بداية الحوار مع الحبيبة
بقلم عبد الله الكسواني… عاشق متقاعد وجد نفسه: حديث مع صديقتي العاشقة:
يعتبر كتاب “طوق الحمامة” لابن حزم الأندلسي من أقدم وأعظم مؤلفات الأدب، حيث يتناول جميع أنواع الحب وأحاسيس المتيمين بأسلوب سيكولوجي عميق، وكأن سيجموند فرويد قد استقى العديد من أفكاره منه.
لقد قمت بتطوير بعض الأفكار بما يتماشى مع تطورات العصر، ولكن أضافتي تبقى قطرة في محيط أفكار هذا الرجل واستنتاجاته. ولأنني قرأت هذا الكتاب المعقد بمفرداته والعميق بمعانيه، أستطيع أن أقول لك إن حالتك تبدو لي ككتاب مفتوح.
أستطيع رؤيتك في المستقبل، كأنك بطلة فيلم، حيث أنا كاتب السيناريو الخاص بك. لا أريد أن أتعرض لجلال غموضك، ولكنك أسمى من أن أجاملك وأدّعي خلاف ما أشعر به.
لذا، باختصار، أنا مطمئن عليك حتى وإن واجهتك أمواج الإحباط واليأس في ذكرى ما، فهي أمواج طبيعية ستزول، سواء واجهت الأمر بقوة أو ضعفت، لأن عمرها الافتراضي سينتهي مع حالتك. أذكر أستاذ الكيمياء الذي درسني في رام الله، جورج مغنم، قال إن المريض يحتاج خمسة أيام بدون مضادات حيوية ليتماثل للشفاء، وإذا استخدمها يحتاج أيضاً خمسة أيام ليشفي.
ما أعنيه وصل إلى ذهنك بالطبع، كما أنني أنصح بشدة بعدم قراءة “طوق الحمامة” في حالتك، لأنني كنت أشعر بالإحباط كل مرة قرأته.
الإفصاح عن الحب للحبيبة
عندما أحب، أتحول إلى مجنون زماني الفريد، ولا أقل تهوراً وعذاباً عن أي عاشق آخر. كنت أعود إلى “طوق الحمامة” للاستفادة، لكنه كان يزيدني إحباطًا.
مثل الطبيب النفسي الذي يتلاشى الفارق بينه وبين مرضاه مع الزمن (إلا من رحم ربي، وهم كثر)، لا تغامري بقراءته، هذا تحذير جاد. ثقي بي، وسنلتقي بعد شهرين، لتزفّي لي خبرًا جميلًا: “عبد الله، هل تصدق؟ أنا أحب، وهذه المرة سأقدمه لك، وأنا واثقة في هذا”. ومرّةً أخرى، انسي موضوع “طوق الحمامة” لابن حزم الأندلسي.
ملاحظة محرجة: سأنشر ما كتبته أعلاه بعد قليل من التعديلات لغة على صفحتي الخاصة.
رسالة إلى العشاق
تنبيه حنون أخير: من منكم بلا خطيئة (إذا اعتبرنا الحب خطيئة)، فليرمينا، فأنا هنا، وأرمي مع مليار عاشق لا زالوا أحياء، بعضهم يعاني، وآخرون يشعرون بالسعادة.
قصيدة حول الحب
اعتذار لا بد منه: كما ترين، لم أغير المعاني ولم أعد صياغتها، فهكذا أصدق. اللهم أرشدي كل ضعيف مظلوم، وأدم نعمة القوة على كل قوي طيب.
بقلم عبد الله الكسواني، من قبل الصحفية والشاعرة فابيولا بدوي
لأنّه الصباح، تضحك السماء
لأنّه الصباح، يغني الفرح
لكل من يسير خطوة إلى الأمام
لكل من يحب طائر السلام
تسافر الدروب بخفقة القلوب
لأنّه الصباح
لا شيء يبقى في الزمان
سوى الأمان
لكل طفل وامرأة
لكل عاشق وعاشقة
وردة سميتها الإنسان
لأنها الأوطان
معشوقة حرية المكان
معشوقة حرية الإنسان
ولتسقط الأحزان
ولتكتبوا في نغمة الوتر
بأنني أحبه بجنون
ولتكتبوا في همسة المطر
بأنني أعيش في حبه، أضمه
بكل نغمة حنونة
لأنه التمرد، نار
وثورة لا ترضى بالطغيان
لأنه إنسان
وتضحك السماء
لأنّه الصباح
وينتشي الغناء
لأنّه الصباح
الوشم
محفور على جبيني وجه جنونك
منقوش وجهك فوق الماء
وبين الصخور
ومحفور في وهمي ويقيني
يمتد هواك إليّ
أسطورة عشق تأتي من أعماق الغابات
ومن أحراش القلب
تطوي الأرض بآيات الهمس المجنون
ليضيع يقيني في عينيك
وأقيم صلاتي في محرابك
يترامى حلمي بين يديك
رسائل وجد
محفور نقش جنونك على صدري
صمتي وحديثي
ترنيمة ليلي
أسراري
محفور وشم جنونك
بالنور وبالنار