يُعَدّ عباس بن فرناس من أبرز العلماء المسلمين، حيث ترك بصمة واضحة في صفحات التاريخ. هو عالم أندلسي معروف بعدد من الاختراعات والإنجازات المتنوعة. في هذا المقال، سنستعرض حياة عباس بن فرناس بالتفصيل وأهم الإنجازات التي حققها هذا العالم الرائد.
حياة العالم عباس بن فرناس
وُلِد عباس بن فرناس في مدينة روندا في جنوب الأندلس عام 28 ميلادي، لعائلة ذات أصول أمازيغية. قضى معظم سنوات عمره في دراسة العلوم، حيث تنقل بين البلدان والتحق بدار الحكمة في بغداد، حيث درس مجالات متعددة من العلوم. يُشتهر بن فرناس بمحاولاته للطيران ويعتبر من الأوائل الذين درسوا علم الفلك والهندسة والموسيقى والفيزياء.
تميز بن فرناس بتنويع اهتماماته، حيث اهتم بمجالات عديدة مثل الشعر العربي والموسيقى والفلسفة والفيزياء، إلا أن اهتمامه الرئيسي كان في علم الهندسة. منذ صغره، أبدى شغفًا بتفكيك الآلات وإعادة تركيبها، مما أظهر موهبته الفذة في هذا المجال.
لعب عباس بن فرناس دورًا مهمًا في العلوم، حيث أَلف عددًا من الكتب التي تتعلق بعلم الفلك والإلكترونيات، خصوصًا تلك المتعلقة بالطيران. وقد تأثر بشكل خاص بموقف المهندس آرمن فيرمان الذي حاول الطيران بالمظلة ولكنه لم ينجح، وتُشير بعض الروايات إلى أن آرمن فيرمان كان هو عباس بن فرناس نفسه.
اختراعات عباس بن فرناس
قدم عباس بن فرناس عددًا من الاختراعات البارزة، نعرضها في النقاط التالية:
- جناح الطائرة: سعى بن فرناس لتحقيق حلمه بالطيران، فصنع أجنحة من الريش عندما كان في السبعين من عمره، وغطاها بالحرير. قام بأول رحلة طيران له التي حققت نجاحًا نسبيًا، لكن واجه صعوبة في الهبوط مما أدى إلى سقوطه وإصابته ببعض الكسور، لكنه نجا من هذه الحادثة.
- الميقاتة: اخترع عباس بن فرناس ساعة مائية لتحديد الوقت بدقة، تعمل بناءً على مبدأ تدفق المياه.
- القبة السماوية: يُنسب إليه اختراع القبة السماوية، حيث صمم نموذجاً في منزله يبرز جمال السماء بما تحتويه من نجوم وغيوم.
- صناعة الزجاج: يعتبر بن فرناس رائدًا في إنتاج الزجاج الشفاف عالي الجودة، حيث استخدم الرمل والحجارة في صنعه، مما يُعتبر إنجازًا تاريخيًا للمسلمين في القرن التاسع.
- ذات الحلق: طور بن فرناس جهازًا يُعرف في أوروبا بالأسطرلاب الكروي، الذي يمثل مكونات العالم السماوي، ويستخدم لتسهيل العمليات الحسابية والملاحظات الفلكية من خلال الحركة المتزامنة مع مستوى الحلقات السماوية.
عباس بن فرناس الشاعر
كان عباس بن فرناس شاعرًا بارزًا خلال العصر الأموي، وترك أثرًا في الأدب العربي عبر الزمن. إليكم بعض الأبيات الشعرية التي كتبها خصيصًا للأمير محمد بن عبد الرحمن:
ألا إنّني للدين خير أداةِ
إذا غاب عنكم وقتُ كلّ صلاةِ
ولم تُرَ شمسٌ بالنهار ولم تُنَر
كواكبُ ليلٍ حالِكِ الظُّلمات
بيمين أميرِ المسلمين محمّدٍ
تجلّت عن الأوقاتِ كلُّ صلاةِ
نهاية عباس بن فرناس
توفي عباس بن فرناس عام 887 ميلادي في مدينة قرطبة، عن عمر يناهز 77 عامًا. ورغم سقوطه أثناء محاولته للطيران، فإنه لم يُعانِ من جراحه سوى 12 عامًا عاشها بعد الحادثة.
في ختام هذا المقال، استعرضنا حياة عباس بن فرناس ومولده وأهم إنجازاته، بالإضافة إلى بعض الأبيات الشعرية التي ألقاها للأمير محمد بن عبد الرحمن. ويجب الإشارة إلى أن ابن فرناس يُعتبر واحدًا من أعظم العلماء الذين ساهموا في تطور الفكر العلمي في تاريخ المسلمين.