يجب على كل شخص يسعى لزيادة الرزق والحصول على البركة فيه أن يدرك أن الله تعالى هو الرزاق وحده، وأن التقوى مع العمل بالأسباب هي السبيل لتحقيق ذلك.
أسباب الرزق الواسع
هناك العديد من السبل التي يمكن للمسلم اتباعها للحصول على رزق وافر، ومن أهمها:
التوكل على الله
- التوكل على الله في جميع خطوات الإنسان، حتى ينعم الله تعالى عليه بالبركة في يومه ورزقه، كما قال الله تعالى: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ).
صلة الرحم
- الحرص على صلة الرحم وزيارة الأقارب والسؤال عنهم، كما ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَه).
الاستغفار والتوبة
- كثرة الاستغفار، كما ورد في قوله تعالى على لسان نبي الله نوح: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِدْرَارًا*وَيَمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا».
الإنفاق في سبيل الله
- تعد الصدقة من الأعمال التي تجلب الرزق وتزيد البركة فيه، لقوله تعالى: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).
- كما يجب أن يكون اللسان دائم الذكر والشكر لله في كل الأحوال.
تقوى الله
- وعد الله تعالى المتقين برزق واسع في كتابه حين قال: (وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّه مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْه مِن حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ، وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّـهَ بَالِغٌ أَمْرَهُ قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا).
أسباب إضافية
- إكرام الضعفاء والإحسان إلى الناس.
- الحرص على بدء العمل مبكرًا، حيث إن البركة تكون في البكور.
- التردد بين الحج والعمرة، كما ذكر النبي: «تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة».
- الإقدام على الزواج بنية العفة عن المحرمات، لقوله تعالى: «وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّـهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ».
أسباب تقف عائقًا أمام الرزق
فضلاً عن أسباب الرزق الوفير، يجب على المسلم أن يتحلى بالوعي تجاه الأسباب التي قد تمنع الرزق، ومن أهمها:
- ارتكاب المعاصي والذنوب.
- البخل وعدم الإنفاق في سبيل الله.
- الإهمال في采取 الأسباب التي تؤدي إلى الرزق.
- التهاون في بعض الأعمال مما يجر إلى الكبائر مثل الربا والرشوة.
- عدم شكر الله تعالى على نعمه.
- عدم إخراج الزكاة المفروضة.
- ترك بعض الواجبات والانشغال عن ذكر الله.
- التساهل في أكل المال الحرام، حيث إن هذا المال يُسلب منه البركة.
- الخوض في جمع الرزق على حساب أداء الواجبات.
أنواع الرزق
يجب أن يعرف المسلم أن الرزق ليس فقط ماليًا، بل هناك أشكال أخرى من الرزق، ومنها:
رزق الإيمان
العبد المؤمن بالله تعالى هو الرابح في الدنيا والآخرة، حيث إن الرضا بالله من أفضل أنواع الرزق.
العلم
الكثير من الناس يرزقهم الله بالعلم، وقد قيل إن العلماء ورثة الأنبياء، وإذا أراد الله خيرًا لعبد رزقه الفقه في الدين.
الصحة والعافية
تعتبر الصحة من النعم الكبرى على الإنسان، فهي سر سعادته، فالعافِي يتمتع بأفضل أنواع الرزق.
المال
يشير رزق المال إلى توافر ما يلزم الإنسان ليعيش حياة كريمة ويؤدي حوائجه واحتياجات أسرته.
الزوجة الصالحة
تعتبر الزوجة الصالحة من أنواع الرزق التي يمنّ الله بها على عبده، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن “الدنيا متاعٌ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة”.
الذرية الصالحة
الأبناء الصالحون هم زينة الحياة، فهم من النعم العظيمة التي أنعم الله بها على عبده.
محبة الناس
تعد محبة الناس من الرزق الذي يشعر الحائز عليها بالرضا والسعادة، لأن الله إذا أحب عبده جعل الآخرين يحبونه.
ويمكنكم أيضًا التعرف على:
أذكار تجلب الرزق
يمكن لجميع المسلمين بدء يومهم بقراءة بعض الأذكار التي تجلب الرزق بإذن الله، ومنها:
- يا مقيل العثرات، يا قاضي الحاجات، اقضِ حاجتي وافرِّج كربتي وارزقني من حيث لا أحتسب.
- يا الله، أسألك بحقِّ مَن حقّه عليك عظيم أن تصلي على محمد وآل محمد وأن ترزقني العمل بما علمتني من معرفة حقك وأن تبسط عليَّ من رزقك.
- عن جرير رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَن قرأ (قل هو الله أحد) حين يدخل منزله نفت الفقر عن أهل ذلك المنزل والجيران”.
- اللّهم إن كان رزقي في السماء، فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقربّه، وإن كان قريبًا فيسّره، وإن كان قليلًا فكثّره، وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه.
- اللّهُمّ اجعل وجهي باليسار ولا تجعلني أسأل رزقك من غيرك، وأستعطف شرار خلقك وأبتلى بحمد مَن أعطاني، وأفتن بذم من منعني، وأنت من وراء ذلك ولي الإجابة والمنع.
- اللّهم سخر لي رزقي، وعصمني من الحرص والتعب في طلبه، ومن شغل الهم ومن الذل للخلق، اللّهم يسّر لي رزقًا حلالًا وعجّل لي به يا نعم المجيب.