تُعد أعراض مرض الطاعون وعلاجه موضوعًا في غاية الأهمية. كان هذا المرض في العصور الوسطى يُعرف باسم الموت الأسود، أما اليوم، فلا تتجاوز حالات الإصابة بالطاعون خمسة آلاف حالة سنويًا على مستوى العالم.
نبذة عن مرض الطاعون
- يعتبر الطاعون أحد أخطر أنواع العدوى البكتيرية الحادة، وينتقل بشكل رئيسي عن طريق نوع من الحشرات يُعرف باسم البراغيث.
- الجرثومة المسؤولة عن هذا المرض تُعرف باسم يرسينيا بيستيس، وهي تعيش في القوارض الصغيرة وتنتشر بسرعة في المناطق الريفية، وكذلك في بعض مناطق آسيا والولايات المتحدة.
- يتم انتقال المرض إلى البشر عن طريق لدغات البراغيث التي تتغذى على القوارض المصابة، أو من خلال الاحتكاك المباشر مع الحيوانات المريضة.
أعراض مرض الطاعون
هناك ثلاثة أشكال رئيسية من مرض الطاعون: الطاعون الدبلي، والطاعون الإنتاني الدموي، والطاعون الرئوي. تختلف الأعراض والعلامات الظاهرة بناءً على نوع الطاعون والمنطقة المتأثرة من الجسم، وفيما يلي تفاصيل عن أنواع الطاعون:
1- الطاعون الدبلي
- يُعتبر هذا الشكل الأكثر انتشارًا، ويتميز بتورم في العقد اللمفية، وعادة ما يظهر ذلك في الأسبوع الأول بعد الإصابة.
- تظهر الأورام الالتهابية في العقد الليمفاوية في مناطق مثل الرقبة أو الإبط، حيث قد يصل حجمها إلى حجم بيضة الدجاج، وتكون مؤلمة عند لمسها. تشمل الأعراض الأخرى للطاعون الدبلي:
- صداع شديد.
- ألم في العضلات.
- إرهاق شديد.
- حمى تتراوح من ارتفاع بسيط إلى قوية مع قشعريرة.
2- الطاعون الإنتاني الدموي
ينشأ هذا النوع عندما تنمو بكتيريا الطاعون في مجرى الدم، وتتمثل أعراضه فيما يلي:
- شعور عام بالضعف والخمول.
- حمى وسخونة شديدة مع قشعريرة.
- نزيف في الفم، الأنف، أو المستقيم، بالإضافة إلى نزيف تحت الجلد.
- إمكانية حدوث صدمة.
- حدوث غرغرينا، وهي موت الأنسجة في الأطراف، خاصةً في الأنف وأصابع اليدين والقدمين.
3- الطاعون الرئوي
يعتبر الطاعون الرئوي الأكثر خطورة والأقل انتشارًا، حيث ينتقل العدوى من شخص لآخر عبر رذاذ السعال. تظهر الأعراض في غضون ساعات من الإصابة، وتضم:
- صعوبة شديدة في التنفس.
- ألم في الصدر.
- غثيان وقيء.
- سعال يرافقه دم.
- يجب معالجة مرضى الطاعون الرئوي بالمضادات الحيوية خلال 24 ساعة من ظهور الأعراض، حيث إن التأخير في العلاج يمكن أن يكون قاتلًا.
متى يجب زيارة الطبيب؟
- يجب استشارة الطبيب فور الشعور بالأعراض، خاصة إذا كنت في منطقة معروفة بتفشي المرض، لكي يتم بدء العلاج سريعًا.
- تعد هذه الخطوة ضرورية لتفادي المضاعفات الخطيرة التي قد تؤدي إلى الوفاة.
- على مستوى العالم، ينتشر المرض بشكل أكبر في المناطق الريفية وشبه القبلية في أفريقيا، مثل جزيرة مدغشقر، وأيضًا في أجزاء من آسيا وأمريكا الجنوبية.
- في الولايات المتحدة، توجد مناطق متأثرة بالعدوى في الولايات الغربية والجنوبية الغربية، وخاصة في كاليفورنيا وآريزونا وكولورادو ونيو مكسيكو.
أسباب انتقال العدوى
تنتقل بكتيريا الطاعون، اليرسينيا الطاعونية، إلى البشر عن طريق لدغات البراغيث التي تعيش على الحيوانات المريضة، مثل:
- الفئران.
- الأرانب.
- السناجب.
- الكلاب.
- الجرذان.
- يمكن أن يدخل الطاعون إلى جسم الإنسان عند ملامسة جروح الجلد لدماء الحيوانات المصابة.
- تتواجد برغوث في كلاً من الكلاب والقطط المنزلية، لذا يجب التوخي الحذر.
- ينتقل الطاعون الرئوي مباشرة عبر رذاذ السعال من الأشخاص أو الحيوانات المصابة.
عوامل الخطر
- تعتبر احتمالات الإصابة بالطاعون منخفضة نسبيًا، حيث يُسجل جزء صغير من الإصابات عالميًا سنويًا.
- ومع ذلك، تزداد المخاطر إذا كنت تعيش في مناطق انتشار العدوى.
- الأطباء البيطريون والعمال في المناطق المفتوحة أسوأ حظًا في التعامل مع الحيوانات السليمة.
- الهوايات مثل الصيد والتخييم ترفع من خطر التعرض للعدوى، خاصة إذا كنت بالقرب من الحيوانات المصابة.
المضاعفات
يمكن أن تشمل مضاعفات مرض الطاعون:
- الغرغرينا، التي تنتج عن جلطات دموية تعيق تدفق الدم إلى الأطراف مثل أصابع اليدين والقدمين.
- قد تسبب موت الأنسجة حاجة لقطع الأجزاء الميتة من الأصابع.
- التهاب السحايا هو مضاعفة نادرة جدًا تحدث بسبب العدوى بالطاعون.
الوقاية من مرض الطاعون
- حتى الآن، لم يتم تطوير لقاح فعال للعلاج، لكن العلماء لا يزالون يعملون على ذلك.
- المضادات الحيوية يمكن أن تلعب دورًا هامًا في منع العدوى، مع مراعاة بعض الاحتياطات، خاصةً في المناطق المفتوحة.
- من المهم التأكد من أن المنازل مقاومة للقوارض من خلال القضاء على أماكن تواجدها المحتملة.
- عدم ترك طعام الحيوانات الأليفة في متناول القوارض.
- ضرورة زيارة الطبيب البيطري للتأكد من خلو الحيوانات الأليفة من البراغيث.
- ارتداء القفازات عند التعامل مع حيوانات قد تكون مصابة بالطاعون.
- استخدام مبيد حشرات فعال عند تفقد المناطق المعرضة للعدوى.
- مراقبة الأطفال والحيوانات الأليفة عن كثب، وتجنب دخولهم إلى المناطق الموبوءة.
- يجب سد أي ثقوب في المنزل لمنع دخول القوارض.