أسباب هجرة الطيور
تقوم الطيور بهجرة إلى مناطق جديدة متعددة عن موطنها الأصلي بحثًا عن عدة أسباب، ومن أهمها:
- البحث عن الغذاء
تُعتبر ندرة الغذاء من العوامل الرئيسية التي تدفع العديد من أنواع الطيور للهجرة. ففي حال بقائها في المناطق الاستوائية طوال العام، ستعاني من قلة الموارد الغذائية، مما يؤثر سلباً على تكاثرها. ومع حلول فصل الربيع وتجدد الموارد الغذائية في الشمال، تُهاجر الملايين من الطيور إلى تلك المناطق للاستفادة من الزيادة في الغذاء. وعندما تنخفض تلك الموارد خلال فصل الخريف، تعود الطيور مرة أخرى إلى موطنها الاستوائي حيث تعود تلك الموارد بشكل دوري.
- المحافظة على النسل
طورت الطيور عبر العصور أنماط هجرتها المختلفة في التوقيت والوجهات، مما يساعدها على الاستفادة من الظروف الملائمة لتربية صغارها وضمان بقائها. تختلف الظروف المناسبة لتربية النسل باختلاف الأنواع وتعتمد على عدة عوامل متعلقة بالبيئة.
- العوامل المناخية
تظهر الطيور تنوعًا في الريش الذي يساعدها على التكيف مع اختلافات المناخ المؤثرة على هجرتها. على سبيل المثال، تُغادر الكثير من الطيور المناطق القطبية عندما تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض، إذ تحتاج إلى مناخات أكثر دفئًا للبقاء. كما أن المناطق الحارة قد تكون غير مناسبة لتربية الصغار، مما يدفع الطيور لوضع بيضها في مناطق أبرد في الشمال.
- تجنب الحيوانات المفترسة
تجذب المناطق الغنية بالموارد الغذائية أعدادًا كبيرة من الحيوانات المفترسة التي تشكل تهديدًا لأعشاش الطيور، لذا تعمل الطيور على الهجرة إلى موائل مختلفة تكون بعيدة عن متناول المفترسين، مما يمنح صغارها فرصة أفضل للنمو والنجاة، مثل الجزر البعيدة والصخور الساحلية.
- الحماية من الأمراض
تعتبر هجرة الطيور وسيلة فعالة لمكافحة الأمراض والطفيليات التي قد تتزايد عند تجمعها في موطن واحد طويل الأمد.
أنماط هجرة الطيور
تنقسم أنماط الهجرة بين الطيور حسب تنوعها كما يلي:
- الطيور المستقرة، وهي الطيور التي لا تهاجر أبدًا، حيث تستطيع العثور على موارد غذائية كافية على مدار السنة.
- الطيور التي تهاجر لمسافات قصيرة، مثل الانتقال من ارتفاع عالٍ إلى منطقة أقل ارتفاعًا.
- الطيور التي تهاجر لمسافات متوسطة، كالسفر بين عدة ولايات.
- الطيور التي تهاجر لمسافات طويلة، مثل تلك التي تهاجر من مناطق التكاثر في كندا والولايات المتحدة إلى مناطق الشتاء في أمريكا الجنوبية والوسطى.
أوقات هجرة الطيور
تنتقل كل نوع من الطيور في أوقات محددة خلال السنة، كما تتواجد أنواع مختلفة في أنماط هجرتها. ومع ذلك، فإن أوقات الهجرة تُقسم إلى فترتين رئيسيتين في السنة: الوقت الربيعي، حيث تتجه الطيور شمالًا، ووقت الشتاء، حيث تتجه جنوبًا.
حماية الطيور المهاجرة
على الرغم من أن هجرة الطيور تعد رحلة شاقة وصعبة، إلا أنها تحمل مخاطر كبيرة بسبب عدم توفر عوامل الأمان أثناء الرحلة. لجعل هذه الهجرة أكثر أمانًا، يمكن اتباع الإجراءات التالية:
- إيقاف تشغيل الأضواء غير الضرورية في المنازل والمرافق، حيث أن الإضاءة الساطعة قد تصرف انتباه الطيور المهاجرة وتعرضها للخطر عند اصطدامها بالمباني.
- حماية الطيور المهاجرة من القطط من خلال إبقاء القطط في المنازل أو في مناطق مخصصة لها قدر الإمكان، حيث يمكن لقط واحد أن يقتل 55 طائرًا.
- توفير الغذاء للطيور في حدائق المنازل خلال فترة هجرة الربيع.
- إنشاء مواطن من الأشجار في حدائق المنازل، وترك جذوع الأشجار والأغصان اليسيرة في أماكنها لإيواء الحشرات التي تتغذى عليها الطيور.
- تقليل النفايات البلاستيكية، حيث يمكن أن تبتلع الطيور المواد البلاستيكية مما يتسبب لها بإصابات خطيرة أو الوفاة.
- دعم التشريعات الصديقة للطيور وتعزيز التوعية في المجتمع.
- تجنب استخدام المبيدات الحشرية في حدائق المنازل التي تقتل الحشرات التي تعتمد عليها الطيور كمصدر غذائي، وضمان عدم وصول هذه المبيدات إلى المجاري المائية التي تشرب منها الطيور.
- الالتزام بقوانين الصيد المنظم.
كيف تحدد الطيور مسار هجرتها؟
عادةً ما تلتزم الطيور بنفس المسار كل عام أثناء الهجرة، حيث ترتبط هذه المسارات بمواقع التوقف الرئيسية التي توفر لها الموارد الغذائية الضرورية لاستمرار حياتها. لكن يمكن للطيور معرفة مساراتها عبر عدة وسائل، منها:
- الشمس والنجوم.
- موقع غروب الشمس.
- استشعار المجال المغناطيسي للأرض.
- المعالم المرئية خلال النهار.
- استخدام طيور الحمام الزاجل حاسة الشم للمساعدة في عملية الهجرة.
لماذا تكون هجرة الطيور على شكل حرف V؟
أظهرت الدراسات التي أجراها العلماء أن هجرة الطيور على شكل حرف V تخدم هدفين رئيسيين، وهما:
- الحفاظ على الطاقة
لكل طائر دور في الطيران فوق الطائر الذي أمامه لتقليل مقاومة الرياح، حيث تتبادل الطيور مواقع الدور في المقدمة لتسهيل مهمة كل منها. وقد أشارت الأبحاث إلى أن الطيور التي تهاجر منفردة تضطر إلى تكرار حركتها بشكل أكثر، مما يزيد من معدل ضربات قلبها مقارنة بالطيور التي تهاجر في مجموعة.
- تسهيل التواصل
يساعد الطيران في تشكيل حرف V على تعزيز التواصل والتنسيق بين الطيور، مما يسهل تتبع كل طائر ضمن المجموعة.