على مر الزمن، يعد العالم مليئًا بالعلماء والعباقرة الذين يتمتعون بمستويات ذكاء ملحوظة تفوق العادة، مما منحهم القدرة على التعلم بشكل أفضل والتفوق في مختلف المراحل الدراسية.
أذكى شخص في العالم
عند البحث عن الشخص الأكثر ذكاءً في التاريخ، يظهر وليام جيمس سيديس -العالم والرياضي واللغوي والكاتب وعالم النفس- الذي أظهر قدراته الفائقة بقراءة الصحف قبل أن يكمل عامه الثاني.
نبذة عن حياة وليام سيديس
وُلد وليام سيديس في عام 1898 في مدينة نيويورك، وكان والده بوريس سيديس أستاذًا لمادة علم النفس في جامعة هارفارد، حاصلًا على أربع درجات علمية، بينما كانت والدته سارة مندلبوم سيديس حاصلة على درجة الدكتوراه في الطب:
- عقب زواج سارة وبوريس، توقع الجميع أن يكون أبناؤهم في غاية الذكاء، ولكن وليام أظهر ذكاءً لا يصدق.
- تراوحت درجة ذكاءه بين 260 و300، مما يجعله يتفوق على شخصيات بارزة مثل أينشتاين ونيوتن، في حين يتراوح معدل ذكاء الأفراد العاديين بين 80 و120 درجة.
- كان والديه يعتقدان أن التعليم المدرسي يُقلل من إمكانيات الأطفال، لذا فضلوا تركه بدون نظام تعليمي معتاد.
- تعلم جميع الحروف الأبجدية خلال أول ستة أشهر من حياته، وتمكن من قراءة صحيفة نيويورك تايمز عندما كان في عامه ونصف.
- بدأ اهتمامه بتعلم اللغة اللاتينية في عمر ثلاث سنوات، وعندما بلغ السابعة، أتقن ثماني لغات بطلاقة، منها اليونانية والفرنسية واللاتينية والألمانية والروسية والعبرية والتركية والإنجليزية.
التحاق وليام سيديس بالجامعة
بعد أن لاحظ والديه عبقريته الفائقة، حاول والده تسجيله في جامعة هارفارد عندما كان في سن التاسعة:
- رغم قدرته على اجتياز جميع الاختبارات المطلوبة، تم رفض قبول طلبه نظرًا لصغر سنه.
- ومع ذلك، لم ييأس والده واستمر في المحاولات حتى أُلحق وليام بالجامعة في عام 1909، وهو في عمر 11 عامًا، ليصبح من أصغر الطلاب المقبولين.
- بعد عام من الدراسة في جامعة هارفارد، اتجه لدراسة الرياضيات بعمق، وبرزت معرفته في هذا المجال إلى حدودها القصوى.
- بدأ في تدريس الرياضيات لزملائه، مما استفاد منه أساتذته أيضًا، ولقبوه بـ “المعجزة”.
- حصل على شهادة البكالوريوس في سن 16 عامًا، وعُين كمدرس في الجامعة ليكون من أصغر المدرسين بها.
- وانتقل لاحقًا للعمل كأستاذ للرياضيات في جامعة رايس.
بالإمكان أيضًا التعرف على:
إنجازات وليام سيديس
بجانب تدريس الرياضيات في عدة جامعات، يمتلك وليام سيديس العديد من الإنجازات البارزة، بما في ذلك:
- تأليفه لأربعة كتب مهمة في علم الرياضيات.
- تطوير العديد من النظريات المتعلقة باللوغاريتمات.
- كتابة العديد من المقالات في مجالات علم النفس والتشريح واللغويات.
- تصدر العناوين في الأخبار، بما في ذلك جريدة نيويورك تايمز.
- تحدث بإتقان لأكثر من 40 لغة في سن الرابعة والعشرين.
- ابتكر لغة جديدة لم يسبق لأحد أن توصل إليها من قبله.
سبب عدم شهرة وليام سيديس
على الرغم من كونه أذكى شخص على وجه الأرض، اختار وليام الابتعاد عن الأضواء ولم يسعى للتباهى بذكائه المذهل. كما لم يلق التقدير الكافي، حيث اعتبره البعض شخصًا غريب الأطوار يتظاهر بالذكاء:
- وتم اعتقاده أنه يسعى لجذب الانتباه، مما أدى إلى تعرضه لانهيار عصبي خلال فترة دراسته الجامعية.
- استقال من منصبه كأستاذ في جامعة رايس في سن العشرين بسبب الضغوط النفسية وعدم قدرته على تحمل الضغط الإعلامي، وانسحب من المهن التي تتطلب مجهوداً ذهنياً.
- على الرغم من شغفه بالتعلم منذ الطفولة، ابتعد عن العلوم مع تقدمه في السن بسبب الضغوط، واختار وظيفة مكتبية بأجر منخفض لينعم بحياة هادئة.
- استمرت المضايقات في ملاحقته، حيث سعى الصحفيون عام 1924 لاكتشاف تفاصيل حياته العملية، ليتضح أنه كان يكسب 23 دولارًا أسبوعيًا.
- حيث أثيرت تساؤلات في الصحف حول عدم استغلاله لموهبته بالشكل الأمثل، مما أدى إلى تصدر اسمه العديد من الأخبار.
- ورغم ذلك، لم تتوقف أعماله، حيث استمر في تأليف كتب قيمة تحت أسماء مستعارة ليتمكن من البقاء بعيدًا عن الأضواء.
وفاة وليام سيديس
توفي وليام سيديس في عام 1944، عن عمر يناهز 46 عامًا، نتيجة نزيف في الدماغ، ورغم عبقريته، بقي مصيره طي النسيان ولم يتم التعرف عليه بالشكل الذي يستحقه حتى الآن.