أدلة الفلاسفة على وجود الله
PDF
في هذا المقال، سنتناول قضية إثبات وجود الله سبحانه وتعالى من منظور الفلاسفة المسلمين، وهي مسألة تتصدر قائمة القضايا المتعلقة بفهم الإلهيات.
سنركز على نماذج من آراء فيلسوفين بارزين، أحدهما هو الكندي من المشرق، والآخر هو ابن رشد من المغرب. تابعوا موقع مقال للحصول على المزيد من التفاصيل حول أدلة الفلاسفة على وجود الله.
PDF
بالمراجع.
الحجج الداعمة لوجود الله سبحانه وتعالى
- تُقسم الحجج المتعلقة بوجود الله إلى نوعين: بديهية وأخرى تستند إلى التجربة أو الفهم العقلي.
- ومن بين الأغراض النهائية المعروفة في الطبيعة، يعتبر التفسير الكوني ضروريًا والذي يُعتبر الباعث الأول أو الفعّال.
- كما يشير هذا إلى وجود السبب الفعال، والأساس الضروري للكائنات المحتملة، والكمال الأقصى الذي تسعى الكائنات الناقصة للوصول إليه.
- وهناك أيضًا الدليل العقلي الذي يرتبط بسيادة الأشياء نحو غاياتها، والذي يُعبر عنه بالله سبحانه وتعالى. وأحد أشهر الانتقادات للحجة الكونية هو أن الظواهر التي يُفترض أن تفسرها وجود الله قد لا تحتاج فعليًا إلى تفسير.
أدلة وجود الله – سبحانه وتعالى – عند الكندي
دليل التضايف
يؤكد الكندي أنه إذا كان العالم حادثًا، فلا بدّ أن يكون له سبب أوجده، وأخرجه من العدم إلى الوجود. إذ أن كل شيء محدث له مُحدِث، كما أن كل مخلوق لديه خالقه، وكل مصنوع له صانعه.
دليل الكثرة والوحدة
في هذا الدليل، يقارن الكندي بين وحدانية الله سبحانه وتعالى وبين تعددية الموجودات. ويرى أن الله عز وجل هو الرابط بين وجود كائن ووجود كائن آخر.
دليل العناية والغائية
ينطلق هذا الدليل من فكرة أن الله سبحانه وتعالى يُعنى بكل ما خلقه، فالعالم لم يُوجد بمحض الصدفة بل يدل على عناية وغائية واضحة.
هذا الأمر يُجبر العقل على الاعتراف بوجود الله جلَّ في علاه، حيث استند الكندي إلى العديد من الآيات القرآنية التي تُثبت عناية الله وغائيته في الكون، مثل: “تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا، وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا” [الفرقان: 61].
ويستشهد الكندي أيضاً بتنظيم حركة الشمس في فلكها، حيث لو كانت الشمس أقرب إلى الأرض لاحترق الكون، وإذا كانت أبعد لجمد، مما يدل على عناية إلهية بالغائية.
دليل المشابهة
يعتمد الكندي على فكرة التشابه بين عمل النفس في الجسد وتدبير الله سبحانه وتعالى للكون. بمعنى أن النظام في جسم الإنسان يُشير إلى وجود قوة خفية غير مرئية، وهي النفس التي توجه الجسد، مما يدل كذلك على وجود مدبر للكون وهو الله عز وجل.
أدلة وجود الله – سبحانه وتعالى – عند ابن رشد
دليل العناية الإلهية
يرى ابن رشد أن كل ما في الكون مُنسجم مع وجود الإنسان، مثل الشمس والقمر وغيرها من الأشياء على الأرض. وقد خلقها الله سبحانه وتعالى بإتقان وليس بمحض الصدفة.
دليل الاختراع
- الأصل الأول: أن الموجودات مُخترعة.
- الأصل الثاني: أن كل مخترع لديه مُخترِع.
يعتبر أن السماوات تتحرك بحركة دائمة، مسخرة لنا، مما يدل على أن المسخر المأمور بالعناية هو مُخترع من غيره بالضرورة.
دليل الحركة
يعتمد ابن رشد على هذا الدليل من خلال تفحص الحركة الموجودة في الكون، مما يؤدي إلى تصور وجود محرك لتلك الحركة. فقد أدرك الفلاسفة عند تأملهم لهذه الموجودات ضرورة وجود جوهر خالٍ من المادة كفاعل ابتدائي.
يجب أن يكون هذا الجوهر فعالاً ولا يتأثر بالكلل أو التعب، مما يدل على أن هذه الموجودات لا يمكن أن تتحرك بشكلٍ عشوائي.
تابع أيضًا:
بعض الأدلة على وجود الله – سبحانه وتعالى – من القرآن والسنة
القرآن الكريم
- قال تعالى: “أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ” [الطور: 35].
- وقال أيضاً: “وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فأنى يُؤْفَكُونَ” [الزخرف: 87].
السُنّة
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم: “كلُّ مولودٍ يولَدُ على الفطرةِ فأبواه يُهوِّدانِه أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه” [صحيح ابن حبان: 129].
