إن إنشاء شخصية جديدة في مجتمع متباين العادات والتقاليد، والتي قد يعكس أحيانًا سلوكيات إيجابية أو سلبية من الآخرين، يعد تحديًا كبيرًا. ولهذا ينبغي على كل والدين أن يتركزا في تربية طفلهما وزرع القيم والمفاهيم السليمة، مما يعزز من إمكانية استقراره في شخصيته بعيداً عن المؤثرات اليومية. لذا، سوف نستعرض فيما يلي آداب التعامل الخاصة بالطفل داخل الفصل الدراسي.
آداب التعامل مع الآخرين في الصف: أهمية لطفلك
تعتبر المدرسة بيئة حيوية تُسهم في تشكيل شخصية الطفل، طبقًا للتوجيهات والأساليب التي يتلقاها من المدرسين وزملائه. ومن المهم أن يدرك الوالدان التجارب التي يمر بها طفلهما يوميًا في المدرسة، والتفاعل مع هذه التجارب سواء بالتقدير أو بالتوجيه.
لذا، يُفضل أن يجلس الوالدان مع طفلهما قبل بداية العام الدراسي ليتحدثا معه عن آداب السلوك داخل الفصل وما يجب أن يتجنبه. وفيما يلي بعض النقاط الهامة:
- يجب على الطفل أن يتعلم احترام زملائه في الصف، لأنهم جميعًا جزء من بيئة تعليمية واحدة، وينبغي أن يتحلى بالتوازن في النظر إليهم دون شعور بالتفوق أو الدونية.
- عدم التنمر على زملائه إذا كان هناك اختلاف بينهم، حيث يُعزز الاختلاف من قيمة الفرد ويضيف تنوعًا إيجابيًا.
- احترام خصوصيات الآخرين، سواء المعلمين أو زملائه، وعدم التدخل في أمور لا تخصه.
- إذا شعر بأي أعراض مثل الإنفلونزا أو البرد، عليه الالتزام بإجراءات السلامة، مثل استخدام المناديل عند السعال أو العطس للحد من انتشار العدوى.
- يُنصح بأن يذهب الطفل إلى المدرسة محملاً بكل مستلزماته الدراسية، وبالتالي لا يتعين عليه الاعتماد على الآخرين.
- يجب عليه احترام حق المعلم والزملاء في الحديث وعدم مقاطعتهم، مما يعكس تقديرًا واحترامًا للآخرين منذ الصغر.
- الاعتناء بنظافة مظهره والحفاظ على ملابسه خلال فترة المدرسة أمر بالغ الأهمية.
- من الضروري تأكيد أهمية قول الحقيقة مهما كانت العواقب، حيث يجب أن يفهم أن الاعتراف بالخطأ ليس علامة على الضعف.
آداب تعامل الطفل مع معلميه في الصف الدراسي
من الضروري أن يتعلم الطفل كيفية تقدير واحترام معلمه، وذلك من خلال عدة أسس وآداب يجب التركيز عليها:
- تجنب التحدث مع المعلم بصوت عالٍ أو بطريقة غير لائقة.
- الحذر من مقاطعة المعلم أثناء شرح الدرس.
- عدم مغادرة الفصل أو تناول الطعام أو الشراب دون إذن من المعلم.
- عند توجيه المساعدة له، يجب أن يقدم الشكر والإمتنان، مما يعزز العلاقة القائمة على الثقة بين المعلم والطالب.
- متابعة ما يُدرّس والالتزام بإكمال الواجبات في الوقت المحدد.
- عند رغبة الطفل في طرح سؤال، يجب عليه رفع يده أولاً لأخذ الإذن.
آداب تعامل الطفل مع زملائه خلال أوقات اللعب
توفر المدرسة عادةً فترات مخصصة للعب، مما يسمح للأطفال بالخروج من ضغوط الحصص الدراسية. وهذه الفترات تمنحهم مجالاً لتفريغ طاقاتهم:
- عند بدء اللعبة، ينبغي تجنب النزاعات بشأن الأدوار أو الربح، والتصرف بصبر وسكينة.
- يجب تعزيز التعاون ومشاركة أدوات اللعب مع زملائه بحب ووئام.
- القضاء على التنمر نحو زميل غير قادر على اللعب، وبدلاً من ذلك مساندته وإشراكه في أنشطة بسيطة تعزّز ثقته بنفسه.
- إذا رأى زميلًا يجلس بمفرده ويظهر عليه الحزن، ينبغي له دعوته للانضمام إليهم وعدم تركه بمفرده.
- من المهم التأكيد على ضرورة المحافظة على نظافة المكان بعد انتهاء اللعب.
يجب أن يركز الآباء على تربية أبنائهم على القيم المجتمعية السليمة وفقًا لمبادئ دينهم وعقيدتهم، مما يعزز في نفوسهم إدراك أن تصرفاتهم وأقوالهم مسموعة ومشاهدة من الله تعالى. وهذا يساعدهم على السير في حياتهم بطريقة مهذبة وصحيحة، مما يمثل مصدر حب واحترام من الله والناس من حولهم.
