أحكام قص الشعر في الشريعة الإسلامية
تنقسم أحكام الشعر في الإسلام إلى ثلاثة أقسام رئيسية كما يلي:
- الشعر الذي تمّ الأمر بإزالته لكل من الرجل والمرأة، ويشمل شعر الإبط، شعر العانة، وشعر الشارب بالنسبة للرجال والنساء. يُفضل إزالة شعر الإبط عن طريق النتف أو القص أو باستخدام وسائل أخرى. وأما بالنسبة للشارب، فالسنة تقضي بقصّه، ويُستحب إزالته كل أربعين يوماً.
- الشعر الذي يجب تركه والتجنب من التغيير فيه، مثل شعر الحاجبين ولحية الرجال. لا يُسمح بالقص أو أي نوع من التغيير في هذا النوع من الشعر.
- الشعر الذي لم يتم تحديد حكم له في الشريعة، كالشعر الموجود على السيقان والصدر والظهر، حيث يجوز قصّه أو تركه دون أي إشكال.
أحكام قص الشعر للنساء
لا توجد نصوص شرعية تمنع قص الشعر للمرأة، لذلك لا يُعتبر هناك مانع قانوني من القيام بذلك، خصوصاً إذا كان الهدف من القص هو التزيين للزوج أو تقليل نفقات العناية بالشعر الطويل، وغيرها من الأسباب المقبولة. إن الأصل في العادات هو الجواز ما لم يكن هناك دليل على التحريم. وقد حدد العلماء بعض الحالات التي يُمنع فيها قص الشعر بالنسبة للمرأة، ومنها:
- عندما يكون القصد من قص الشعر هو التزين للأجانب.
- إذا تم قص الشعر بشكل يُشبه قصات الرجال.
- في حالة التشبه بالكافرين أو الفاجرين.
- إذا قامت بقص شعرها دون الحصول على إذن زوجها.
- إذا قام رجل بقص شعرها.
أحكام قص الشعر للرجال
تشير الشريعة الإسلامية إلى النهي عن قزع الشعر، الذي يعني أخذ بعض الشعر وترك البعض الآخر. يُعرف القزع بأنه تقصير بعض أجزاء الشعر دون تنسيق. وذكر ابن القيم – رحمه الله – أربعة أنواع من القزع؛ الأولى هي حلق مواضع متفرقة من الشعر بدون تنظيم، والثانية هي حلق الجوانب وترك منتصف الرأس، والثالثة هي حلق منتصف الرأس وترك الجوانب، والرابعة هي حلق مقدمة الشعر وترك مؤخرته. وقد اختلف الفقهاء في حكم القزع وطرحوا رأيين:
- ذهب بعض العلماء إلى كراهته، وهو رأي الحنابلة والشافعية، إلا أنهم يعتبرون القزع محرمًا إذا كان الغرض منه التشبه بالكفار أو الفساق نظرًا لحرمة التشبه بهم.
- ذهب فئة أخرى من العلماء إلى حرمة القزع، مستندين إلى حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – الذي نهى عنه، والأصل في النهي هو الدلالة على التحريم.
