أركان علم البيان
يتكون علم البيان من ثلاثة أركان رئيسية: التشبيه، المجاز، والاستعارة.
التشبيه
التشبيه يعني التماثل بين شيئين في جانب واحد أو عدة جوانب مشتركة. على سبيل المثال، عندما نقول “خَدٌّ كالورد”، فنحن نشبه الخد بالورد بناءً على أن كلاهما يتمتع بحمرة ونضارة. ويتألف التشبيه من أربعة أركان كما يلي:
- المُشبّه: وهو العنصر الذي نرغب في تشبيهه بشيء آخر، مثل “الفتاةُ مثلُ البدرِ في جمالِه”.
- المشبّه به: هو الشيء الذي يتم استحضاره لتشبيه العنصر الأول، على سبيل المثال “الفتاةُ مثلُ البدرِ في جمالِه”، ويطلق على المشبه والمشبه به “طرفي التشبيه”.
- أداة التشبيه: تستخدم لإبراز الشبه، مثل الكاف أو مثل أو يضاهي، كما في “الفتاةُ مثلُ البدرِ في جمالِه”.
- وجه الشبه: هو الصفة أو الصفات المشتركة بين المُشبه والمُشبه به، مثلاً في “الفتاةُ مثلُ البدرِ في جمالِه”.
أما أنواع التشبيه فهي على النحو التالي:
- التشبيه التام: حيث تتوافر فيه جميع أركان التشبيه، مثل: الحقد كالنار في اشتعاله.
- التشبيه المُرسل: الذي يتضمن أداة التشبيه، على سبيل المثال: الحقد كالنار في اشتعاله، وأداة التشبيه هنا هي الكاف.
- التشبيه المُؤكد: حيث يتم حذف أداة التشبيه، مثل: الحقد نارٌ في اشتعاله، حيث شبهنا الحقد بالنار دون ذكر الأداة.
- التشبيه المُجمل: الذي يحذف فيه وجه الشبه، كما في: الحقد كالنار، حيث لم توضح الجملة وجه الشبه بين الحقد والنار.
- التشبيه المُفصّل: الذي يتضمن ذكر وجه الشبه، مثال: الحقد كالنار في اشتعاله.
- التشبيه البليغ: الذي يحذف فيه وجه الشبه وأداة التشبيه، مثل: الحقد نارٌ.
المجاز
المجاز يشير إلى استخدام كلمة تحمل معنى غير معناها الأصلي نتيجة لعلاقة خاصة بينهما. ومن أكثر علاقات المجاز شيوعًا ما يلي:
- الجُزئية: حيث نستخدم اسم الجزء للدلالة على الكل، مثل قوله تعالى: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}، حيث يُقصد تحرير العبد من عبوديته، والدليل هنا “الرقبة” الذي يدل على الكل.
- الكُليّة: وهي عكس العلاقة السابقة، حيث يُستخدم اسم الكل للدلالة على جزء منه، كما في {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم}، حيث تُشير “أصابعهم” إلى الأطراف وليس الأصابع كاملة.
- السببيّة: تشير إلى التعبير عن السبب بينما نحن نعني المسبب، كما في “رعينا الغيث” أي المطر، إذ أن المطر هو سبب نمو النبات وليس النبتة نفسها.
- المُسببيّة: حيث يُذكر المسبب ويُعبر عن السبب، مثل: “أمطرت السماء نباتًا” حيث يُشار بالنبات إلى الغيث.
- المحليّة: تعني ذكر اسم المحل للدلالة على ما يحدث فيه، كما في {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ}، حيث تعني كلمة “نعيم” الحالة الموجودة في الجنة.
- الحالّية: تختلف عن العلاقة السابقة، إذ يشار إلى الحال بينما يُقصد بالمحل، كما في: الناس مزدحمة، حيث يُقصد بالشوارع المزدحمة بالناس.
- اعتبار ما كان: حيث يُطلق على الشيء الاسم الذي كان عليه، كما في قوله تعالى: {وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ}، حيث المقصود هم الذين كانوا يتامى.
- اعتبار ما يكون: حيث يُستخدم الاسم الذي سيصبح عليه الشيء، كما في قوله تعالى: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا}، إذ أن الذي سيتم عصره هو العنب الذي سيصبح خمرًا.
الاستعارة
الاستعارة تعني تشبيهًا بليغًا يتم فيه حذف أحد طرفي التشبيه. وتقسم الاستعارة إلى نوعين:
- الاستعارة التصريحية: حيث يتم حذف المشبّه ويُذكر المشبّه به، كما في: (نسي الطين ساعة أنّه طين)، حيث شبه الشاعر الإنسان بالطين، لكنه حذف المشبّه.
- الاستعارة المكنية: حيث يتم حذف المشبّه به ويُذكر المشبّه، كما في: حدثني التاريخ عن أمجاد أمّتي فشعرت بالفخر، إذ الأصل هو الإنسان المتحدث ولكنه لم يُذكر مباشرة.