العمرة وأحكامها
تُعتبر العمرة عبادة ذات فضل عظيم، حيث تسهم في تكفير الذنوب ورفع درجات العبد، وتزداد مضاعفة الأجر عند أدائها في شهر رمضان المبارك. وقد رغّب الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذه العبادة. تُعرف العمرة بأنها زيارة الكعبة المشرفة بقصد العبادة من خلال الطواف والسعي، وتُؤدّى في أي وقت من السنة مع وجود بعض الاستثناءات في بعض الأيام وفقاً لآراء بعض الفقهاء. وتشير اتفاقية العلماء إلى أن العمرة مشروعة، بينما يختلفون حول وجوبها، حيث يرى بعض الفقهاء، مثل أحمد بن حنبل والشافعي، أنها واجبة، في حين يعتبرها الغالبية، مثل أبي حنيفة ومالك وابن تيمية، سنة وليست واجبة، وقد أوضحوا أدلتهم لدعم آرائهم.
شروط وأركان العمرة
تتطلب العمرة مجموعة من الشروط التي يجب توفرها في الشخص الذي ينوي أدائها، وهي: يجب أن يكون مسلماً، بالغاً، عاقلاً، وأن يتمتع بالحرية، بالإضافة إلى القدرة والاستطاعة. أما بالنسبة لأركان العمرة، فهي تتكون من ثلاثة عناصر أساسية، وهي:
- الإحرام بنية الدخول.
- الطواف حول بيت الله الحرام.
- السعي بين الصفا والمروة.
واجبات العمرة وما يُستحب فيها
تتضمن العمرة ثلاثة واجبات رئيسية، وفي حال ترك أحدها، يتعين على المعتمر دفع دم كتعويض. تبدأ هذه الواجبات بالإحرام من الميقات، أما إذا كان المعتمر داخل الحرم، فيجب عليه أن يبرز شعائر الحل، إلى جانب التجرد من الملابس المخيطة، وهو واجب مخصص للرجال، بالإضافة إلى الحلق أو التقصير للشعر. أما الأمور المستحب القيام بها أثناء العمرة، فهي عديدة، ومنها: تقليم الأظافر، والتطيب، والاغتسال قبل الإحرام، وبعده يُستحب التلبية بصوت مرتفع للرجال، وتقبيل الحجر الأسود طالما أن ذلك لا يُسبب ضرراً، مثل الزحام. يجب على الرجال أيضاً كشف كتفهم الأيمن واحتساب السرعة في أول ثلاثة أشواط من الطواف، مع الإكثار من الذكر والدعاء، وإنهاء الطواف بصلاة ركعتين. وفيما يتعلق بالسعي بين الصفا والمروة، يُستحب للمعتمر أن يصعد على الصفا ويقول: “نبدأ بما بدأ الله”، والهرولة بين العلمين الأخضرين، إضافةً إلى الإكثار من الذكر.