ما هي أحكام الشريعة؟
تعرف أحكام الشريعة الإسلامية في علم أصول الفقه على أنها: الخطابات الشرعية المتعلقة بأفعال المكلفين. يمكن تصنيفها إلى ثلاث فئات رئيسية: فئة الاقتضاء، فئة التخيير، وفئة الوضع. ويتعلق الأثر الناتج عن الخطاب الشرعي، مثل الوجوب أو غيره، بالحكم الشرعي نفسه وليس بالخطاب في حد ذاته.
تصنيف أحكام الشريعة
استناداً إلى هذا الفهم، تنقسم الأحكام الشرعية بشكل عام إلى قسمين رئيسيين: الحكم التكليفي والحكم الوضعي. لفهم معاني هذين القسمين، يجب التعرف على مصطلح الاقتضاء المذكور في تعريف الحكم الشرعي، حيث يعني طلباً من المكلّف وفقاً للشريعة، وسمي تكليفياً لأنه يحمل عبئاً على فاعله. أما التخيير، فهو يشير إلى حرية الشخص في الاختيار بين الفعل أو الترك، فهو لا يتضمن خطاب أمر أو نهي. وبالتالي، يشمل الحكم التكليفي والتخييري ما يعرف بأحكام الاقتضاء. من جهة أخرى، الحكم الوضعي يتضمن ما ينطوي عليه مصطلح الوضع المذكور سابقاً، حيث يتناول الخطاب الشرعي المرتبط بتحديد ما يعد سبباً أو شرطاً أو مانعاً أو صحيحاً أو فاسداً. ويحتوي كل من هذين القسمين على حالات وأحكام مفصلة وفقاً لما قدمه علماء الأصول.
مصادر أحكام الشريعة
تشمل مصادر التشريع الإسلامي ما هو متفق عليه من قبل معظم علماء الدين، وكذلك ما يوجد فيه خلاف. يمكن تلخيص هذه المصادر على النحو التالي:
- المصادر المتفق عليها:
- مصادر أساسية: وهي القرآن الكريم والسنّة النبوية الصحيحة.
- مصادر تابعة: مثل الإجماع والقياس.
- المصادر المختلف عليها:
- آراء الصحابة.
- الاستحسان.
- سد الذرائع.
- الاستصحاب.
- العرف.
- شرع من قبلنا.
- المصالح المرسلة.
سمات أحكام الشريعة
تتمتع أحكام الشريعة الإسلامية بخصائص بارزة تجعلها فريدة من نوعها. فهي ذات مصدر رباني، وضعها الله سبحانه وتعالى رحمةً بعباده وكرماً منهم، حيث جاء في القرآن الكريم: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا). من هنا، اكتسبت أحكام التشريع الإسلامي خصائص عديدة تجعلها ثابتة وقوية، مما يمنع أي تغيير أو تبديل فيها. على الرغم من ثباتها، إلا أنها تحمل في طياتها مرونة تتيح لها تلبية احتياجات البشر في كل زمان ومكان. وبالتالي، هي شريعة تتماشى مع التطورات وتفهم الاحتياجات. ومن الأدلة على ذلك فقه النوازل من قبل العلماء. كما تتميز أحكام الشريعة بأنها مبنية على اليسر والطاقة؛ فلا تترتب عنها صعوبات أو مشقات، حيث يتم تقدير التكاليف وفقاً للقدرة والطاقات، كما جاء في قوله تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).