أشعار تشجع على التحلي بمكارم الأخلاق

تأمل في أخلاق الرجال رغم الزمن

يقول محمود سامي البارودي:

تأملوا في أخلاق الرجال، فهي إذا نمت

عدّ أربعة منها تتفوق على الجميع

واتزان بلا تكبر، وعفو بلا أذى،

وجود بلا إنتقاص، وحلم بلا إذلال.

لا تذكروا الأخلاق بعد انحيازكم

يقول حافظ إبراهيم:

لا تذكروا الأخلاق بعدما انحيازكم!

فمصابكم ومصابنا سواءٌ،

لقد حاربتم أخلاقكم لتقاوموا

أخلاقنا، فتلقت الشعبين الألم.

بنيتم أسس ملككم على الأخلاق

يقول حافظ إبراهيم:

لقد بنيتم أسس ملككم على الأخلاق،

فكان لكم بين الشعوب هيبة.

فما لي أرى الأخلاق قد شابت قرونها،

وتسللت إليها الضعف، وظهرت المشاكل.

أخاف عليكم من عثرة بعد نهضة،

فليس لسلطة الظالمين بقاء.

لقد ضيعتم عهداً لو رعيتم وُدَاده،

لما قامت بين الأمتين خصومة.

أبعد انحياز لا رعاه الله عهده،

وبعد الجروح المؤلمة، يكون الوئام؟

إذا كان في حسن التفاهم موتنا،

فلا يلام باغي الحياة.

إنما تُميز الناس بأخلاق تعاش

يقول أبو العلاء المعري:

إنما تُميز الناس بأخلاق تعاش،

فإنهم عند سوء الطبع، أسوأ.

أو كان كل بني حواء يبدو كهيكلي،

فبئسما ولدت في الخلق حواء.

بعدي عن الناس براء من سقامهم،

وقربهم، للحكمة والدين، أدواء.

كالبيت المهدم، لا أيطان تدركه،

ولا دعم، ولا في الحديث إزهاق.

نوديت، ألويت، فانزل، فلا أحد جاء،

سيري لوي الرمل، بل نحو النبت إلواء.

وذاك أن سواد الفؤاد غيّره،

في ضوء عظيمة من بياض الشيب.

إذا طلعت نجوم قتيبة في الدجى،

فللجفون، من الإشفاق، أنواء.

الصبر من سمات الأخلاق، فاصبر

يقول اللواح:

الصبر من سمات الأخلاق، فاصبر،

يا نفس لو كان طعم الصبر ذكياً.

من لا يرضى بالأقدار أرغم نفسه

على المكاره قسراً، والعمر مقضي.

من لم يذكر نفسه من عقله عبراً،

أصبح مظلة للأغراض والتبصر.

من لم يُدبره فكر مثمر ونهي،

أمسى بلا ورق عوداً ولا ثمر.

ومن لم يقس مجاري الأحداث به،

لقي الخطوب بلا نظر.

من ليس عليه هادٍ عقل كامل،

صعبت عليه طرق النجا ولم يحر.

ولم ير غائيات الأمور حاضرةً،

لديه تنذر بالإذلال والصغر.

من ملك الحرص، مهما عاش قيوده،

يجره للمورد المستصعب الصدر.

من لا يجمع خيرًا زاد عاقبته،

رأى الهوان وشر الهون في السفر.

من لم يكن عالماً بنهاية الموت،

كانت طرق النجاة غير مدروسة.

يا أيها الجاهل المغرور في زمن،

يريك طول القلق والحزن في الكبر.

تسهو وتلهو وترجو ما تأمل،

هيهات لا يُنظر المنظور ذو العور.

تجمع المال ومثالاً مموّجاً،

لزوجتك التي لا تحبها تجري.

وزوجة ابنك أو بنتك يا،

غر وهم لك كان كالسعاف في الحفر.

لو كنت ذا بصيرة أو كنت ذا نظر،

لم ترض ذلك، لست صاحب بصيرة.

أو كنت معتبرًا بالسالفين لما،

رضيت ذلك لكنك غير معتبر.

أراك دينك ترضى أن يُكتب فيه،

قدر وثوبك مغسول من القذر.

ترجو النجاة ولم تسلك لها سبلًا،

لا تنزل الشمس في برج من المدر.

وتسأل الله أن تحظى بتوبته،

وأنت تعمل ما يقربك من الشقاء.

وتدعي المحبة للخالق، وأنت له،

أعدى أعدائه بالعصيان والخطر.

لو كان قولك حقًا لما أطعت الهوى،

إبليس ونفسك والدنيا جملة غرر.

أخلصت دينك للمغرور لكنك،

ترجو ما لا يُستجاب بالغرر.

فأنت كالمتمني قبض مرتفعٍ،

في النجوم، ففاز الكف في الدبر.

ويل لمن كانت صنائعه طيبة،

فاستمر يعاني معذرة عندما يغضب.

ليس العمى بعمى العينين بل بعمى،

عمى القلوب عن المعقول والمفكّر.

فالعقل نور، فإذا لبست،

أطرافه الظلام، لن يُعطى نور.

ها نحن في هذه الدنيا نرتادها،

لننظر بها في الدقائق الغير مدروسة.

وإنما هذه الدنيا رياض مُني،

ونحن، كالأغنام، نرعى يانع الزهر.

والموت كالحابل، نتوقعه،

كالخيوط المُقنَّعة في عمق الحفر.

موت الوعول وموت الأسد خادعًا،

إلا كموت ظباء الخنس العفر.

إلام نحن نمضي في سُبل الهوى،

عن التوبة، ونسرع لنحو القمر.

فالحب قائدنا والموت سائقنا،

عن من نحب من الأتراب والأثر.

فسوف نتركها حمى مُجتمعةً،

سنحرمها ولو قلامة الظفر.

فما جمعناه للدنيا مُتفرق،

وما عمرناه فيها لن يُعمر.

والإنسان ما عاش أسر الحوادث به،

وإن ثوى، صار رهن الطين والحجر.

وكل عاقبةٍ إلا إلى جحيم،

أو جنة مع ملكٍ عز مقتدر.

يا سامعًا دعوات التائبين له،

إليك أبت فهبني تخفيف وزري.

لعل من نظرات الرحمة تُعينني،

مما بها في غدٍ يقوى سنا بصري.

وعلها رحمة ביום العودة له.

ألا إن أخلاق الفتى، كزمانه

يقول أبو العلاء المعري:

ألا إن أخلاق الفتى كزمانه،

فمنهم بِيضٌ، في العيون، وسود.

وتأكلنا الأيام، فكأنما

تجري بنا الساعات، كأنها أسود.

وقد يَخمل الإنسان في شبابه،

وينتبه من بعد النهايات.

فلا تحسدن يوماً على نعمة،

فحسبك عاراً أن يقال: حسود.

لما وجدت مكارم الأخلاق

يقول مصطفى وهبي التل:

ما وجدت مكارم الأخلاق

في الدنيا إلا كلامًا.

ورأيت أن المين والتدل

ليس أوفى بالمرام.

حررت نفسي من قيود

الفضل في عرف الكرام.

وزججتها في زمرة المتصع

لكني مع الطغام.

وأهبت بالساقي أن أسرع

بالسلافة يا غلام.

وأدر على الندمان حتى

يثملوا كأس المدام.

فالناس عندهم الفضيلة

كالرذيلة بالتمام.

إن القداسة لو تيقنا يا

شيخ من وقع السهام.

ما استهدف البيت الحرام

لما ترى وخلاك ذام.

ولما أتاك حديث شعب

في شعاب منى مضام.

فاقصر حديث الفقه

يا عبود لا تزدالملام.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *