أهمية الصداقة في حياة الإنسان

تعزيز الصحة العقلية

أظهرت دراسة أجريت في عام 2012 أن خطر الإصابة بالخرف يرتفع بين كبار السن الذين يشعرون بالوحدة. تم إجراء الدراسة على أكثر من 2000 شخص هولندي تجاوزت أعمارهم 65 عاماً على مدى ثلاث سنوات، حيث لم يكن أي من المشاركين يعاني من الخرف في بداية الدراسة. ومع ذلك، فإن 13.4% من أولئك الذين أفادوا بشعورهم بالوحدة في البداية أصيبوا بالخرف خلال فترة البحث. إلى جانب ذلك، فقد أظهرت الدراسات أن ضعف العلاقات الاجتماعية يرتبط بزيادة مخاطر التدهور المعرفي، وذلك وفقاً لما نشرته مجلة طب وجراحة الأعصاب والطب النفسي.

تعزيز الصحة الجسدية

تم إجراء العديد من الدراسات على مجموعة متنوعة من الأفراد تتراوح أعمارهم بين 12 و91 عاماً، حيث قُسم المشاركون إلى مجموعة تعيش بشكل مُنعزل وأخرى تتمتع بالعديد من الأصدقاء. وقد تم مقارنة المؤشرات الحيوية بين المجموعتين مثل ضغط الدم، ومؤشر كتلة الجسم، ومحيط الخصر، ومستويات البروتين المتفاعل، وبروتين سي. وأظهرت النتائج أن المؤشرات كانت أسوأ لدى الأفراد الذين لديهم علاقات اجتماعية محدودة.

التفاعل مع الآخرين

يمكن أن تعزز الصداقة مهارات التفاعل الاجتماعي، مثل القدرة على إجراء محادثات بناءة. بالإضافة إلى ذلك، تساهم الصداقات في تعزيز القدرة على التسامح حتى مع الأراء المخالفة والأفكار المختلفة. فضلًا عن ذلك، تتيح العلاقات الاجتماعية للناس التعلم واكتساب خبرات جديدة، مما يساعد على الخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم ويخلق بيئة عاطفية آمنة.

الشعور بالسعادة وتحسين جودة الحياة

تُعتبر الصداقة مصدرًا مهمًا للدعم والاهتمام والفرح. عند مواجهة التحديات، يكون الأصدقاء متواجدين لتقديم المساعدة، وعند تحقيق النجاح، يشعرون بالسعادة لأجل بعضهم البعض. وجود أشخاص إيجابيين في حياة الفرد يعزز شعوره بالامتنان والسعادة، مما يساهم في تعزيز سلوكيات إيجابية تجاه الآخرين.

الحفاظ على النشاط

عندما ينعم الشخص بالحياة الاجتماعية، تزداد فرصته في المشاركة في الأنشطة اليومية مثل الرياضة، والانضمام إلى الأندية، وممارسة هوايات متنوعة. من جهة أخرى، فإن وجود صديق واحد على الأقل يزيد من احتمالية اندماج الشخص في أنشطة جديدة كان قد يتجنبها بمفرده، حيث يمكن للصديق اقتراح أنشطة غير متوقعة.

تعزيز احترام الذات

يساهم وجود الأصدقاء القابلين للاعتماد في تعزيز ثقة الفرد بنفسه. بالمقابل، يؤدي نقص الأصدقاء إلى شعور الفرد بالوحشة ونقص الدعم، مما يزيد من احتمالية تعرضه لمشاكل نفسية مثل الاكتئاب أو الاعتماد على المخدرات. ومن الجدير بالذكر أن وجود صديق واحد يمكن أن يساعد في بناء الثقة بالنفس وزيادة الإحساس بالانتماء.