أحكام الاستعاذة
تعدّ أحكام الاستعاذة عند شروع القارئ في تلاوة القرآن الكريم موضوعًا مثيرًا للاهتمام بين العلماء، فقد اتفق معظمهم على أنها سنة مؤكدة، بينما يعتبر البعض الآخر أنها واجبة. وعلى الرغم من اختلاف الآراء، يجب أن نلفت النظر إلى وجود حالات متعددة للاستعاذة، والتي سنستعرضها بالتفصيل فيما يلي:
- الإسرار بالاستعاذة: من الضروري أن تكون الاستعاذة سرية في عدة مواضع، ومنها: خلال الصلاة سواء كانت سرية أو جهرية، وأيضاً عند تلاوة القرآن سرًا، وعند القراءة وسط مجموعة إذا لم يكن هو من يبدأ القراءة، وأيضاً إذا كان القارئ منفردًا.
- الجهر بالاستعاذة: يُستحب أن يظهر القارئ الاستعاذة في حالتين؛ الأولى عندما يقرأ القرآن جهريًا في وجود مستمعين، والثانية إذا كان في موقف تعليمي أو دراسي وكان هو أول المتحدثين.
أحكام البسملة
تُعتبر البسملة في بداية كل سورة من سور القرآن الكريم سنة مؤكدة، باستثناء سورة براءة. وقد اتفق القراء السبعة على الإتيان بالبسملة في مطلع كل سورة، سواء كان البدء بعد وقف أو قطع. أي، سواء كان البدء بعد الانقطاع عن القراءة والانتقال إلى موضوع آخر ثم الرجوع إلى القرآن، أو بعد انقطاع النفس عند نهاية سورة ما بنية استئناف القراءة؛ حيث يجب حينئذٍ الإتيان بالبسملة. أما في وسط السورة، فهي مستحبة، ويجوز للقارئ أن يأتي بها أو لا، ولكن يُستحسن الإتيان بها. وفي حال رغب القارئ في قراءة سورتين، يمكنه ذلك بطرق متعددة: إما أن يتوقف على نهاية السورة الأولى ثم يُبسمل ويتوقف ثم يبدأ في السورة الثانية، أو أن يقف على نهاية السورة الأولى ويأتي بالبسملة مع وصلها ببداية السورة الثانية، أو أن يصل بين نهاية السورة الأولى مع البسملة وبداية السورة الثانية دون توقف. ولا يجوز للقارئ وصل نهاية السورة الثانية بالبسملة ثم التوقف ثم البدء في السورة الثانية. وإذا كانت السورة الثانية التي يرغب القارئ في قراءتها هي سورة التوبة بعد سورة الأنفال، فلها حالات خاصة: إما أن يتوقف عند نهاية الأنفال مع التنفس أو دونها ثم يبدأ بالتوبة، أو أن يصل الأنفال بمطلع التوبة مع مراعاة حكم الإقلاب.
أحكام التقاء البسملة مع الاستعاذة
عند البدء بقراءة السورة باستثناء سورة براءة، توجد أربعة أساليب يمكن للقارئ اتباعها؛ إما أن يتوقف عند الاستعاذة ثم يتوقف عند البسملة قبل البدء بالسورة، أو أن يتوقف عند الاستعاذة ويأتي بالبسملة مع بداية السورة وصلاً، أو أن يأتي بالاستعاذة والبسملة وصلاً ثم يتوقف قبل الاعتماد على مطلع السورة، أو أن يأتي بالاستعاذة والبسملة وبداية السورة وصلاً دون توقف على الإطلاق. أما إذا كانت السورة التي ينوي القارئ البدء بها هي سورة براءة، فلا توجد سوى حالتين: الأولى، الإتيان بالاستعاذة ثم التوقف ثم الشروع في السورة، والثانية: الوصل بين الاستعاذة ومطلع السورة دون توقف.