يُعتبر التجشؤ من الظواهر الطبيعية للجسم، خاصة بعد تناول الأطعمة الغنية بالدهون. ومع ذلك، قد يستمر التجشؤ أحيانًا لفترات طويلة، مما يسبب الإحراج والقلق لصاحبه. في هذه المقالة، سنستعرض التجشؤ وأسبابه وسبل علاجه.
تعريف التجشؤ
التجشؤ هو العملية التي يتم من خلالها إخراج الهواء الزائد والمتراكم في المعدة عبر الفم.
يُعتبر التجشؤ المتكرر أو المفرط علامة تنبه على وجود مشكلة صحية في الجسم.
أسباب كثرة التجشؤ
القرحة الهضمية
أظهرت الدراسات أن القرحة الهضمية قد تكون من الأسباب الرئيسية لزيادة التجشؤ.
خصوصًا إذا كان التجشؤ مصحوبًا بألم في منطقة البطن، وانتفاخ شديد، بالإضافة إلى شعور الشخص بالغثيان والقيء.
متلازمة القولون العصبي
عندما يعاني الشخص من تهيج في الأمعاء الغليظة لفترة طويلة، يظهر العديد من الأعراض المزمنة مثل الإمساك، وتقلصات البطن، والانتفاخ.
هذه الأعراض تشير إلى تضرر القولون، الذي يظهر من خلال تراكم الغازات في المعدة وزيادة التجشؤ.
الجزر المعدي المريئي
تعد هذه الحالة من الحالات الصعبة التي يحدث خلالها ارتخاء في العضلة العاصرة السفلى للمريء، مما يؤدى إلى ارتجاع الأحماض من المعدة إلى المريء.
في محاولة للتخلص من هذا الارتجاع، يبتلع الشخص كمية أكبر من الهواء، مما يؤدي إلى زيادة نسبة التجشؤ.
الاضطرابات الهضمية
تشمل هذه الاضطرابات الحالات المزمنة التي تؤثر على الجهاز الهضمي، حيث تفشل الأمعاء في معالجة المواد الغذائية، وخاصة الغلوتين.
هذا قد يسبب تلفًا في بطانة الأمعاء وارتجاع الأحماض، مما يؤدي إلى زيادة التجشؤ.
أمراض التمثيل الغذائي
تشمل هذه الأمراض مثل السكري وأمراض الغدة الدرقية، والتي تسهم في زيادة كمية الغازات وتزيد من معدل التجشؤ.
طرق علاج كثرة التجشؤ
توجد عدة طرق للمساعدة في تقليل مشكلة التجشؤ وعلاجها بشكل فعال، ومنها:
تناول الطعام ببطء
من الضروري أن يحرص الشخص على مضغ الطعام ببطء وعدم الحديث أثناء تناول الطعام لتقليل كمية الهواء التي يتم ابتلاعها.
تجنب الأطعمة الدهنية قدر الإمكان
تؤدي الأطعمة الدهنية إلى شعور المعدة بالامتلاء، مما يدفع الجسم للتجشؤ للتخلص من هذا الشعور.
ينبغي التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالدهون والتركيز على الأغذية الصحية ذات القيمة الغذائية العالية.
بعض الأطعمة مثل الكرنب، القرنبيط، البروكلي وبعض منتجات الألبان يمكن أن تزيد من غازات المعدة، لذا يُفضل تجنبها.
ننصح أيضًا بالاطلاع على:
تقليل تناول المشروبات الغازية
تعمل المشروبات الغازية على زيادة التجشؤ، مما قد يسبب الإحراج والانزعاج.
تجنب مضغ العلكة لفترات طويلة
حيث تعمل على زيادة الهواء الداخل إلى المعدة.
الإقلاع عن التدخين
يعد التدخين من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى زيادة كمية الهواء في المعدة وبالتالي زيادة التجشؤ.
تهدئة المعدة باستخدام الزنجبيل
يمكن أن يساعد مغلي الزنجبيل في الحد من التجشؤ، وكذلك مشروبات البابونج.
تناول الأناناس
يحتوي الأناناس على بروميلين، وهو عنصر كيميائي يساعد على تحسين عملية الهضم وتقليل التجشؤ.
يمكنك أيضًا قراءة:
مضغ بذور الشمر أو الكرفس بعد الوجبة
تحتوي هذه البذور على مواد تساهم في التخلص من الهواء الزائد في المعدة.
ممارسة المشي بعد تناول الطعام
يساعد المشي على تسهيل عملية الهضم وتقليل اضطرابات الجهاز الهضمي التي قد تسبب التجشؤ.
نصائح مهمة للحد من مشكلة التجشؤ
- احرص على قراءة التعليمات المدونة على منتجات الألبان والأطعمة الأخرى.
- قد يكون الشخص لديه حساسية تجاه تلك المكونات، مما يزيد من كمية الغازات وبالتالي التجشؤ.
- تجنب تناول الكربوهيدرات غير القابلة للهضم الموجودة في الأطعمة الخالية من السكر، حيث تساهم في زيادة الغازات.
- تناول كميات قليلة من الدهون، حيث تثبط الدهون عملية الهضم، مما يزيد من شعور الامتلاء ويؤدي إلى التجشؤ.
- تؤخر بقاء الطعام في المعدة، مما يؤدي إلى زيادة التجشؤ.
- قلل من تناول الأطعمة الغنية بالألياف، لأنها رغم فوائدها، قد تسبب انتفاخات تزيد من التجشؤ.
- إذا كانت الحالة بسيطة، يمكنك الاستعانة ببعض الوصفات دون استشارة الطبيب. توجد منتجات مثل لاكتيد أو ديري إيز التي تساعد في هضم اللاكتوز وتقليل الغازات، وقد أثبتت فعاليتها لدى البعض.
- هناك أيضًا منتجات مثل بينو، خصوصًا السائلة منها، التي تساعد على التخلص من الهواء المتراكم في المعدة والأمعاء.
متى يجب عليك زيارة طبيبك؟
كما ذكرنا سابقًا، قد تكون أعراض التجشؤ طبيعية إذا كانت مؤقتة.
لكن إذا كانت مزمنة، من المهم مراقبة صحتك وتحديد العلاج المناسب بالتشاور مع طبيبك.
إذا كانت الأعراض الوحيدة لديك هي الانتفاخ والغازات، فلا داعي للقلق إذ غالبًا ما تكون الحالة غير خطيرة ويمكن معالجتها بسهولة.
أما إذا لم تتحسن، يجب عليك رؤية الطبيب، وعادة ما يحدد الأطباء عددًا من الأعراض التي تشير إلى ضرورة التوجه للطبيب فورًا:
- الإصابة بالإسهال.
- وجود ألم حاد ومستمر في البطن.
- تغير لون البراز إلى الدموي.
- زيادة وتيرة التبرز، وتغيير لون البراز.
- فقدان الوزن دون قصد.
- الشعور المستمر بألم في الصدر.
- زيادة الشعور بالشبع وفقدان الرغبة في تناول الطعام.
من المهم التأكد من عدم وجود أسباب صحية وراء ظهور هذه الأعراض، وفي حال وجودها يجب معالجتها لتفادي تفاقم المشكلة.
