طرق التعامل مع الضغوط النفسية

الضغوط النفسية

يتعرض الإنسان خلال حياته لجملة من التجارب والخبرات المتنوعة، الأمر الذي يجبره على مواجهة بعض المواقف القاسية وغير المرغوب فيها. هذه المواقف قد تتسم بالتحدي والصعوبة، مما يؤدي إلى زعزعة التوازن والاستقرار النفسي والجسدي للفرد. وبالتالي، قد يتسبب ذلك في العديد من الاضطرابات النفسية نتيجة تعرض الشخص لضغوط متواصلة أو مفرطة. لذلك، فإن تعلم أساليب وطرق استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية أصبح محور اهتمام كبير من قبل مختصي الصحة النفسية والمهتمين بهذا المجال.

تعريف الضغوط النفسية

تفاوتت تعريفات الضغوط النفسية بحسب السياقات والمجالات المختلفة؛ ولكن جميع التعريفات تشترك في توضيح جوانب متنوعة للضغوط النفسية. ومن أبرز هذه التعريفات:

  • تعريف هانز سيلي: يعد الضغوط النفسية استجابة غير نوعية يقوم بها الجسم تجاه أي متطلبات أو أحداث خارجية بغرض التكييف مع احتياجات البيئة عبر استخدام أساليب جديدة لجهاز المناعة.
  • تعريف مونتا لازاروس: يعرف الضغوط النفسية كحالة تنجم عن عدم تحقيق التوازن بين المطالب البيئية والموارد التكييفية للفرد.
  • تعريف علي اسماعيل علي: يشير إلى الضغوط النفسية على أنها استجابة داخلية لما يستشعره الفرد من مؤثرات داخلية أو خارجية تؤدي إلى تغيير توازنه الحالي، مع وجود نوعين من الضغوط: الضغط الإيجابي الذي يعزز أداء الفرد ووظائفه، والضغط السلبي الذي يُضعف قدرة الفرد على أداء مهامه.

طرق التعامل مع الضغوط النفسية وأساليب مواجهتها

تمثل الاستجابة السلبية للضغوط النفسية التي قد يبديها بعض الأفراد تهديدًا كبيرًا لاستقرارهم النفسي، حيث عدم القدرة على التكيف مع صعوبات الحياة يؤدي إلى عجز في ممارسة الأنشطة اليومية الروتينية وانخفاض مستوى الدافعية للعمل. ويمكن تعريف مواجهة الضغوط النفسية بأنها مجموعة من الوسائل والأساليب التي تسهل عملية التكيف مع الظروف والمثيرات البيئية الخارجية. كما تشمل تعلم أنماط سلوكية تسهم في حل المشكلات والسيطرة على الضغوط، وبالتالي تقليل آثارها السلبية. من أبرز طرق مواجهة الضغوط النفسية تشمل:

تنمية الوعي الذاتي

يتم ذلك من خلال تحقيق حالة من السيطرة على المشاعر والانفعالات، مع الوعي بحقوق الفرد وواجباته. تشمل النقاط الرئيسية التي تعالج هذا الجانب:

  • تنمية الاهتمامات الشخصية خارج نطاق العمل، مثل الانخراط في أنشطة وفعاليات بديلة تساهم في تحويل الفرد بعيدًا عن بيئة العمل الضاغطة، مما يسهم في خلق بيئة إيجابية
  • ممارسة التمارين البدنية، حيث تعد الأنشطة الرياضية وسيلة فعالة لمساعدة الجسم على مقاومة الضغوط المختلفة والتكيف معها.
  • إعادة تقييم المعرفي، فإعادة برمجة عملية تفسير الأحداث السلبية وتحليلها بطريقة إيجابية يمكن أن تساعد في التخفيف من الضغوط النفسية.

تصنيف كوتن لاستراتيجيات مواجهة الضغوط

ظهرت عدة طرق وأساليب وضعها العلماء لتصنيف استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية، ومن أبرزها خريطة كوتن التي تحتوي على الاستراتيجيات التالية:

  • استراتيجيات فسيولوجية تركز على المشكلة: Tستخدم هذه الاستراتيجيات عندما يكون مصدر الضغوط فسيولوجيًا، مثل المرض المزمن، وتتضمن تعديلات على أنماط الحياة.
  • استراتيجيات معرفية تدور حول المشكلة: تُستخدم لتعديل كيفية إدراك الأفراد للمواقف الضاغطة وطرق تحليلها، مما يساعد على معالجة الأساليب التفكير غير السليمة.
  • استراتيجيات سلوكية تركز على المشكلة: تهدف لتعديل كيفية تعامل الأفراد مع المواقف الضاغطة وتطوير مهارات جديدة.
  • استراتيجيات فسيولوجية تتعلق بالانفعالات: تهدف لمساعدة الأفراد على التعامل مع الأعراض الفسيولوجية الناتجة عن الضغوط، مثل التدريب على الاسترخاء.
  • استراتيجيات سلوكية تتعلق بالانفعالات: تهدف لتعليم الأفراد أساليب التكيف مع الضغوط، كاستخدام المرح والمزاح لتخفيف الردود القاسية.

أضرار الضغوط النفسية على الصحة الجسدية

للضغوط النفسية آثار جانبية عديدة تؤثر سلبا على الصحة الجسدية، حيث إن الإجهاد والضغوط المختلفة تؤثر على العضلات وتسبب تشنجات وآلاما قد تكون صعبة العلاج، خاصة في مناطق مثل الكتف والرقبة. يُمكن أن يؤدي التعرض لفترات طويلة للضغوط والتوتر إلى أعراض مزمنة مثل الصداع النصفي المزمن. كما أن الضغوط تؤثر سلبًا على الأوعية الدموية والقلب، حيث إن ارتفاع ضغط الدم وزيادة نبضات القلب الناتجة عن التوتر تجعل الأفراد أكثر عرضة للسكتات الدماغية والنوبات القلبية.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *