تُعد أشعار الحب التي تعبر عن أعمق المشاعر من أكثر الأنواع الأدبية التي يبحث عنها الكثيرون، وخاصة العشاق، حيث أن لكل شخص تجربة فريدة من نوعها تنبع من عواطفه، وعادةً ما يواجه صعوبة في التعبير عنها لمن يحب.
أشعار الحب المعبرة عن أرقى المشاعر
نظراً لوجود عدد كبير من الشعراء الذين تمكنوا من تصوير مشاعرهم بأفضل الألفاظ وأعذبها، يمكننا أن نجد تنوعاً في الأشعار التي تبرز مختلف الأحاسيس القوية تجاه الأحبة. إليكم بعض من هذه الأشعار الرائعة:
قصيدة “وعشقت غيري”
في هذه القصيدة، يتحدث الشاعر فاروق جويدة عن حبيبته ويعبر عن قوة حبه ومشاعره العميقة، حيث ينقل لنا مشاعره بكلمات مؤثرة:
- وأتيتَ تسأل يا حبيبي عن هوايا هل ما يزال يعيش، في قلبي ويسكن في الحنايا؟ هل ظل يكبر بين أعماقي ويسري في دمايا؟
- الحبُ يا عمري تمزقه الخطايا، قد كنتَ يوماً حب عمري قبل ان تهوى سوايا، أيامُك الخضراء ذاب ربيعُها وتساقطت أزهاره في خاطري.
- يا من غرسَت الحب بين جوانحي وملكت قلبي واحتويت مشاعري للملمت بالنسيان جرحي، بعدما ضيعت أيامي بحلم عابر.
- لو كنت تسمع صوت حبك في دمي، قد كان مثل النبض في أعماقي، كم غارت الخفقاتُ من همساته، كم عانقته مع المني أشواقي.
- قلبي تعلم كيف يجفو من جفاني، وسلكت درب البعد والنسيانِ، قد كان حبك في فؤادي روضة ملأت حياتي بهجة وأغاني.
- وأتى الخريف فمات كل رحيقها وغدا الربيع ممزقَ الأغصان، ما زال في قلبي رحيقُ لقائنا، من ذاق طعمَ الحب لا ينساه.
قصيدة “رسالة من تحت الماء”
في هذه القصيدة، يُعبر الشاعر الكبير نزار قباني عن معاناته في حب محبوبته، حيث يتناول تأثير الحب الذي تحول إلى عشق وإدمان، موضحاً مشاعره بهذا الشكل:
- إن كنت صديقي ساعدني كي أرحل عنك، أو كنت حبيبي ساعدني كي أشفى منك، لو أني أعرف أن الحب خطير جداً ما أحببت.
- لو أني أعرف أن البحر عميق جداً ما أبحرت، لو أني أعرف خاتمتي ما كنت بدأت، اشتقت إليك فعلمني أن لا أشتاق.
- علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق، علمني كيف تموت الدمعة في الأحداق، علمني كيف يموت القلب وتنتحر الأشواق.
- إن كنت نبياً خلصني من هذا السحر، من هذا الكفر، حبك كالكفر؛ فطهرني من هذا الكفر، إن كنت قوياً أخرجني من هذا اليم، فأنا لا أعرف فن العوم.
- الموج الأزرق في عينيك يجرجرني نحو الأعمق، وأنا ما عندي تجربة في الحب، ولا عندي زورق، إن كنت أعز عليك فخذ بيدي.
- فأنا عاشقة من رأسي حتى قدمي، إني أتنفس تحت الماء، إني أغرق، أغرق، أغرق.
قصيدة “نقل فؤادك حيث شئت من الهوى”
تعتبر هذه القصيدة واحدة من أروع قصائد الشاعر الكبير أبو تمام، حيث يتحدث فيها عن الحبيب الأول في الحياة، موضحاً أنه عندما نحب أشخاصاً كثيرين يظل قلبنا متمسكاً بأول حب. ويقول:
- نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول.
- كم منزل في الأرض يعشقه الفتى، وحنينه أبداً لأول منزل.
- إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها؛ ففي وجه من تهوى جميع المحاسن.
- لا تحارب بناظريك فؤادي فضعيفان يغلبان قوياً.
- أحبك حبين حب الهوى وحب لأنك أهل لذاك.
- رأيت بها بدراً على الأرض ماشياً.
- ولم أر بدراً قط يمشي على الأرض.
قصيدة “ردت الروح” للشاعر أحمد شوقي
يُعتبر أحمد شوقي من أبرز الشعراء الذين كتبوا عن الحب منذ القدم، وتُعد هذه القصيدة من بين تلك التي حققت إعجاباً واسعاً لدى العشاق، حيث يعبر فيها عن مشاعر قوية وصادقة، فيقول:
- رُدَّت الروحُ على المُضْنَى معكْ، أحسن الأيام يوم أرجعك مَرَّ من بُعدِك ما رَوَّعَني، أتُرى يا حُلْوُ بُعْدي روّعك.
- كم شكوتُ البيْن بالليل إلى مطلع الفجر، عسى أن يطلعك، وبعثتُ الشوقَ في ريح الصَّبا؛ فشكا الحرقة مما استودعك.
- يا نعيمي وعذابي في الهوى، بعزولي في الهوى ما جَمعَك؟ أَنت روحي ظَلَم الواشي الذي زَعَم القلبَ سَلا.
- أَو ضيَّعك مَوْقِعي عندَك لا أَعلمُه، آهِ لو تعلمُ عندي موقِعَك! أَرْجَفوا أَنك شاكٍ مُوجَع، ليت لي فوق الضَّنا ما أوجعك، نامت الأعين إلا مقلة تسكُب الدمعَ وترعى مضجَعك.
قصيدة “تضيق بنا الدنيا إذا غبتم عنا”
تُعد هذه الأشعار من بين أجمل ما كتبه ابن الفارض، حيث تعبر عن العديد من المعاني الجميلة التي تكشف مدى الحب الكبير المتواجد في أعماقنا. ومن أبرز كلماته:
- تضيقُ بنا الدنيا إذا غبتُمُ عنا، وتَذهَبُ بالأشواقِ أرواحُنا منّا، فبُعدُكُمُ موتٌ وقُربكُم حياة، فإن غبتم عنّا ولو نفراً متنا.
- نموت ببعدِكم ونحيا بقُربكم، وإن جاءنا عنكم بشيرُ اللقاء عشنا، ونحيا بذاكر كم إذا لم نراكمُ، ألا إنَّ تذكارَ الأحبَّة ينعشُنا.
- فلَولا معانيكمُ تراها قلوبُنا، إذا نحنُ أيقاظٌ وفي النوم إن غبنا، لمتنا أسى من بعدكم وصبابةً، ولكنَّ في المعنى معانيكُم معنا.
- بحرُ كنا ذكر الأحاديث عنكمُ، ولولا هواكُم في الحشا ما تحرَّكنا، فقُل للذي ينهى عن الوجد أهلهُ، إذا لم تذُق معنى شرابٍ الهوى دعنا.
