تُعتبر عضة الإنسان من أخطر أنواع العضات حول العالم، إذ تحتل المرتبة الثالثة من حيث الأضرار والأمراض التي تسببها، بعد عضة الكلاب والقطط. هذا النوع من العضات ينقل العديد من البكتيريا والفيروسات الضارة.
التعامل مع محاولة العضة
- إذا كانت العضة في ذراعك، تجنب سحب ذراعك بعيدًا عن فمه، إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة قوة العضة وتمزق الجلد. بدلاً من ذلك، ارفع ذراعك نحو فمه واضربه في الجزء العلوي من رأسه أو في المنطقة السفلية من جسمه ليفقد توازنه ويتركك.
- في حالة محاولة عضك في رقبتك، تجنب أيضًا سحب رقبتك بعيدًا عنه نظرًا لأن الرقبة أكثر حساسية وتعرضًا للتمزق. بدلاً من ذلك، أدر رقبتك للخلف بضعة خطوات واضربه عدة مرات في أسفل بطنه لتحرير نفسك.
الإسعافات الأولية
يجب اتخاذ جميع إجراءات الإسعافات الأولية عند التعرض لعضة إنسان، واستخدام المضادات الحيوية لتفادي نمو البكتيريا والفيروسات والطفيليات.
- تؤدي عضات البشر إلى الالتهابات في 25٪ من الحالات، في حين أن لدى عضات الكلاب نسبة 10٪ فقط.
- تدخل البكتيريا الموجودة في الفم إلى الجرح الناتج عن العض.
- إذا حدث تمزق بسبب العضة، يجب غسل المنطقة المصابة جيدًا بالكحول أو المطهرات الجلدية.
- في حال النزيف نتيجة الإصابة، ينبغي الضغط عليها بكمادات ثلجية لوقف النزيف والتوجه إلى أقرب مستشفى.
- إذا تطور التهاب في الجرح، يجب زيارة أقرب مستشفى على الفور.
أسباب العضة لدى الأطفال
تعتبر عادة العض من السلوكيات الشائعة بين الأطفال، والعديد من العوامل قد تؤدي إليها:
- الضغط النفسي الذي يعبر عنه الطفل بالغضب عبر العض.
- التسنين، حيث يتمسك الطفل بعض ذويه خلال هذه المرحلة.
- الاستمتاع بردة الفعل، حيث يستمتع الطفل بتفاعل الأهل جراء عضه.
- استخدام العضة كوسيلة للدفاع عن النفس وقت المشاجرات مع الأقران.
طرق إدارة مشكلة العض لدى الأطفال
يمكن علاج ظاهرة العضة لدى الأطفال باستخدام عدة وسائل، حيث ستختفي هذه العادة بشكل نهائي من عمر ثلاث سنوات ونصف إلى أربعة سنوات:
- عند التسنين، يمكن إعطاؤه عضاضة آمنة ليعض عليها.
- للتعامل مع غضب الطفل، توجيه انتباهه بعيدًا عن ما يريد باستخدام أسلوب تقسيم الوقت بينه وبين أصدقائه في اللعب.
- إذا كان الطفل غاضبًا من أحد الأبوين، يجب على هذا الأخير الحفاظ على هدوئه حتى لا يثير انتباه الطفل، ويمكنه العد من 1 إلى 10 أو التوجه إلى غرفة أخرى ليهدأ.
- يجب عدم تقديم اهتمام مفرط للطفل الذي يعض، بل الاهتمام بطفل آخر أو أنشطة أخرى لتوجيه انطباع سلبي عن التصرف.
- يجب إظهار الدعم للطفل المعضوض من خلال احتضانه دون اهتمام مفرط بالطفل الذي يعض.
- يجب التحلي بالصبر، إذ أن عض الطفل ستزول مع مرور الوقت.
- إذا كان السبب في العضة عدم القدرة على التعبير عن الرغبات، يجب على الأهل التحدث كثيرًا مع الطفل لفهم مشاعره.
- قد تتكرر هذه العادة في البيئات المزدحمة مثل حفلات الزفاف أو الأسواق، لذا يجب أخذ الطفل إلى أماكن هادئة وتهدئته دون انفعال.
قوة عضة الإنسان
تُعتبر عضة الإنسان من أقوى العضات مقارنةً ببقية الثدييات:
- تُقاس قوة عضة الإنسان بحوالي 890 نيوتن، وهي أقل بـ 35 مرة من قوة عضة تمساح البحر المالح التي تصل إلى 16,460 نيوتن، وأيضًا أقل من عضة الأسود والنمور التي تصل إلى 4,450 نيوتن.
أنواع العضات البشرية
تختلف العضات من حيث شدتها وعمق الجروح الناتجة:
عضات بسيطة
تُعد هذه العضات غير مقصودة، مثل عض اللسان أو الأظافر، حيث تبلغ نسبة حدوثها حوالي 10٪.
عضات الأطباق
هي تلك التي تأخذ شكل دائري أو نصف دائري، وعادة ما تحدث على الوجه أو اليدين أو الذراعين عند النساء والأطفال، وغالبًا ما تؤدي إلى كدمات دون نقل العدوى إذا لم تحدث تمزقات كبيرة.
إصابات القبضة المشدودة
تحدث هذه الإصابات عندما تصطدم أسنان شخص ما بيد شخص آخر، مما يتسبب في تمزق في اليد وينقل العدوى من فم المهاجم إلى اليد المصابة، وعادةً ما يبلغ عمق التمزق حوالي 10 ملليمترات.
أنواع العدوى الناتجة عن العضات
تختلف الإصابات الناتجة عن العض من حيث الخطورة، حيث قد تكون كدمات تحتاج إلى كمادات أو جروح سطحية تتطلب زيارة الطبيب، أو تمزقات تصل إلى العظام.
1- العدوى السطحية
تشمل الأعراض الظاهرة:
- حرارة في موضع الجرح.
- كدمات.
- ألم.
- احمرار.
- تورم.
- خراج سطحي.
2- العدوى العميقة
تعتبر هذه النوعية أكثر خطورة وتظهر معها الأعراض التالية:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- ألم شديد.
- استفراغ.
- نزيف من الجرح.
الأمراض التي يمكن أن تنقلها عضة الإنسان
تعتبر عضة الإنسان من الأسباب المحتملة للعديد من المشاكل الصحية، إذ يحتوي فم الإنسان على حوالي 130 نوعًا من الجراثيم والبكتيريا، بما في ذلك البكتيريا النافعة والضارة، بالإضافة إلى عدة أنواع من الفيروسات:
- فيروسات التهاب الكبد B وC، حيث أثبتت الدراسات أن العض يمكن أن ينقل كلا الفيروسين.{اذا كان هناك فيرس C و B فإنّه يؤثر على الكبد وقد تُظهر التحاليل وجود الإصابة؛ وفي حال عدم العلاج العاجل، قد تؤدي للوفاة.}
- فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، حيث يمكن أن يتحول النزيف الناتج عن العضة إلى وسيلة لنقل العدوى.
- داء الكلب، حيث ينتقل عبر لعاب الشخص المصاب، ويؤدي إلى أعراض مثل ارتفاع في الحرارة وصداع.
- مرض الزهري، وهو مرض يُنقل من خلال اللعاب مباشرة.
- فيروس الهربس، يحدث انتقاله عبر اللعاب، دون اعتبار لعمر المصاب.
- فيروس كورونا المستجد، ينتقل من خلال أماكن ملوثة باللعاب.
- أمراض الجهاز التنفسي، مثل الإنفلونزا والبرد.
- الحصبة والحصبة الألمانية ومرض الجدري، تنتقل عبر الدم.
- التيفوئيد، ينتقل أيضًا عبر الدم.
- مرض الحلأ، الذي يعتبر أحد الأمراض الخطيرة وتنقله جراثيم في لعاب الشخص المصاب.
طرق التعامل مع آثار العضة على الجلد
- إذا كان تغير لون الجلد هو المشكلة، يمكن استخدام كريمات مبيضة طبيعية، إذ يعود لون الجلد لشكله الطبيعي خلال ثلاثة أشهر. أما إذا كانت هناك ندبة، فقد تحتاج إلى حوالي ستة أشهر.
- من الضروري زيارة الطبيب إذا استمرت الندبات في تغيير شكلها. توجد عدة خيارات للعلاج مثل الليزر أو مواد السيليكون أو كريمات التقشير.
- في حالات الجروح المخيطة، يجب على المريض استشارة طبيبه حتى يتخذ الإجراءات اللازمة للعلاج.
- إذا كان من الصعب الحصول على طبيب تجميل، فإن الجلد عادة يعود إلى حالته الطبيعية ولونه الأساسي في غضون عامين مع استخدام الكريمات المناسبة.
فهم علماء النفس لظاهرة عضة الإنسان
- يعتبرونها سلوكًا بدائيًا يستخدمه الحيوان للدفاع عن نفسه وعائلته عند التعرض للخطر، بينما في الإنسان تشير إلى فقدان السيطرة على الأعصاب.
- كان الإنسان قديمًا يعتمد على العنف كوسيلة للدفاع عن النفس.
- في بعض الأحيان، قد يلجأ الأفراد إلى العضة كوسيلة للدفاع في مواقف معينة.
- خلال العلاقات الجنسية، قد يحدث فقدان السيطرة على الأعصاب، مما يؤدي إلى العضة.
- في علم الطب الشرعي، تُعتبر عضّة الإنسان دليلاً قويًا يُستخدم في التحقيقات الجنائية.
- لطالما كان الإنسان يستخدم العنف كوسيلة للدفاع حتى تطورت الأسلحة.