من هو أول مولود في الإسلام بعد الهجرة؟ لقد هاجر النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع المسلمين من مكة إلى المدينة هربًا من ظلم الكفار وعذابهم للمسلمين. وكانت هذه الهجرة حدثًا بارزًا في تاريخ الدعوة الإسلامية. في هذا المقال، سنتناول معلومات عن أول مولود في الإسلام بعد فترة الهجرة.
أول مولود في الإسلام بعد الهجرة
هاجر النبي والمسلمون من مكة إلى المدينة ليؤسسوا الدولة الإسلامية وينشروا تعاليم الإسلام في شتى الأصقاع. حول أول من وُلد بعد الهجرة، تباينت الروايات؛ إلا أن معظمها يتفق على أن أول مولود هو عبد الله بن الزبير رضي الله عنه. فقد أنجبته السيدة أسماء رضي الله عنها في مكة، إلا أن ولادته كانت في المدينة المنورة.
تروي السيدة أسماء رضي الله عنها حيث تقول: “(حَمَلَتُ بعَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ بمَكَّة، فَخَرَجْتُ وأنا مُتَمِّمة، فأتَيْتُ المدينة، فنزلتُ بقُباءٍ، فَوَلَدْتُهُ بقُبَاءٍ. ثُمَّ أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فوضَعَهُ في حَجْرِهِ. ثُمَّ دعا بتمرةٍ فمضغَها، ثمَّ تَفَلَ في فِيْهِ، فكان أول شيءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ثمَّ حَنَّكَهُ بالتمرة، ثمَّ دعا له وبارك عليه، وكان أول مَوْلُودٍ وُلِدَ في الإسلام).”
بعض الروايات تشير إلى أن أوّل من وُلِد بعد الهجرة هو مسلمة بن خلد، في حين تشير روايات أخرى إلى النعمان بن بشير.
نبذة عن عبد الله بن الزبير
عبد الله بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن العزّى القرشيّ الأسديّ هو ابن السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وقد وُلِد بعد الهجرة، حيث تربى في كنف الإسلام وتحت رعاية الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد اشتهرت عائلته، وخاصة خالته السيدة عائشة بنت أبي بكر، في تربيتهم وتعليمهم.
اتصف عبد الله بن الزبير بالعديد من الصفات التي جعلته أحد أبرز الشخصيات في تاريخ الخلافة الإسلامية، ومن أهم هذه الصفات:
- إنه قوي.
- يمتاز بحسن الخلق.
- كانت له ميول عميقة نحو الطاعة والعبادة.
- كان محبًا للجهاد في سبيل الله.
يذكر عن يوسف بن الماجشون، خال الصحابي عبد الله بن الزبير، أنه كان يقسم ليله إلى ثلاث، ليلة للصلاة، وليلة للركوع، وليلة للسجود. وقد شارك في أولى معاركه وهو في الرابعة عشر من عمره خلال فتوحات مصر وشمال أفريقيا، وتوفي عن عمر يناهز 72 عامًا أثناء حصار مكة.
الهجرة النبوية
أرشد الله الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال القرآن الكريم، حيث هاجر المسلمون بعد أن زاد عليهم الظلم والبطش من الكفار. وقد هاجر الرسول مع المسلمين مرتين إلى الحبشة، ولكن الهجرة الأكثر أهمية كانت من مكة إلى المدينة حيث أسس الدولة الإسلامية هناك، ونشر تعاليم الإسلام، ووطد العلاقات بين المهاجرين والأنصار.
بعد ذلك، صدرت أوامر النبي بفتح مكة، وعندما هاجر المسلمون إلى المدينة مرة أخرى قرروا البقاء. كما أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن الهجرة لم تعد ذات جدوى بعد الفتح، وأن الجهاد هو ما يبقى قائماً.
وفي ختام هذا المقال، تناولنا أول مولود في الإسلام بعد الهجرة، وهو الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير، الذي وُلِد في المدينة المنورة بعد وصول المسلمين. كما تحدثنا عن تفاصيل الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة.