم النفسي والاجتماعي يمثلان عنصرين حاسمين في نجاح الخطة العلاجية للثعلبة، كما هو الحال في العديد من الأمراض الأخرى.
لمعرفة المزيد عن علاج الثعلبة، يمكن الاطلاع على المقال التالي: (ما هو علاج ثعلبة الشعر).