تُعتبر الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة من أكثر الأيام بركة في الإسلام، حيث يؤدي العديد من المسلمين فريضة الحج خلال هذه الفترة. يعد اليوم الثامن من هذا الشهر من الأيام ذات الأهمية الخاصة؛ في هذا المقال، سنتعرف على ما يسمى هذا اليوم الثامن من ذي الحجة.
ما يسمى اليوم الثامن من ذي الحجة
يُعرف اليوم الثامن من ذي الحجة باسم “يوم التروية”. يرجع سبب هذه التسمية إلى أن الحجاج يقومون بشرب الماء في هذا اليوم تحضيرًا ليوم عرفة الذي يلي. كما يُعتقد أن سبب التسمية يأتي من تأمل نبي الله إبراهيم عليه السلام في هذا اليوم بخصوص رؤيته حول ذبح ابنه.
يُعتبر يوم التروية أيضًا يوم النقل، حيث ينتقل فيه الحجاج من مكة إلى منى ضمن شعائر الحج في الأيام العشر الأولى من ذي الحجة بناءً على ما أقره الله. فالحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو واجب على القادرين.
أهمية يوم التروية
يمتاز يوم التروية بمكانة خاصة بين المسلمين، خاصة بالنسبة للحجاج. إذ يبدأ فيه موسم الحج، حيث يقوم الحجاج بالإحرام والتوجه من مكة إلى منى. ومن فضائل هذا اليوم صيامه، إذ يُضاعف الأجر لمن صامه من غير الحجاج، حيث يمنح الله عز وجل من يصوم هذا اليوم جزاءً لا يقدره إلا هو.
أنشطة الحجاج في يوم التروية
بعد أن استعرضنا أهمية يوم التروية، يتعين علينا أن نعرف الأنشطة التي يقوم بها الحجاج في اليوم الثامن من ذي الحجة، والتي تشمل:
- يبدأ الحاج بالإحرام في يوم التروية بعد ارتفاع الشمس؛ وينُصح بأن يقوم الحاج بالاغتسال والتطيب قبل ارتداء ملابس الإحرام.
- ينوي الحاج أداء فريضة الحج ويقول: (لَبَّيكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لكَ والمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ).
- يعود هذا للفائدة المذكورة في الحديث الشريف عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، حيث قال عند وصفه لحج النبي صلى الله عليه وسلم: (فَلَمَّا كانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ تَوَجَّهُوا إلى مِنًى، فأهَلُّوا بالحَجِّ).
- يتجه الحاج بعد إتمام هذه الطقوس إلى منى لأداء صلوات الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء.
- يبيت الحاج في منى من غروب اليوم الثامن حتى فجر اليوم التاسع.
- يؤدي الحاج صلاة الفجر في اليوم التاسع من ذي الحجة، ثم يتوجه إلى عرفة مع شروق الشمس.
الأخطاء الشائعة بين الحجاج في يوم التروية
هناك مجموعة من الأخطاء المحتملة التي قد يقع فيها الحجاج أثناء أداء مناسك الحج، من هذه الأخطاء نذكر:
- يعتقد البعض أن الإحرام يجب أن يكون من المسجد الحرام، في حين أن السنة تشير إلى إمكانية الإحرام من أي مكان بمكة المكرمة.
- يعتقد بعض الحجاج أنه يُمنع عليهم ارتداء ملابس الإحرام التي استخدموها في عمرة سابقة، بينما يمكن استخدام تلك الملابس.
- الذهاب إلى منى ليس فرضًا، بل هو سنة مستحبة.
- يعتقد البعض أنهم ملزمون بالدخول من باب معين، وهذه الفكرة غير صحيحة، حيث يمكن الدخول من أي باب يختاره الحاج.
- لا يشترط على الحاج رفع صوته في الدعاء، نظرًا لأن ذلك ينافي الخشوع وقد يسبب الإزعاج للآخرين.
وختامًا، نكون قد تعرفنا على أن اليوم الثامن من ذي الحجة يُسمى بيوم التروية، وهو اليوم الذي يتحضر فيه الحجاج بالشراب ليوم عرفة. كما استعرضنا الطقوس التي يقوم بها الحجاج في هذا اليوم، بالإضافة إلى بعض الأخطاء التي ينبغي تجنبها أثناء أداء مناسك الحج.