تُعَدُّ أعراض قرحة المعدة من المواضيع الشائعة التي تثير قلق الكثيرين، حيث تعتبر القرحة هي عبارة عن فتحات تتشكل في بطانة المعدة أو الأمعاء الدقيقة، وتترتب على هذه الحالة مجموعة من الأعراض التي تختلف في شدتها وطبيعتها. في هذا المقال، سنستعرض أعراض قرحة المعدة بشكل تفصيلي.
قرحة المعدة هي تلف يحدث في الغشاء المخاطي المحيط بالمعدة، حيث تقوم المعدة بإفراز أحماض خاصة تساهم في هضم الطعام، ولكن لحماية نفسها من تأثير هذه الأحماض، تكون محاطة بغشاء مخاطي خاص. في حال حدوث أي اختلال في التوازن بين هذه الأحماض والغشاء، فإن ذلك قد يؤدي تدريجيًا إلى تآكل هذا الغشاء، وبالتالي تظهر القرحة. تتفاوت شدة القرحة وأبعادها، فقد تكون صغيرة أو كبيرة، لكن تجدر الإشارة إلى أن الألم المرافق لها يكون عادة شديدًا، وفي بعض الحالات قد يتحول إلى نزيف.
من بين الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى حدوث قرحة المعدة، نجد أن البكتيريا المعروفة باسم “هليكوباكتر بيلوري” تلعب دورًا كبيرًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بكثرة قد يسهم أيضًا في ظهور هذه الحالة. ومن العوامل الأخرى التي تساهم في تفاقم الأعراض، الإفراط في تناول الأطعمة الحارة أو المتبلة.
أعراض قرحة المعدة بالتفصيل
بعض الأشخاص قد يصابون بقرحة المعدة دون ملاحظة أعراض واضحة، مما يجعل الاكتشاف متأخرًا، وعادةً ما تظهر الأعراض بشكل جلي عند وقوع نزيف. تتباين هذه الأعراض وفقًا لمدى تقدم الحالة، وإليكم أبرز الأعراض:
ألم حاد في البطن
- يُعَدُّ الألم في البطن من العلامات الأكثر شيوعًا للإصابة بقرحة المعدة، حيث يكون الألم قويًا ويتركز في الجزء العلوي من البطن، وقد يمتد ليصل إلى منطقة الرقبة.
- يمكن أن يصاحبه ألم في الظهر ويزداد حدته بعد تناول الطعام، وغالبًا ما يظهر بشكل متأخر في المساء مما يؤدي إلى صعوبة النوم.
- يُمكن استخدام بعض المسكنات لتخفيف الألم، ولكن سرعان ما يعود الألم بعد انتهاء مفعولها.
- يمكن التخفيف من حدّة هذا الألم من خلال تناول أطعمة ملائمة.
عسر الهضم
- يُعتبر عسر الهضم من الأعراض المرتبطة بشكل وثيق بقرحة المعدة، حيث يتسبب في شعور بالألم في المعدة أو الجزء العلوي من البطن.
- قد تحدث قرحة المعدة نتيجة لعسر الهضم، لكن الفرق بينهما هو أن القرحة تكون ناتجة عن ارتجاع أحماض المعدة إلى الأعلى دون أن يكون الألم في المعدة ذاتها.
للتعرف على مزيد من الأعراض، اقرأ:
الغثيان والإمساك
- قد توجد أعراض أخرى مصاحبة، مثل الغثيان الذي قد يصاحبه قيء.
- كما يمكن أن يُعاني الشخص من إمساك مستمر، وهو ما يزيد من الانزعاج.
البراز الأسود
- قد يظهر البراز بلون أسود أو يصاحبه دم، مما يعد علامة مهمة تدل على تفاقم الحالة.
- يتحول لون البراز إلى الأسود نتيجة لنزيف داخلي، والذي قد يسبب ضعفًا جسديًا شعوراً بالعطش والإغماء.
الشعور بحرقة شديدة
- يشعر المرضى بحرقة مؤلمة في منطقة المعدة، خاصةً عند الشعور بالجوع.
- يمكن أن تضعف هذه الأعراض بعد تناول بعض الأطعمة أو الأدوية، لكنها غالبًا ما تعود مجددًا.
بالإضافة إلى الأعراض المذكورة، توجد بعض الأعراض الأخرى مثل:
- صعوبات في التنفس بسبب تأثير القرحة على الجسم.
- الشعور بالإرهاق وفقدان القدرة على الأداء بشكل طبيعي.
- فقدان الوزن بسبب تقليل الرغبة في تناول الطعام.
- الشعور بالدوخة والصداع.
متى يجب زيارة الطبيب؟
- يمكن السيطرة على بعض حالات قرحة المعدة في المنزل، لكن يجب استشارة طبيب عند تفاقم الأعراض مثل النزيف أو الألم الشديد.
- أي تغيير في لون البراز، مثل تحول لونه إلى الأسود، يُعَدُّ مؤشراً لتدخل طبي فوري.
- إذا كان الألم في البطن يتزايد، من المهم مراجعة الطبيب لتجنب أي مضاعفات صحية.
أسباب قرحة المعدة
تُعَدُّ قرحة المعدة من الحالات الصحية المزعجة، ويتواجد عدد من الأسباب التي تؤدي إلى ظهورها:
- إصابة بعدوى بكتيريا “هليكوباكتر بيلوري”.
- الاستخدام المفرط لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الأيبوبروفين.
- الإصابة بمتلازمة “زولينجر إليسون”.
- التدخين وتأثيره السلبي.
- ضعف جهاز المناعة.
- التعرض للضغوط النفسية.
- تناول الخمور بكثرة.
- تناول الأطعمة غير الصحية.
- مستويات خطر أعلى عند حاملي فصيلة الدم O.
كيفية تشخيص قرحة المعدة
- تشخيص الحالة يعتمد على مراجعة تاريخ المريض والأعراض.
- يطلب الطبيب مجموعة من الفحوصات مثل الدم والبراز واختبار التنفس.
- قد يتطلب الأمر أيضًا إجراء أشعة سينية أو منظار لتأكيد التشخيص.
طرق علاج قرحة المعدة
- تتعدد طرق علاج قرحة المعدة، وفي بعض الحالات قد تحتاج للتدخل الجراحي.
- يجب تجنب تناول المسكنات التي تزيد من شدة الأعراض.
- استخدام أدوية تثبيط حمض المعدة مثل الأمبرازول.
- من المفيد أيضًا تناول بعض الأعشاب مثل الثوم والعرق سوس والكركم لتحسين الحالة.
الأعشاب في علاج قرحة المعدة
تُعَدُّ بعض الأعشاب من الوسائل الطبيعية المفيدة في الحد من أعراض القرحة:
الكرنب
يعتبر الكرنب من المكملات المفيدة في الوقاية من قرحة المعدة، لما يحتويه من فيتامينات، وخاصة فيتامين ج. ويفضل تناول كوب من عصير الكرنب يوميًا.
العرق سوس
- يساهم العرق سوس في تعزيز إنتاج المخاط في المعدة، مما يحمي بطانتها الداخلية.
- يُعتبر فعالًا في التخفيف من الألم الناتج عن القرحة.
- يستحسن استشارة الطبيب قبل استخدامه بسبب تفاعله مع بعض الأدوية.
الثوم
يحتوي الثوم على خصائص مضادة للجراثيم، وقد أظهرت الأبحاث العلمية أن تناوله اليومي يسهم في تقليل نشاط بكتيريا “هليكوباكتر بيلوري” التي تسبب قرحة المعدة.