ما هو المدّ؟
المدّ هو إطالة الصوت عند نطق حرف المد، ويُعتبر القصر هو النطق بالحرف دون أي زيادة. تتضمن حروف المد: الواو الساكنة التي تسبقها ضمة، والألف التي تسبقها فتحة، والياء الساكنة التي تسبقها كسرة. كما يُمد أيضاً حرفا اللين وهما الياء والواو الساكنتين إذا كان ما قبلهما مفتوحًا.
أقسام المدّ
ينقسم المدّ إلى نوعين: المدّ الأصلي والمدّ الفرعي، وسنستعرض كلاهما بتفصيل أكبر.
المدّ الطبيعي
المدّ الطبيعي ينقسم بدوره إلى نوعين: المدّ الكلمي والمدّ الثنائي. المدّ الكلمي يحدث عندما يظهر حرف المدّ داخل كلمة واحدة، مثل (ينادونك)، حيث يوجد حرف المدّ في كلمة واحدة لذا يُطلق عليه المدّ الكلمي. يمكن أن يكون المد دائماً عند الوقف أو الوصل، أو ثابت عند الوصل دون الوقف، أو ثابت عند الوقف دون الوصل، ويمتد بمقدار حركتين فقط.
أما المدّ الثنائي، فهو يتواجد في فواتح بعض السور القرآنية التي تتضمن حروفاً مقطعة، مثل سورة طه وسورة مريم. تم جمع هذه الحروف في كلمتي (حيّ طهر): الحاء تشير إلى الحواميم، والياء تشير إلى سورتي مريم ويس، والطاء تشير إلى سورة طه والطواسيم الثلاثة، والهاء تشير إلى سورتي مريم وطه، بينما الراء مرتبطة بسور يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر.
بالإضافة إلى ذلك، هناك ما يُعرف بمدّ العوض، وهو أحد فروع المدّ الطبيعي ويتعلق بالوقف، حيث يُوقف على ألف منونة بتنوين نصب باستخدام الألف الممدودة بدل التنوين، مثل (غُزّىً) التي تقرأ بالمد الطبيعي عند الوقف، أو (هدىً) و(أحداً).
المدّ الفرعي
يتضمن المدّ الفرعي ثلاثة أحكام: الجواز، الوجوب، واللزوم، وفيما يلي توضيح لكل منها:
- المدّ الواجب: ينشأ عندما يقع حرف الهمزة بعد حرف المدّ في نفس الكلمة. يُطلق عليه أيضاً اسم المد المتصل، حيث يرتبط حرف المدّ بحرف الهمزة في الكلمة نفسها، وفي هذه الحالة يتم مدّ حرف المدّ بمقدار أربع أو خمس حركات إذا كانت الهمزة في منتصف الكلمة، وقد تصل إلى ست حركات إذا كانت في نهاية الكلمة.
- المدّ الجائز: يسمح فيه بالقصر أو المدّ، ويحدث عندما تأتي الهمزة بعد حرف المدّ في كلمتين منفصلتين. سُمّي جائزاً؛ لأنه يمكن نطق الحرف بالمدّ أو القصر. هناك نوع من الجائز يعرف بالمد العارض للسكون، والذي يحدث نتيجة السكون العارض بعد حرف المدّ بسبب الوقف، حيث يُسمح في هذه الحالة كذلك بالقصر أو المدّ.
- المدّ اللازم: يُعرف بدخول السكون بعد حرف المدّ سواء عند الوصل أو الوقف. يتمثل سبب تسميته باللازم في أنه يتطلب المدّ في كلتا الحالتين، ومن الأمثلة عليه هو حرف الميم في كلمة (ألم) الواردة في مطلع سورة آل عمران.