يعتبر مرض الكواشيوركور من الأمراض الشائعة في المجتمعات ذات الدخل المنخفض، حيث ينجم عن نقص شديد في البروتين الذي يحتاجه الجسم للحصول على الأحماض الأمينية الضرورية للنمو. ومصطلح “كواشيوركور” هو مصطلح أفريقي يعني “الطفل المعزول”. في هذا المقال، سنتناول مرض الكواشيوركور الذي ينتشر في البلدان الفقيرة، مع التركيز على أسبابه وطرق علاجه.
أسباب مرض الكواشيوركور
يعد نقص البروتين من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى هذا المرض؛ إذ يحتاج الجسم إلى البروتين لنمو وتجديد الخلايا. في العديد من الحالات، يفتقر الأطفال إلى البروتين نتيجة لنقص التغذية الناجم عن المجاعات وسوء الظروف الاقتصادية.
يُلاحظ انتشار هذا المرض في المناطق الفقيرة، لا سيما في الهند والدول الأفريقية النامية، بالإضافة إلى بعض دول أمريكا الجنوبية. كما قد يحدث المرض بسبب ولادة النساء بشكل متتابع، مما يحرم الأطفال من الحصول على تغذية كافية من خلال الرضاعة.
أعراض مرض الكواشيوركور
بعد استعراض الأسباب التي جعلت من مرض الكواشيوركور مشكلة تبرز في البلدان الفقيرة أكثر من غيرها، ننتقل الآن للحديث عن الأعراض المرتبطة بهذا المرض من خلال النقاط التالية:
- تظهر على الطفل بطء شديد في النمو، حيث يكون حجمه وصحته أقل مقارنةً بأقرانه.
- تتغير ملامح الجلد والشعر، ويتحول لونهما إلى لون يشبه الصدأ.
- ينجم عن المرض ضعف في جهاز المناعة، مما يزيد من عرضة الطفل للإصابة بالفيروسات والأمراض.
- يمكن أن يؤدي المرض إلى فقر الدم نتيجة لنقص الحديد الموجود في الأطعمة الغنية بالبروتين.
- يشعر الطفل بالتعب والإعياء، كما تظهر أعراض الإسهال وتورم البطن.
- تتعرض شعيرات الشعر والأظافر للهشاشة.
- تكون بشرة الطفل جافة وشاحبة، وقد تظهر فيها الالتهابات والقشور.
- يكون جسم الطفل عُرضة للهزال والضعف بشكل ملحوظ.
- قد يواجه الطفل صعوبات في التواصل، حيث لا تظهر لديه ردود فعل تجاه المواقف المضحكة أو الحزينة.
- تكون أطراف الطفل باردة، ويفقد الإحساس بالألم.
مضاعفات مرض الكواشيوركور
يُعتبر مرض الكواشيوركور مرضًا خطيرًا للغاية، وقد يؤدي إلى فقدان الأرواح إذا لم يتم معالجة الأعراض بشكل سريع وفعال. تشمل المضاعفات المحتملة ما يلي:
- قد يتعذر على الطفل استكمال نموه بشكل صحيح حتى بعد تلقي العلاج.
- يمكن أن يؤدي إهمال الأعراض إلى تطور إعاقات جسدية وعقلية مزمنة.
- قد تسبب المضاعفات حالات صدمة أو غيبوبة، مما قد يؤدي إلى الوفاة.
علاج مرض الكواشيوركور
يتضمن علاج مرض الكواشيوركور في البلدان الفقيرة زيادة تناول الأغذية الغنية بالبروتين، وخاصة خلال المراحل الأولى للمرض. يعمل الأطباء على زيادة كمية البروتينات والسعرات الحرارية تدريجيًا لضمان أن الجسم يتكيف مع التغذية السليمة بعد فترة من النقص.
قد يُوصى الأطباء أيضاً باستخدام بعض المكملات الغذائية الغنية بالفيتامينات والمعادن. وفي الحالات الأكثر حدة، قد تكون هناك حاجة لاستخدام محاليل معالجة الجفاف والمضادات الحيوية للتصدي للعدوى، حتى تهدأ الأعراض.
بهذا، نكون قد استعرضنا موضوع مرض الكواشيوركور الذي يعاني منه الأطفال في البلدان الفقيرة، موضحين أسباب انتشاره، الأعراض التي يسببها، والمضاعفات المحتملة، بالإضافة إلى طرق العلاج التي يمكن أن تخفف من حدة الأعراض.