يمتاز شهر رمضان المبارك عن باقي الأشهر بأدعية متعددة وطبيعة خاصة، حيث يتسابق المؤمنون إلى التقرب إلى الله بأعمالهم الصالحة، ويعتبر الدعاء جوهر هذه العبادات وأشملها. في هذا السياق، سيتناول موقعنا بعض الأدعية المفضلة في الثلث الأول من رمضان، مستلهمًا من الشعار “اللهم اجعلني محبوبًا لأوليائك”.
محبة الله لأوليائه
لله أولياء خصهم بمحبته ورعايته، حيث يحظون بلطفه ورحمته، ويؤجرون فقط على حبهم له، كونهم من الأتقياء الذين يبادرون في إرضائه بما يملكون من نفوسهم وأعز ما يملكون. يفكرون في طاعة أوامره ويتجنبون محرماته بلا جدال أو طلب للدليل.
لقد اتخذوا قرارًا عبادة الله عبادة صحيحة، سواءً منهم من طمع في حظوظ دنيوية، أم من اتجه نحو مراتب أعلى في الآخرة، تاركين خلفهم كل ما يتعلق بمصالح الدنيا الفانية. ولذلك، وصفهم الله بأنهم يخافون الله وحده دون سواه، ولا تردعهم لومة لائم.
الأدعية المفضلة لأولياء الله في الأرض
دائمًا ما يسعى أولياء الله الصالحون إلى تقديم الخير للآخرين. وعندما يتوجهون بالدعاء إلى الله، لا يطلبون أمورًا تتعلق بحاجاتهم الدنيوية، بل يكون همهم الأكبر هو تأمين الآخرة والوصول إلى مراتب عالية في الجنة. ومن الأدعية الواردة عنهم:
“يا ودود يا ودود يا ودود.. يا ذا العرش المجيد.. يا مبدئ يا معيد.. يا فعالا لما يريد.. أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك.. وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك.. وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء.. لا إله إلا أنت.. يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه”.
أفضل الأدعية خلال الثلث الأول من رمضان 2025
تتعدد الأدعية في رمضان وكلها مستحبة وقابلة للإجابة، ويُستحب الدعاء في أدق تفاصيل الحياة مع الاعتماد الكامل على الله في الشؤون الدينية والدنيوية. من بين الأدعية القوية التي تستند إلى ما ورد عن السلف الصالح:
- “اللهم أهله علينا باليُمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله“.
- “اللهم اهدني فيه لصالح الأعمال، واقض لي فيه الحوائج والآمال، يا من لا يحتاج إلى التفسير والسؤال، يا عالمًا بما في صدور العالمين.”
- “اللهم اجعل صيامي فيه صيام الصائمين وقيامي فيه قيام القائمين، ونبهني فيه عن نومة الغافلين، وهب لي جرمي فيه يا إله العالمين، واعف عني يا عافياً عن المجرمين.”
يمكن للمسلم أيضًا الدعاء بكل ما يطمح لتحقيقه في حياته، مثل الدعاء بالذرية، والزواج، والنجاح الدراسي، وغيرها من الأمور التي تعني له الكثير. فهو يستغل شهر رمضان ويشدد في دعواته مؤمنًا بأن الله سيستجيب لدعواته في هذا الوقت المبارك:
- اللهم وفقني في إيجاد زوجًا وشريك حياة يعينني على طاعتك.
- اللهم هدِ أولادي واجعلهم من الناجحين في دراستهم واحفظه من الضياع.
- اللهم ارزقني الذرية الصالحة وقر عيني بها، وافرح قلبي ولا تجعلني من القانطين.
المسلم المخلص لله يتواصل مع نفسه، مجتهدًا في تحقيق كل الصفات التي يحبها الله، ويعمل جاهدًا في طلب رضا الله. ومع قرب رمضان، يستغل هذه الفرصة للدعاء والتضرع إلى الله بأن يجعله من عباده الصالحين ويعلي درجاته في الآخرة دون انشغال مفرط بأمور الدنيا.
ختامًا، إن المسلم الحق يبقى دائمًا صادقًا مع الله، حتى في أوقات الوحدة، ويسعى لاختيار الأدعية التي تعزز مكانته وتجعل له نصيبًا من أولياء الله الصالحين.
