تُعتبر الآيات القرآنية التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الكريم من أفضل الوسائل لهداية الأشخاص. ومن الطرق الفعالة في هذا المجال هي قراءة القرآن على الماء ثم تقديمه للشخص المعني ليشرب منه.
ينبغي قراءة سورة الفاتحة وتكرار آية “أهدنا الصراط المستقيم” من 70 إلى 313 مرة، ثم الدعاء للشخص بالقول: “اللهم اهدي فلان إلى الصراط المستقيم، يا الله، يا من تقول للشيء كن فيكون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.”
أهمية الدعاء بالهداية لشخص
يستحسن أن يتقدم الشخص بالدعاء بالهداية لمن حوله، فيجب عليه أن يسأل الله عز وجل أن يهدي أولاده وزوجته، كما يمكن للمرأة أن تدعو الله أن يهدي زوجها.
الهداية هي تلك المشاعر الرحيمة التي يزرعها الله في قلب الإنسان للعودة إليه ردًا جميلاً.
هناك العديد من الأدعية والآيات القرآنية التي تُثبت أهمية الدعاء بالهداية لشخص. وقد قال الله تعالى: “إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين.”
إن الهداية تُعد من مشيئة الله عز وجل، حيث إنه يعطف على من يُريد هدايته ويرزقه حال التعفف، بينما يضل من يشاء دون هادي له. لذا، ينبغي علينا السعي وراء الأسباب.
نقوم بدعوة الشخص للهداية من خلال الآيات القرآنية أو الدعاء له بالهداية، ودعاء الله للمحافظة له على الاستقامة والثبات في الصراط المستقيم.
إن طلب الهداية لنفسك أو لأحد ما يُعتبر من الأمور الهامة.
قال الله سبحانه وتعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون.”
وقال ابن مسعود رضي الله عنه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراطك المستقيم.”
آيات قرآنية لهداية شخص
توجد العديد من الآيات القرآنية التي تبرز أهمية الدعاء بالهداية لنفسنا أو لمن حولنا. والله يهدي من يشاء بإرادته. الآيات ذات الصلة بالهداية تشمل:
- قال تعالى: “فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم” (سورة البقرة: الآية 213).
- وهذا يعني أن الله يهدي المؤمنين إلى صراطه فيما يختلفون فيه.
- قال تعالى: “ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء” (سورة البقرة: الآية 272).
- أنت لا تهدي أحدًا، ولكن الله يهدي من يشاء.
- قال تعالى: “والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم” (سورة يونس: الآية 25).
- إن الله يدعو إلى الحق ويهدي من يريد إلى صراطه المستقيم.
- قال تعالى: “وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء” (سورة إبراهيم: الآية 4).
- أرسل الله الأنبياء لهداية البشر، وهو أعلم بمن اهتدى ومن يضل.
- قال تعالى: “ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء” (سورة النحل: الآية 93).
- إن الله لو أراد لهدانا جميعًا، لكنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء.
- قال تعالى: “لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم” (سورة النور: الآية 46).
- أنزل الله هذه الآيات ليبين الهدى ويهدّي من يشاء إلى صراط مستقيم.
- قال تعالى: “إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين” (سورة القصص: الآية 56).
- إن الله يهدي من يشاء بتقديره وإرادته.
- قال تعالى: “أفمن زين له سوء عمله فراه حسنًا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء” (سورة فاطر: الآية 8).
- إن الله يهدي من يشاء فلا تحزن على القوم الكافرين.
آية قرآنية عن الهداية من سورة المدثر
قال تعالى: “وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم الافتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانًا. ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلًا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر” (سورة المدثر: الآية 31).
إن الله عز وجل يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وهذا الأمر يزرع الخوف والرهبة في قلوب الكافرين ومن في قلوبهم مرض.
آيات قرآنية لهداية الابن العاق
إن عقوق الوالدين من أبشع الأمور التي قد يرتكبها المسلم.
لقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن مجرد قول “أف” للأب والأم، وعلينا الدعاء بالهداية للابن العاق.
قال تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا (أُفٍّ) وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا” (سورة الإسراء: الآية 23).
يمكن الدعاء للأبناء بأدعية مثل: “اللهم قر عيني بأولادي ولا تريني فيهم بئسًا يبكيني، اللهم اهديهم برحمتك وأصرف عنهم شر الشيطان وشركه، اللهم ردهم إليك ردًا جميلًا وأحفظهم يوم العرض عليك” أو “اللهم أهدي لي أبنائي فهم كل ما أملك في دنياي، اللهم لا تجعل في قلوبهم ذرة حقد أو قسوة أو حزن، اللهم لا تنسيهم فضلك واجعليهم من المهتدين يا رب العالمين، اللهم إني أسألك باسمك أن تغفر لهم وتردهم إليك ردًا جميلًا”.
أهمية الدعاء بالهداية في الإسلام
إن الدعاء للهدى يُعد من الأمور الهامة، فقد كان رسول الله دائمًا ما يدعو بالهداية لنفسه.
وقد كان يقول دائمًا: “يا مقلّب القلوب، ثبّت قلبي على دينك”، لأن قلب الإنسان يمكن أن يتقلّب بين الإيمان والكفر، نعوذ بالله.
لذلك، كان النبي يُلح على الله عز وجل بأن يُثبته على دينه، بالدعاء: “اللهم اهدني وسددني”.
وقال الله تعالى: “ربنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب” (سورة آل عمران: الآية 8).
تُعد هذه الآية من الأدعية الشائعة بين أهل العلم، حيث يُناجي بها المسلم ربه لعدم تحريف قلبه عن الإيمان.
كما قال تعالى: “الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم أهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين” (سورة الفاتحة: الآية 7)، ونسأل الله الهداية إلى الصراط المستقيم.
أدعية للهداية لشخص ما
- اللهم إني أسألك الهداية والعفة لفلان.
- اللهم اغفر له كل شيء ورده إليك ردًا جميلًا.
- اللهم يا عزيز يا جبار يا خالق الأنهار، اهدِ فلان واجعل قلبه يخشع لتقواك.
- اللهم يا مقلّب القلوب، ثبّت قلب فلان على دينك.
حكم الدعاء بهداية شخص معين
الدعاء بهداية شخص معين جائز شرعًا، ولا يُعد اعتداء بأي شكل من الأشكال، علمًا بأن المسلم عليه الدعاء والله تعالى يجيب، لأن الهداية في يد الله. يقول الله في كتابه الكريم: “مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ”، ويقول أيضًا: “فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلَامِ”، وأيضًا: “إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ”.
