أبرز مؤلفات ابن جني وعَمله في مجال اللغة العربية

برز ابن جني كواحد من أبرز أعلام اللغة العربية، حيث ساهم بمؤلفاته القيمة في إثراء المكتبات العربية بمجموعة من الكتب المهمة في مجالات النحو والإعراب.

من هو ابن جني؟

قبل الدخول في تفاصيل أشهر مؤلفاته، من المفيد التعرف على بعض الحقائق الأساسية حول ابن جني:

هو عثمان بن جني، المعروف بأبي الفتوح، وُلِد في عام 932م في العراق، وينتمي إلى أسرة حمدانية.
كان ابن جني ابن عبد من أصول يونانية، وقد نال تكوينه اللغوي من معلمه الشهير أبي الفارس بن البارة، الذي كان له تأثير كبير على مسيرته العلمية.
تتلمذ ابن جني على يد أبي الفارس الذي كان يعلّمه حتى وفاته، مما أتاح له الاستفادة من مشورته الغنية.
رافق ابن جني معلمه في جميع الظروف، حيث قام بتدوين ملاحظاته وأفكاره القيمة.
كان لديه شغف خاص بدراسة قواعد النحو والصرف، ويُعتبر من أشهر اللغويين في عصره.
أسس ابن جني علم أصول الكلام، حيث درس اللغة من منظور فلسفي، وانتمى إلى المدرسة الكوفية المعروفة في العراق.

يمكنك الاطلاع أيضاً على مقالنا حول:

ساهم ابن جني بنشاط في إثراء المكتبات العربية بمؤلفات فريدة وقيمة في اللغة والنحو، ومن أبرز هذه المؤلفات كتاب “الخصائص”.
يتناول هذا الكتاب فلسفة اللغة العربية وأسرارها، وكتب في مقدمته ما يلي:

«لم أزل أراقبه، وأكرّس فكري له، منجذباً إليه، وأسعى لتصحيح أي خطأ قد يظهر، في الوقت الذي يضيق فيه عليهم المجال للانطلاق.»
«أعظمته وأؤمن بأهميته، وأراه من أنقى ما كُتب في علوم العرب.»
«بحسبانه في إطار القياس والنظر، وجمع الأدلة المعززة لهذه اللغة العظيمة.»

ناقش ابن جني في هذا الكتاب العديد من المسائل المهمة في اللغة، بما في ذلك البنية والفهم وأصول اللغة.
وعالج في بابه الأول أهمية اللغة، بالإضافة للاستحسان والقياس في أصول اللغة.
كما تطرق إلى مفاهيم الحقيقة والمجاز، والعلل، وترتيب الكلمات، والأصول اللغوية.
في نهاية الكتاب، تناول الأخطاء التي وقع فيها بعض العلماء، تمت طباعة الكتاب في مصر على يد محمد علي النجار عام 1955م.

يُعتبر هذا الكتاب من أكثر الأعمال شهرة وابرازاً لابن جني، حيث يتميز بترتيبه المنطقي والدقيق.
يُعد “سر صناعة الإعراب” أول كتاب مختص في علم الصوتيات، كما أنه من أوائل الأعمال التي تناولت علم التصريف.

لا تتردد في زيارة مقالنا حول:

أيضاً، يُعد كتاب المحتسب من أشهر كتب ابن جني، الذي ألّفه في أواخر حياته أثناء إقامته في بغداد.
يركز الكتاب على دراسة قراءات القرآن الكريم، وبخاصة تلك القراءات غير الشائعة.
يعتبر هذا العمل من أوائل الكتب التي تناولت القراءات الشاذة، حيث فسّر أن كل قراءة معالجة بأسانيد صحيحة، بخلاف القراءات السبع المعروفة.

نشر هذا الكتاب للمرة الأولى في عام 1988م، عن طريق دار الفكر في دمشق، ويتألف من جزء واحد فقط.
حقق هذا الكتاب المحقق مازن مبارك، ويضم عدة أبواب ترتبط بالحروف الأبجدية، حيث يتناول كل باب حرف من تلك الحروف.

يُعالج هذا الكتاب بعض الأهم القضايا في علم التصريف بطريقة مختصرة وجذابة.
ولم يقتصر الكتاب على ذلك فحسب، بل ناقش التغيرات التي طرأت على الألفاظ في اللغة العربية، وقد حققه ديزيرة سقال.
قام دار الفكر العربي للطباعة والنشر بطباعة ونشر هذا الكتاب.

ألف ابن جني هذا الكتاب لشرح وتفسير الأرجوزة الشهيرة لأبي نواس، التي كانت صعبة الفهم على الكثيرين.
تتميز القصيدة بالمفردات والمعاني غير المألوفة، وقد تم نشر الكتاب من قبل مجمع اللغة العربية في دمشق، وبتحقيق محمد بهجة الأثري.

يُعتبر هذا الكتاب من مؤلفات ابن جني المهمة، ويأتي كاستمرار لكتاب أبي سعيد السكري.
طُبع الكتاب أول مرة في عام 1062م في بغداد، ويعبر عن تكملة لما ذكره أبو سعيد عن شعراء الهذيل.

يعتبر هذا الكتاب عملاً فريداً من نوعه، حيث يعمل كمعجم متخصص في دراسة اسم المفعول.
يشكل هذا الكتاب دليلاً قوياً على براعة ابن جني في مجالات اللغة العربية المختلفة.

يُعتبر كتاب المذكر والمؤنث مرجعاً مهماً للمتخصصين في هذا الموضوع.
طُبع لأول مرة في عام 1985م من دار البيان العربي للنشر والطباعة بجدة، وقد كان تحقيقه بواسطة طارق نجم عبد الله.

فيه تناول ابن جني تفاصيل المثنى وعلله، تم نشره من قبل مكتبة الثقافة الدينية في مصر، وكان الدكتور صبيح التميمي هو المحقق لهذا الكتاب.