تُعتبر الصحافة المصرية إحدى القوى الرئيسية التي تسهم في تشكيل الرأي العام، وهو إحدى مؤشرات الديمقراطية. إذ يُظهر التاريخ أن المصريين القدماء استخدموا رموزاً على ورق البردي تعود لآلاف السنين، مما يشير إلى أن الفكرة الصحفية بدأت في تلك الفترة. في هذا المقال، سنستعرض أبرز أسماء الصحف والمجلات المصرية.
تاريخ الصحافة المصرية
- تظهر وثيقة تعود للعام 1750 قبل الميلاد تشير إلى أن نشر الصحف كان يتم لصالح الحكومة، بينما تكشف برديات أخرى عن وجود صحافة معارضة انتقدت حكم الفرعون رمسيس الثالث.
- أُسست الصحافة الحديثة في مصر مع البعثة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر عندما جلب الفرنسيون المطابع الحديثة، حيث أطلقوا صحيفة Courrier de l’Egypte باللغة الفرنسية.
- بعد عامين، أنشأ الجنرال الفرنسي جاك فرانسوا مينو أول صحيفة باللغة العربية في مصر بعنوان التنبيه، ولذلك، كانت تُعتبر لسان حال القوات الفرنسية في ذلك الوقت، لكن مينو عيّن الشيخ سيد إسماعيل الخشاب، وهو خريج من الأزهر وباحث بارز، كمدير للنشر.
- دَرس المؤرخ المعروف عبد الرحمن الجبرتي هذه المنشورات وتأثر بأسلوب الكتابة الفرنسية.
- لاحقاً، نصح الحاكم محمد علي بإنشاء أول صحيفة مصرية (الأحداث المصرية) عام 1829، وتم بناء مصنع لإنتاج الورق من الأنسجة المُعاد تدويرها لتقليل تكاليف المواد المستوردة.
تطور الصحافة المصرية عبر العصور
- شهدت الصحف تطوراً تدريجياً، حيث بدأت تنشر أشكالاً متعددة من الأخبار، مما أثار استياء محمد علي الذي طالب بمراجعة المقالات قبل نشرها، مما جعله أحد الرقباء الأوائل على الصحافة في مصر.
- في عام 1857، تأسست أول صحيفة شعبية وهي جريدة السلطنة في عهد سعيد باشا، والتي كان يمتلكها تركي يُدعى إسكندر شلهوب، الذي انتقد سعيد باشا في مقالاته.
- تلتها العديد من الصحف الأخرى، منها وادي النيل الذي أُصدر بواسطة عبد الله أبو السعود عام 1866 في فترة الخديوي إسماعيل، وهو نفس العام الذي أُسس فيه البرلمان برفقة صحيفة الأهرام.
- سلطت هذه الصحف الشعبية الضوء على حالة مصر والفئات الجديدة التي ظهرت حينها، باستخدام أسلوب النقد والهجاء، مستعينين بأدوات جديدة على المجتمع المصري الناشئ، وكان من بين الكتاب الشاعر عبد الله النديم الذي أصدر ثلاث صحف.
- في عهد الخديوي توفيق، دخلت مصر مرحلة جديدة مع تزايد التوتر من الاستعمار الأوروبي، وكانت الصحافة في هذه الفترة غير مقيدة، حيث نشأ صراع واضح على السلطة بين نخب الأراضي الزراعية القديمة والجديدة.
الصحافة المصرية في ظل الاحتلال البريطاني
- هنا بدأت الحكومة في تقييد الصحف الشعبية، ومع اقتراب الاحتلال البريطاني، تم إصدار قانون المطبوعات عام 1881 والذي تضمّن تسعة شروط أثّرت على نشاطات الصحافة، وجاء ذلك بعد ثورة عرابي.
- في عام 1883، سمحت السلطات الاستعمارية لبعض حرية الصحافة، ولكن بشروط، حيث كانت الصحف الخاصة بالقضايا غير السياسية هي الأكثر قبولاً.
- دعم البريطانيون إنشاء العديد من الصحف الصغيرة، وغالباً ما كانت تُؤسس بواسطة مواطنين سوريين أو لبنانيين. لذا قيل أن الصحافة كانت “مهنة من لا مهنة له”.
- شهد العصر الذي تلا ذلك ظهور الصحافة الوطنية الجادة، حيث أسس أحمد لطفي السيد جريدةً يستطيع بموجبها مواجهة التهديدات القانونية من السلطات.
- كانت هذه الجريدة أول صحيفة سياسية شعبية بعد وادي النيل، واستمرت في تعزيز اللغة العربية والهوية المصرية بعيداً عن اللغة العثمانية.
الصحافة الوطنية
- كان للزعيمين القوميين مصطفى كامل والشيخ علي يوسف دور بارز في دعم الصحافة القومية خلال تلك الفترة.
- بعد ثورة 1919، كان هناك اهتمام كبير من المصريين لاستعادة بلادهم، عبر الكلمة المنطوقة والمكتوبة.
- عبرت الصحافة في الثلاثينيات عن هذه الآمال، ولعبت دورًا في تعزيز الهوية الوطنية والشخصية المصرية.
- فهم المصريون أهمية المعرفة والثقة بالنفس لتجاوز عقود من الطبيعي تحت سيطرة القوى الأجنبية.
- أشار المؤرخ الصحفي عبد اللطيف حمزة إلى أن ثورة 1919 كانت “العنصر الصحفي للحركة القومية”، ورأى العديد من المؤرخين أن الحقبة التي تلت الثورة تمثل العصر الذهبي للصحافة المصرية.
- تعتبر فعالية الرأي العام إحدى الأدوات الأساسية في محاربة الفساد، وشجعت هذه الفترة على تطوير نظرة نقدية.
- خلال تلك الفترة، مُنع نشر بعض الأخبار ذات الطابع القومي، لكن الصحافة واصلت النقد ونشر تعليقات ساخرة.
تقييد الصحافة المصرية
- في 7 أغسطس 1930، نشر الصحفي مصطفى أمين رسماً كاريكاتورياً يُظهر توفيق نسيم باشا، رئيس الديوان الملكي، جالسًا على العرش.”المشهد أثار جدلاً كبيرًا في المجتمع.
- بقي في الصورة رئيس الوزراء إسماعيل صدقي باشا، الذي ظهر وهو يحمل سيفًا ملوثًا بالدم.
- أصدر صدقي باشا أوامر بحظر عدة مجلات، وخاصة عندما كان محمد التابعي يتولى رئاسة التحرير لبعض المجلات.
- تم حظر النشر مرةً أخرى في 7 أكتوبر 1930، مما أدى إلى جدل مجتمعي كبير حول حرية التعبير.
- الأخبار التي تناولت حقوق المسيحيين قوبلت بإعجاب كبير، وأصبح السؤال حول كاتب تلك السطور موضوع اهتمام الجمهور.
تاريخ الصحافة المصرية بين 1919 و1952
- كان للصحافة العديد من الصعود والهبوط بين الثورتين 1919 و1952، حيث ظهرت قضايا ملحة تتعلق بالاستقلال.
- وتوزعت الصحافة على مختلف الدوائر السياسية، حيث كان لكل تيار صحافته المؤيدة والمعارضة.
- استخدم الكتّاب الفكاهة كوسيلة للتعبير عن الاحتجاج، مما ساهم في خلق مساحة للنقاش السياسي.
- برز محمد التابعي كواحد من أبرز الشخصيات في تلك الفترة، حيث أصبح رئيس تحرير لمجلة روز اليوسف بعد تخرجه وأطلق مجلة آخر ساعة كخطوة لاحقة. كما أسهم في نشر صحيفة المصري.
- أسهم التابعي في تطوير أسلوب التصوير الصحفي والترتيب المتجدد للمحتوى، حيث كان يحظى بشعبية مشابهة للنجوم الغنائية.
دور الصحف والمجلات في الحياة اليومية
تعتبر عادة قراءة الصحف موضوعاً جيداً يسهم بشكل كبير في تعزيز الثقافة والمعرفة. فهي تقدم معلومات قيمة تتعلق بالسياسة والاقتصاد والترفيه وغيرها.
فضلاً عن ذلك، فإن هذه العادة لا تعزز فقط من معرفتك بالمعلومات العامة، بل تساهم أيضًا في تحسين مهاراتك اللغوية. يعبر العديد من الناس عن شعورهم بأن يومهم لا يكتمل دون قراءة الصحف. وفيما يلي بعض فوائد قراءة الصحف اليومية:
- تُعنى الصحف بنشر أخبار العالم.
- توفر الصحف معلومات قيمة ومعرفة شاملة.
- تغطي الصحف الأخبار المتعلقة بالاقتصاد والرياضة والتجارة.
- تساعد قراءة الصحف في تنمية المعلومات العامة، مما يسهل التواصل مع الآخرين حول الأحداث والمواضيع الحالية.
- من خلال قراءة الصحف، يمكنك التعرف بشكل أوضح على ما يحدث في بلدك والعالم.
أسماء الصحف والمجلات المصرية
- تزعمت قائمة الصحف المصرية المعتمدة كل من: “الأهرام، الأخبار، الجمهورية، دار الهلال، روز اليوسف، أكتوبر، وكالة أنباء الشرق الأوسط، الوطن، الشروق، التحرير، اليوم السابع، المصري اليوم، المال، الفجر، صوت الأمة، الكرامة، الأسبوع، البورصة، والسوق العربية”.
- شملت القائمة أيضاً “الأنباء الدولية، فيتو، أموال الغد، المصريون، الفتح، المصرية، الزهور، نهضة مصر، عالم المال، النهار، وكالة الأنباء الألمانية، وكالة الأنباء الإسبانية، وكالة الأسوشيتد برس، وكالة الأنباء الكويتية، ووكالة أنباء الصين”.
- بالإضافة إلى ذلك، ضمت القائمة “الصباح، العقارية، المشهد، الإذاعة والتليفزيون، الشرق، وكالة رويترز، الرأي العام، الراية القطرية، الجيل، الوطني اليوم، العالم اليوم، العمل، التوحيد، الوفد، وطني”.
- كما تضمنت “الخميس، العمال، الحياة الدولية، النبأ، المختار الإسلامي، شباب مصر، الدستور، الفرسان، صوت الملايين، الجماهير، الحرية والعدالة، الغد، جيل الغد، الشرق الأوسط، الموجز، أخبار الصعيد، مجلة العمل، الشارع، صوت البلد، 24 ساعة، اليوم، الأهالي، الجمهوري الحرير، البديل، الديار، الطريق، شعب مصر”.