أشعار الحب والشوق لجميل بن معمر وبثينة

من قصيدة ألا هلْ إلى إلمامة أن ألمها

ألا هلْ إلى إلمامة، أن ألمها

بُثينة، يوماً في الحياة، سبيلُ

وعندما ينسى الناس البحث عن عودة الشباب

وتغفل الروح عن وصلك، صديقي

فإذا سئلتِ: لا سبيلَ، فاجبيها:

عذابٌ، شغاف القلب، طويلُ

ألا، لا أُبالي بالضيق الذي يوحي به الناس إن ظهر

منّي رأيٌ، يا بُثَيْنَ، جميل

وما لم تُطيعي كاشحاً، أو تغيّري

بنا بمَن يُحب، أو كانَ منكِ قلة من الوعي

وإنّ شوقي لذكركم كثيرٌ،

بثينَ، ونسياني قليلُ

يقيكِ رفقةٌ من كل سوء، هل لديكِ

حديثٌ، أو لكِ رسولٌ؟

وقد نثرتُ، في حبّي لكم وصبابتي

مَلائِكَةً، ذِكرُهُنّ يطولُ

فإنْ لم يكنْ قولي يُرضيكِ، فاعلمي

سرّ اللطف، يا بثنَ، كيف أعبّرُ؟

فما غابَ عن عيني خيالكِ للحظة

ولا زال حسني، والخيالُ يزولُ

قصيدة لقد فرحَ الواشون أن صرمتْ حبلي

لقد فرحَ الواشون بقطع حبلي

بُثينة، أو أظهرتْ لنا بوادر البخل

يقولون: مهلاً، يا جميلٌ، وإنني

لأقسمُ بأني لا أستطيع الهروب من بُثينة

أهو حلمٌ؟ فقد مضى أوانه منذ زمن

أم هي خشية؟ فقد ذُكرتُ بالقتلِ من قبل

لقد أوقعوني، بجهلٍ، في حبها كالعذراء

رقيقةَ الطبع، ذاتَ الابتسامة الخادعة

كم رأينا ساعياً للفتنة

لآخرٍ، لم يسعى بيدٍ ولا قدمٍ

إذا ما تراجعنا عن مُنعطفات الماضي

فاضت الدموع من عيني بُثينة بالكُحل

ولو بقي عقلي، لما طلبتها

لكنهم أرادوا لي أن أتركها

فيا ويلي، هذا ما أصابني،

ويا ليتَ عائلتي ما أصابها من حزن

وقالتْ للفتاة، بغير زعلٍ

قصارٍ، ولا مُعثوثٍ، ولا ثعالب

إذا أشرقتْ شمس النهار، اتقينها

بثيابٍ من الديباجِ، والخزّ الباهي

تجمعنَ، في مسيرهنّ عبر السهول،

كحركات الطيور الرمادية في أرضٍ هادئة

إذا جنَحَت، أو ارتبكت، قمن حولها

كبنات الماء في جانب الصحراء

أراني لا ألقى بُثينة على مدى السنوات،

إلا خائفاً، أو على أهبة الرحيل

رفيقي، فيما عشتما، هل شاهدتما

قتيلاً يبكي، من حب قَتلَهُ، قبلي؟

أبيتُ، مع الهلاك، ضيفاً عند أهلها،

وأهلي جيرانٌ موسعونَ، ذوو فضلٍ

ألا أيّتها الدارُ التي حُجِبَتْ

أنتِ الطريق الذي من بيتٍ، وأهلكِ من أهلي

أنتِ التي ترفرف حولها النعم

وظلكِ لو يُصطنع من البردِ السلس

ثلاثةُ أبنيةٍ: بيتٌ أحبّ

وبيتان ليسا من شغفي ولا من شكي

كِلاهما بكى، أو كاد يبكي شغفاً

إلى الإلف، واستعجلتْ عبرةً قبلي

أعاذلتي، كثرتِ، جهلاً، من اللوم

على لا شيءٍ من اعتذاري وعذلي

فرحتُ بالأنس، فلم يحدث ليَ النأيُ سلوةً

ولم أجد في طول النأي عوضاً يُشعرني

ولستُ على مذاق الصفاء الذي أحببتُه

لكنني أُسِرْتُ بالدلالِ وبالبخل

ألا لا أرى اثنانِ أروعَ شيمَةً

على بساط الحظ، مني، ومن بقية الدهر

فإن وُجدتْ نَعَلٌ على أرضٍ ضائعةٍ

من اليد، في يومٍ، فاعلمي أنها نعلي

قصيدة أتانيَ عن مَروانَ بالغَيبِ أنّه

أتانيَ عن مَروانَ، بالغَيبِ أنّه

يُقودني بدمعي، أو يفصل بين لسانِي

ففي العيسِ منجاةٌ، وفي الأرضِ مذهَبٌ

إذا رفعنا لهم الأعلامَ

وعاد الهوى من مكانٍ آخر، حتى استفزني

من الحبِّ، مِعْطوفُ الهوى من بلادي

أقولُ لداعي الحب، والحجرُ بيننا

ووادي القُرى: لَبّيك، لمّا نادينَا

وعاودتُ من ذي خِلّ قديمٍ شغفي

وأظهرتُ من حالي الذي كان مُخفياً

وقالوا: بهِ داءٌ عَياءٌ أصابه

وقد علمتُ، هي ذاتي مهدئ لدوائي

أمضروبةٌ ليلى في أن أزورَها

ومتخذةٌ ذنباً لها أن تراني

هي السّحرُ، إلاّ أن للسحرِ رُقْيةً

وإني لا أجد لها، الدهرَ، راقياً

أحبُّ الأيامَى، إذ بُثينةُ تُعنى

وأحببتُ، لما غنَّيتِ، الغوانيا

أحبُّ من الأسماء ما وافقَ اسمَها

وأشبهه، أو كان مداغاً

وددتُ، على حبِّ الحياة، لو أنَها

يضافُ لها، في عمرها، من أيامنا

وأخبرتماني أنّ تَيْمَاءَ منزلٌ

لليلى، إذا ما ألقى الصيفُ المَرَاسِي

فهذه شهور الصيف قد انقضت،

فما للنوى ترمي بليلى الأساطير

وأنتِ التي إن شئتِ أشقيتِ عيشتِي

وإن شئتِ، بعد الله، هانَتْ بكِ الحياة

وأنتِ التي ما من صديقٍ أو حاسد

يرى نِضرَ ما أبقيتِ، إلاّ رثي لي

وما زلتِ بي، يا بثنَ، حتى لو أنني،

من الوجدِ أستبكي الحمامَ، بكى لي

إذا خدرَتْ رجلي، وقيل شفاؤها

دعاءُ حبيب، كنتِ أنتِ دُعائي

إذا ما لَدِيغٌ أخذَ له حَلِياً،

فحليكِ أمسى، يا بثينة، علاجه

ولا أحدثَ النأيُ المفرقُ بيننا

سلواً، ولا طولُ اللقاء يأساً

ولا زادني الواشون إلاّ شغفاً

ولا كثرةُ الواشينَ إلاّ تفاخراً

ألم تعلمي، يا عذبة َ الريق، أنني

أظلُّ، إذا لم ألقَ وجهكِ، شوقاً

لقد خِفْتُ أن ألقَى المنيّةَ بَغتةً

وفي النفسِ حاجاتٌ إليكِ كما هي

وإني لينسيني لقاؤكِ، كلما

لقِيتُكِ يوماً، أن أبُثّكِ ما بِيَ

قصيدة رسمِ دارٍ وقفتُ في طَلَلِهْ

رسمِ دارٍ وقفتُ في طَلَلِهْ

كدتُ أن أستسلم، الصباحَ في ظلهِ

وحيداً، لا ترى من أحدٍ

تنتسجُ الريحُ وسط الأرضِ المعتدلة

وصريعاً من الثمام ترى

مدبِّراً في أسلهِ

بين العلياءِ والأرضِ، قُبلي

فالغميمُ الذي لم أكن في جبلهِ

واقفاً في ديار أمّ حسينٍ

من ضُحى يومه إلى وصلِه

يا خليليّ، إن أُمّ حسينٍ

حين يهمس الضجيجُ في زواياهِ

روضةٌ ذات حنانٍ وخُزَامَى

جادَ فيها الربيعُ من أجلهِ

بينما هنّ بالأراكِ معاً

إذ بدا راكبٌ على جَمَلِه

فتأطرنَ، ثم قلنَ لها

أكرميه، حُيّيتِ، في استقبالِه

فظلَلنا بالنعمةِ، واتّكأنا،

وشربنا الحلالَ من قليلِه

قد أصونُ الحديثَ دونَ صديقٍ

لا أخافُ الأذى من قِبلِه

غيرَ ما بغضةٍ، ولا تجنبٍ

وخليلٍ، صافيتهُ رضياً

وخليلٍ، فارقتُهُ باللمسةِ

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *