اللغة العربية
تُعتبر اللغة العربية من أقدم اللغات المعروفة، حيث تتميز بأصالتها وعراقتها. لقد كان الأدباء يتنافسون في نظم الشعر باللغة العربية، وهي تُعد لسان العرب وهويتهم الثقافية. على مر العصور، حرص العرب على الحفاظ على قواعد اللغة ونحوها وألفاظها المُتألقة، وتوجّهوا إلى كتابة القصائد ومدح اللغة بشكل مستمر. تظل اللغة العربية قوية وثابتة حتى اليوم، ولن تُؤثر بها أي شائبة، فهي المثال الذي يُحتذى به وتتجلى من خلاله العزة والكرامة لأبنائها. ومع تزايد انتشارها، تزداد قوة وجمال كلماتها. سنقوم في هذه المقالة بتقديم بعض من أروع الكلمات والأشعار التي أُثريت بها اللغة العربية على مر العصور.
كلمات عن اللغة العربية
- إن العربية ليست مُلكاً لأحد فحسب، فهي لسان يُعبر عن الهوية، ومن يتحدث بها فإنما هو عربي.
- تتمتع العربية بمرونة تُساعدها على التكيف مع تحديات العصر الحديث.
- إن أسباب الجهل والصراع بين الناس تكمن في ابتعادهم عن لسان العرب وميلهم نحو فلسفات أخرى.
- تعلموا العربية، فهي تدعم العقل وتزيد من المروءة.
- تُعتبر اللغة العربية الجذر الأساسي لجميع اللغات.
- اللغة العربية جميلة وكاملة، حيث تُعبر ألفاظها عن جمال الطبيعة وعمق المشاعر الإنسانية.
- تشبه العبارة العربية العود الموسيقي، فكلما تم العزف على وتر، اهتزت كل الأوتار الأخرى.
- ما أُطلق عليه من كلمات العرب فهو من صميم لغتهم.
- من اللافت في تاريخ البشرية هو كيف انتشرت اللغة العربية بشكل مفاجئ وهي في قمة الكمال، إذ لم تكن لها طفولة أو شيخوخة، مما يدل على غناها ودقة معانيها.
أقوال مأثورة عن اللغة العربية
- تُمثل اللغة العربية مستودعاً شعورياً غنياً يعكس خصائص الأمة وتاريخها، وفي الوقت نفسه، يتطلب التعلم للغات الأخرى أن لا تُهمش الهوية الأصلية.
- كيف يمكن للفرد أن يقاوم سحر وجمال اللغة العربية، فحتى جيران العرب في البلدان التي فتحوها وقعوا في سحرها.
- تتمتع العربية بالمرونة اللازمة لتلبية متطلبات العصر الراهن.
- المثقفون العرب الذين يتجاهلون لغتهم ليسوا فقط ناقصي الثقافة، بل ينقصهم أيضاً رجولة كبيرة.
- لا تضيق اللغة العربية بالتكرار كما تفعل لغات أخرى، بل إن التكرار فيها يحمل معاني عميقة وجميلة.
- تُظهر سعة اللغة العربية في معانيها وأفعالها وقدرتها على الاشتقاق وذوقها في الأسلوب المُجاز.
- ما عدا الصين، فلا يمكن لأحد أن يتفاخَر بكمية كتب علوم لغته مثلما تفعل العرب.
- أدخلت اللغة العربية طريقة التعبير العلمي إلى الغرب، وتُعتبر من أنقى اللغات في طرق التعبير العلمي والفني.
قصيدة اللغة العربية
وُلِد الشاعر حمد بن خليفة أبو شهاب في أواخر الثلاثينيات من القرن العشرين بإمارة عجمان في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد نظم قصيدة بعنوان “اللغة العربية” وأبدع فيها عددًا من الأبيات الجميلة التي تعبر عن فخره باللغة:
“لغة القرآن يا شمس الهدى”
صانك الرحمن من كيد العدى
هل على وجه الثرى من لغة
أحدثت في مسمع الدهر صدى
مثلما أحدثته في عالم
عنك لا يعلم شيئاً أبداً
فتعاطاك فأمسى عالما
بك أفتى وتغنى وحدا
وعلى ركنك أرسى علمه
خبر التوكيد بعد المبتدا
أنت علمت الألى أن النهى
هي عقل المرء لا ما أفسدا
ووضعت الاسم والفعل ولم
تتركي الحرف طليقاً سيدا
أنت من قومت منهم ألسنا
تجهل المتن وتؤذي السندا
بك نحن الأمة المثلى التي
توجز القول وتزجي الجيدا
بين طياتك أغلى جوهر
غرد الشادي بها وانتضدا
في بيان واضح غار الضحى
منه فاستعدى عليك الفرقدا
نحن علمنا بك الناس الهدى
وبك اخترنا البيان المفردا
وزرعنا بك مجداً خالداً
يتحدى الشامخات الخلدا
فوق أجواز الفضا أصداؤه
وبك التاريخ غنى وشدا
ما اصطفاك الله فينا عبثاً
لا ولا اختارك للدين سدى
أنت من عدنان نورٌ وهدى
أنت من قحطان بذل وفدا
لغة قد أنزل الله بها
بينات من لدنه وهدى
والقريض العذب لولاها لما
نغم المدلج بالليل الحدا
حمحمات الخيل من أصواتها
وصليل المشرفيات الصدى
كنت أخشى من شبا أعدائها
وعليها اليوم لا أخشى العدا
إنما أخشى شبا جُهالها
من رعى الغي وخلى الرشدا
يا ولاة الأمر هل من سامع
حينما أدعو إلى هذا الندا
هذه الفصحى التي نشدو بها
ونُحيي من بشجواها شدا
هو روح العرب من يحفظها
حفظ الروح بها والجسدا
إن أردتم لغة خالصة تثير
الأمس كريماً والغدا
فلها اختاروا لها أربابها
من إذا حدث عنها غرّدا
وأتى بالقول من معدنه
ناصعاً كالدُر حلى العسجدا
يا وعاء الدين والدنيا معاً
حسبك القرآن حفظاً وأدا
بلسان عربي، نبعه
ما الفرات العذب أو ما بردى
كلما قادك شيطان الهوى
للرّدى نجاك سلطان الهدى
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي
وُلِد الشاعر حافظ إبراهيم في عام 1872، وهو شاعر النيل، وقد اشتهر بهذا اللقب بعد أن عكس مشكلات الشعب، ويُعتبر من أبرز شعراء العصر الحديث. ترجم العديد من أعمال الشعراء والأدباء الغربيين مثل شكسبير وهوجو، وتوفي عام 1932. وفي قصيدته عن اللغة العربية، عبَّر عن مشاعره تجاه لغته بشغف:
“رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي”
وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي
رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَني
عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي
وَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسي
رِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي
وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية
وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة
وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني
ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي
فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني
أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي
أرى لرِجالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَة
وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ
أتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً
فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ
أيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ
يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
ولو تَزْجُرونَ الطَّيرَ يوماً عَلِمتُمُ
بما تحتَه مِنْ عَثْرَة وشَتاتِ
سقَى اللهُ في بَطْنِ الجزِيرة أَعْظُماً
يَعِزُّ عليها أن تلينَ قَناتِي
حَفِظْنَ وِدادِي في البِلى وحَفِظْتُه
لهُنّ بقلبٍ دائمِ الحَسَراتِ
وفاخَرْتُ أَهلَ الغَرْبِ والشرقُ مُطْرِقٌ
حَياءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِراتِ
أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِدِ مَزْلَقاً
مِنَ القبرِ يدنينِي بغيرِ أناة
وأسمَعُ للكُتّابِ في مِصرَ ضَجّة
فأعلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتي
أَيهجُرنِي قومِي-عفا الله عنهمُ
إلى لغة لمْ تتّصلِ برواة
سَرَتْ لُوثَة الافْرَنجِ فيها كمَا سَرَى
لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعين رُقْعة
مشكَّلة َ الأَلوانِ مُختلفاتِ
إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِلٌ
بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي
فإمّا حَياة تبعثُ المَيْتَ في البِلى
وتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفاتي
وإمّا مَماتٌ لا قيامَة َ بَعدَهُ
مماتٌ لَعَمْرِي لمْ يُقَسْبمماتِ