أحاديث تشجع على العمل اليدوي
كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يتولى رعاية الإبل والغنم، وشارك بنفسه في بناء الخندق جنبًا إلى جنب مع رفاقه من المسلمين. كما أنه كان يقوم بخياطة ثيابه وترقيعها وتنظيفها بنفسه. وقد كان يسعى للرزق ويكسب قوت عيشه بعمل يديه. وقد وردت العديد من الأحاديث التي تحث على العمل وتثني على كل شخص يبذل جهده ليكسب من عرق جبينه. ومن بين هذه الأحاديث التي تشجع على الكسب من عمل اليدين:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما أكَل أحدٌ طعامًا قَطُّ، خيرًا من أن يأكل من عمل يديه، وإن نبي الله داود -عليه السلام- كان يأكل من عمل يديه).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وولده من كسبه).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم الساعة حتى يغرسها فليغرسها).
أحاديث تفضل العمل اليدوي على طلب الصدقة
وردت في أحاديث النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- دعوات للعمل بدلاً من الاعتماد على صدقات الآخرين، ومنها:
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (لأن يحتطب أحدكم حزمةً على ظهره، خيرٌ له من أن يسأل أحدًا فيعطيه أو يمنعه).
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا المنفقة والسفلى السائلة).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لأن يأخذ أحدكم حبلَه، فيأتي بحزمة من الحطب على ظهره فيبيعها، فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه).
أقوال الصالحين حول أهمية العمل اليدوي
تحدث السلف الصالح عن أهمية العمل الصالح وضرورة السعي لكسب الرزق، ومن أقوالهم:
- قال سلمان الفارسي -رضي الله عنه-: “إني لأحب أن آكل من كدّ يدي”.
- قال مسلم: “لقيني معاوية بن قرّة رحمه الله، وأنا قادم من الكلأ، فقال لي: ما صنعت؟ فقلت: اشتريت لأهلي كذا وكذا. قال: وأصبت من حلال؟ فقلت: نعم. قال: لأن أغدو فيما غدوتَ به أحب إليّ من أن أقوم الليل وأصوم النهار”.
- وقال عبد الله بن المبارك -رحمه الله-: “لا أرى لصاحب عشرة آلاف درهم أن يدع الكسب، فإنه إن لم يفعل لم آمن أن لا يعطف على جاره، ولا يوسع على عياله”.
- قال سالم مولى زيد بن صوحان: “كنت مع مولاي زيد بن صوحان في السوق، فمر علينا سلمان الفارسي رضي الله عنه، وقد اشترى وسقًا من طعام، فقال له زيد: يا أبا عبد الله، تفعل هذا وأنت صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: إن النفس إذا أحرزت رزقها اطمأنت وتفردت للعبادة وأيس منها الوسواس”.