أحكام صلاة الوتر وفقًا للمذهب الشافعي

حكم صلاة الوتر وفقاً لمذهب الشافعية

تعد صلاة الوتر عند الشافعية وإجماع جميع الفقهاء ما عدا مذهب الحنفية، من السنن المؤكدة. ومن حيث الفضل، فإنها تحتل المرتبة الرابعة بين صلوات النوافل، بعد صلاة العيدين، وصلاة الكسوف والخسوف، وصلاة الاستسقاء. صلاة الوتر تُعتبر من العبادات التي خصّ بها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث وجبت عليه فقط ولم تُفرض على أمته.

عدد ركعات صلاة الوتر حسب الشافعية

تؤدى صلاة الوتر بركعات فردية، ولهذا سُمّيت بهذا الاسم. أقل عدد من ركعات الوتر عند الشافعية هو ركعة واحدة، بينما الحد الأقصى يصل إلى إحدى عشرة ركعة. فقد روت عائشة -رضي الله عنها- أن: “ما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة.”

ووفقاً لبعض الآراء، فإن الحد الأقصى قد يصل إلى ثلاث عشرة ركعة، حيث قالت أم سلمة -رضي الله عنها-: “كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يوتِر بثلاث عشرة ركعة، فلمّا كبِر وضعف أوتر بسبع.” وأدنى الكمال في اتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- هو ثلاث ركعات، بينما يُعتبر أكمل منها خمس، ثم سبع وتاسع.

لا يُشترط أن تُؤدى صلاة الوتر بطريقة متتابعة، بل من الجائز تخللها بأوقات أخرى. يُسن أيضاً أن يُدعى بدعاء القنوت في الركعة الأخيرة من صلاة الوتر. يستحب عند الشافعية لمن يصلي ثلاث ركعات، أن تبدأ الركعة الأولى بسورة الأعلى، والثانية بسورة الكافرون، والثالثة بسورة الإخلاص، تليها المعوذتين.

وقت صلاة الوتر عند الشافعية

يبدأ وقت صلاة الوتر من بعد أداء صلاة العشاء، فإذا صلّى الوتر قبل صلاة العشاء، فإن صلاته لا تُعتبر صحيحة نظراً لعدم دخول وقتها. وينتهي وقتها عند طلوع الفجر الصادق أو الثاني، أي قبل أذان الفجر، والأفضل أن تُؤجل صلاة الوتر إلى آخر الليل، أي في الثلث الأخير منه، ويُفضل أدائها بعد صلاة التهجد.

إذا كان الشخص يثق في قدرته على الاستيقاظ في آخر الليل، فإنه يُفضل أن يؤخر الصلاة، أما إذا لم يكن واثقاً، فمن الأفضل أن يؤديها قبل الذهاب إلى النوم. كما رُوي عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “من خاف أن لا يقوم من آخر الليل، فليوتر أول الليل، ومن طمع أن يقوم آخره، فليوتر آخر الليل؛ فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل.” وفي رواية أخرى: “محضورة.”

من الأفضل أيضاً تأخير صلاة الوتر بعد أداء صلوات الليل مثل صلاة التراويح وقيام الليل وأي صلاة نافلة تُؤدى في الليل، بحيث تُؤدى هذه الصلوات أولاً ثم تُصلى الوتر. ففي شهر رمضان، يُفضل أن تُصلى صلاة التراويح أولاً ثم الوتر، وليس هناك حرج على من صلّها بعد صلاة العشاء مباشرة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *